منذ 4 أعوام تقريبًا، اجتمع كبار المسؤولين التنفيذيّين في شركة "آبل"، في مسار اختبار كرايسلر السابق في ويتمان -أريزونا، لتجربة أحدث تجسيد للسيارة التي كان عملاق التكنولوجيا يحاول تصنيعها لأعوام، لكنها لم تبصر النور. وتم تصميم النموذج الأولي، وهو عبارة عن شاحنة صغيرة بيضاء ذات جوانب مستديرة، وسقف زجاجيّ بالكامل، وأبواب منزلقة وإطارات بيضاء اللون، لاستيعاب 4 أشخاص بشكل مريح، وهي مستوحاة من ميكروباص "فولكس فاغن" الكلاسيكيّ ذي القوة الزهرية. تمت الإشارة إلى التصميم داخل شركة آبل Apple، باسم Bread Loaf.سيارة دون عجلة قيادة ولا دواسات بحسب بلومبرغ كانت الخطة هي أن تصل السيارة إلى السوق بعد نحو 5 سنوات مع شاشة تلفزيون عملاقة، ونظام صوتي قويّ، ونوافذ تعدّل لونها بنفسها، وتحتوي المقصورة على مقاعد النادي مثل الطائرة الخاصة، وسيتمكن الركاب من تحويل بعض المقاعد إلى كراسٍ ومساند للقدمين.والأهم من ذلك، أنّ "بريد لوف" Bread Loaf ستتمتع بما يُعرف في الصناعة من المستوى الخامس، حيث ستقود بشكل كامل من تلقاء نفسها باستخدام كمبيوتر متطور على متنها، ونظام تشغيل جديد وبرامج سحابية تم تطويرها داخليًا. لن تكون هناك عجلة قيادة ولا دوّاسات، بل مجرد وحدة تحكّم على غرار ألعاب الفيديو أو تطبيق آيفون iPhone للقيادة بسرعة منخفضة كنسخة احتياطية. وبدلًا من ذلك، إذا وجدت السيارة نفسها في موقف لم تتمكن من التنقل فيه، فسيتصل الركاب بمركز قيادة Apple ويطلبون قيادتها عن بُعد.وجلس الرئيس التنفيذيّ تيم كوك، والرئيس التنفيذيّ للعمليات جيف ويليامز، وكبار أعضاء فريق التصميم في شركة آبل، في النموذج الأوليّ بينما كان يقود نفسه حول مسار اختبار. لقد أحبوا ما رأوه. ولكن كانت هناك مشكلة، كما أوضح رئيس مشروع السيارة، دوغ فيلد: لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يعمل نظام القيادة الذاتية في العالم الحقيقي. واقترح فيلد، الذي تم تعيينه من شركة "تيسلا"، للإشراف على المشروع، تقليص أهداف القيادة الذاتية إلى المستوى 3، الأمر الذي يتطلب أن يكون السائق البشريّ جاهزًا لتولي المهمة في أيّ لحظة، وليس مشاهدة التلفزيون أو FaceTiming، في مقعد مواجه للخلف. لكنّ رؤساء فيلد أرادوا المستوى الخامس.مشروع I-Beam لم يبصر النور في العام التالي، ترك فيلد شركة آبل لتولي جهود هندسة السيارات الكهربائية والبرمجيات في شركة فورد موتور. وتحت قيادة خليفة فيلد، كيفن لينش، الذي يدير أيضًا مجموعة برامج الساعات الذكية التابعة لشركة آبل، استمر تصميم السيارة في التطور. لقد أصبحت مع جوانب زجاجية منحنية تضاعفت كأبواب جناح النورس، وفكرت الشركة في تضمين منحدرات يمكن طيّها تلقائيًا لتسهيل تحميل البضائع الثقيلة. كان الجزءان الأماميّ والخلفيّ متطابقين، وكانت النوافذ الوحيدة على الجانبين، وهو اختيار تصميميّ له عواقب وخيمة محتملة، في حالة اضطرار الإنسان إلى القيام بأيّ قيادة. (تمت إضافة النوافذ الأمامية والخلفية لاحقًا.) أطلق عليه بعض الأشخاص في المشروع اسم I-Beam.لم يتم إنتاج I-Beam مطلقًا، ولا أيٍّ من تصميمات Apple الأخرى. والآن، يبدو أنهم لن يفعلوا ذلك أبدًا. وفي 27 فبراير، أبلغت شركة آبل موظفيها بأنها ستتخلى عن تطوير سيارة. وعلى الرغم من أنّ هذا القرار كان مفاجئًا، إلا أنه لم يكن مفاجئًا. على مدار العقد الماضي، بذلت الشركة جهدًا كبيرًا في 5 تصميمات رئيسية مختلفة على الأقل، وقادت نماذج أولية لأنظمة القيادة الذاتية لأكثر من مليون ميل، واستأجرت مهندسين ومصمّمين، ودرست الشراكة أو الاستحواذ مع "تيسلا" و"مرسيدس" و"مرسيدس بنز"، "بي إم دبليو"، "فولكس فاغن"، وماكلارين أوتوموتيف، وغيرها. يكلف برنامج السيارة، في المتوسط، ما يقرب من مليار دولار سنويًا (أو ما يقرب من خُمس ميزانية البحث والتطوير لشركة آبل قبل عقد من الزمن)، مع إضافة فرق خارجية للرقائق وأجهزة استشعار الكاميرا والخدمات السحابية والبرمجيات مئات الملايين من الدولارات الإضافية إلى مشروع الإنفاق السنوي.(ترجمات)