شرعت تونس في استخدام محطة الزارات لتحلية مياه البحر بولاية قابس جنوب البلاد، في مسعى لتعويض النقص الكبير في الموارد المائية بسبب تداعيات التغير المناخي.وستلبي محطة الزارات احتياجات حوالي 1.1 مليون ساكن في الجهة وفي ولايتين مجاورتين، أي ما يناهز 10% من مجموع السكان في تونس، بطاقة إنتاج يومية تقدر بـ50 ألف متر مكعب قابلة للزيادة الى 100 ألف مكعب.تحلية المياه في تونسومثل الكثير من المناطق في البلاد، يعاني المواطنون في الجنوب الشرقي ذو المناخ الصحراوي، من انقطاعات متكررة لإمدادات مياه الشرب عبر الشبكة التي تديرها الشركة الوطنية لتوزيع المياه المملوكة للدولة، لا سيما خلال ذروة الاستهلاك بموسم الصيف الحار.ومحطة الزارات التي تم إنجازها بكلفة تناهز 100 مليون يورو من بينها قرض بـ82 مليون يورو من البنك الألماني للتنمية، وهي من بين 3 مشاريع لمحطات تحلية مياه على السواحل التونسي.محطة صفاقسومن المتوقع أن تدخل محطة صفاقس (وسط تونس) المدينة الاقتصادية وثاني أكبر المدن التونسية بعد العاصمة، طور الاستخدام في نهاية شهر يوليو الحالي بينما يجري العمل على تجهيز محطة ثالثة بولاية سوسة.وتعاني تونس، منذ نحو عقد، من آثار واضحة للتغير المناخي مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وانحباس الأمطار لفترات طويلة، ما أدى إلى سنوات متتالية من الجفاف وتقلص المخزونات المائية في السدود إلى مستوى الثلث من إجمالي طاقة استيعابها، وفق آخر تحديث.الجفاف في تونسوألقى الجفاف بظلاله على إنتاج الحبوب الذي تراجع في 2023 بنسبة 60% وتراجع قطيع الماشية بنسبة 30% خلال العامين الماضيين، بحسب بيانات وزارة الزراعة.ويمكن أن توفر محطات تحلية المياه بديلا للمساحات الزراعية السقوية التي تضررت من نقص المياه، بعد قرار الحكومة في 2023 بوقف الإمدادات المتأتية من السدود للتقشف في المخزونات وفرض نظام الحصص للاستهلاك المنزلي.وعلى الرغم من الاستنزاف الكبير لمواردها المائية، فإن حصة الفرد من المياه في تونس تعد من بين الأضعف عالميا وفق المعايير الدولية، بما قدره 420 مترا مكعبا، مقابل معدل 500 متر مكعب في المتوسط.(وكالات)