منذ اختراع الفولاذ المقاوم للصدأ، قامت بريطانيا بصهره وصبّه وتصدير كميات هائلة منه إلى أميركا، ورغم امتلاك الولايات المتحدة قطاعًا ضخمًا للفولاذ المقاوم للصدأ، إلا أن قطاعي الفولاذ المقاوم للصدأ في البلدين ظلا متشابكين صناعيًا منذ عهد هنري فورد، ويتجلى ذلك في طريقة عمل شركة مارسيغاليا البريطانية، وفقا لتقرير شبكة سكاي نيوز.ويشير الموقع إلى أنه من بين الفولاذ المقاوم للصدأ سبيكة من الحديد والكروم، إلى جانب عناصر أخرى مثل النيكل والموليبدينوم والكربون، يتميز بغشاء سلبي يحميه من التآكل، بل ويعالج نفسه ذاتيًا. وهذا يجعله ضروريًا ليس فقط للاستخدام في الأحواض وأدوات المائدة حيث يصادفه معظم الناس بشكل يومي، بل وأكثر أهمية في الأدوات الجراحية والآلات الثقيلة والأنابيب والقنوات، وهو أمرٌ غير مرئي ولكنه ضروري للحفاظ على استمرارية الحضارة. كيان اقتصادي لا يفصله سوى محيط تصهر الشركة البريطانية الخردة في فرن القوس الكهربائي الخاص بها في شيفيلد - وهو مرجل ضخم تُحدث أقطابه الكهربائية عاصفة من البرق تستهلك نفس الطاقة التي تستهلكها مدينة شمالية كبيرة - وتضيف مكونات السبائك اللازمة لتشكيل قضيب معدني طويل وثقيل، يُعرف باسم "بيليت". ثم تُشحن هذه القضبان عبر المحيط الأطلسي إلى موقع الشركة الآخر، حيث تُعالج القضبان وتُباع في سوق أميركا الشمالية. إنها كيان اقتصادي واحد، لا يفصله عنه سوى محيط. لكن اليوم أصبح هذا المحيط وهذا الانقسام عبر البلاد مشكلة هائلة، خصوصاً بعدما فرض دونالد ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب عام 2018، استُثنيت من الرسوم ما يُسمى بالمنتجات "الوسيطة"، مثل قضبان الصلب التي تصنعها شركة مارسيغاليا وتُعالج في أميركا، بينما هذه المرة، فلم تتضمن قواعد الرسوم الجمركية الأولية أي إعفاءات. ونتيجةً لذلك، ستُفرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 25% على أي فولاذ يصل إلى الموانئ الأميركية اعتبارا من 12 مارس الجاري، بما في ذلك قضبان الصلب غير المصقولة التي تنتجها شركة مارسيغاليا.تداعيات وآثار المنافسة مع الصين تتمثل المشكلة التي يواجهها المصنع في أن الألومنيوم يُعد اليوم معدنًا سلعيًا تزداد صعوبة منافسة المعدن الرخيص المُصدّر من الصين، التي تُهيمن على المعروض العالمي من هذا المعدن، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى استفادة مورديها من الطاقة الرخيصة والدعم الحكومي السخي، وكلاهما غير متوفر في المملكة المتحدة، مما قد يؤدي إلى إغلاق جميع مصانع بريطانيا.(ترجمات)