أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير له، عن انتشار زراعة التبغ بشكل ملحوظ في الضفة الغربية في فلسطين.وبحسب التقرير، انتشرت زراعة التبغ بوتيرة عالية بسبب ارتفاع نسبة البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك نتيجة للحرب الإسرائيلية الدائرة والمستمرة في القطاع.البطالة في فلسطينوألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي بحملها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى تزعزع أحوال الفلسطينيين المعيشية وزيادة صعوبتها، خصوصا مع فقدان نسبة كبيرة من العمال الفلسطينيين لعملهم ومصدر أرزاقهم.ولا تزال أعداد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية ترتفع بشكل كبير، مع دخول الحرب شهرها الـ10.وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت نسبة العاطلين عن العمل في قطاع غزة 75%، في نهاية الربع الأخير من العام 2023، مقارنة مع 46% بالربع الثالث عشية الحرب في 7 أكتوبر.وارتفعت معدلات البطالة في الضفة الغربية خلال الربع الرابع من عام 2023 إلى 32%، مقارنة مع نحو 13% في الربع الثالث من العام الماضي. أرقام صادمةوجاء في بيان جهاز الإحصاء: "فقدَ نحو 200 ألف شخص وظائفهم خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحرب، وتشير تقديرات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى أن حوالي 500 ألف عامل من الضفة وغزة فقدوا فرص عملهم خلال الأشهر الأخيرة، في أعقاب الحرب على قطاع غزة، وهذه الأرقام تشمل قرابة 200 ألف عامل داخل إسرائيل، بالإضافة إلى العاملين في السوق المحلية".زراعة التبغ ونظراً للظروف الاقتصادية والمعيشية المزرية والمتدهورة وتآكل الأجور وارتفاع معدلات البطالة ونسب الفقر بشكل مخيف في المجتمع الفلسطيني، أخذت بلدة يعبد في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، في تصنيع وزراعة التبغ للمستهلكين المحليين.وتضاعف حجم الأرض المزروعة بالتبغ مع تزايد عدد العاطلين عن العمل، حيث بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالتبغ في جنين قرابة 14 كيلومترا مربعا، وهي تنتج أكثر من ألف طن سنويا، وفق ما صرح به مسؤولون في وزارة الزراعة الفلسطينية، وارتفعت نسبة الأيدي العاملة التي تعمل في إنتاج التبغ. مفيد حسان أحد المزارعين يواظب على العمل بشكل يومي، وعلى تنظيف محيط أشتال التبغ من الأعشاب حتى لا تؤثر في نمو الشتلة، وبعد ذلك يميل لون أوراق التبغ إلى اللون الأصفر في دلالة على نضجها، ثم تبدأ عملية القطاف.ويقول مفيد حسان: "الدخان العربي هو أفضل بديل للمدخن الفقير، خصوصا وأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يسمح بشراء الدخان المستورد الذي يتراوح سعره من 25-40 شيكلا حسب النوع، أي 7-11 دولارا أميركيا، بينما سعر الدخان العربي سعره 4 شواكل، أي 1.2 دولار أميركي".ومن جهتها، تقول أم محمد: "تحتاج زراعة التبغ إلى جهد كبير، وعمل لعدة ساعات متواصلة، وهذا العمل يرهق أولادي لحد كبير ويرهقني، ولكن للأسف لا يوجد خيار آخر في ظل هذه الظروف الصعبة والحرب المستمرة التي تمر على بلدنا".وتضيف أم محمد: "زراعة التبغ هو العمل المتوفر حاليا للكثيرين في المنطقة، وإذا تم دعم الزراعة وأنواعها المختلفة، سيتم توفير فرص عمل لشريحة كبيرة من الشباب عن العمل، وشخصيا هذا العمل وفر لعائلتي دخلا جيدا، خصوصا بعدما توقف العمل داخل إسرائيل، ونستطيع الآن بسبب زراعة التبغ توفير مصاريف الجامعة لأولادي، ومصاريف الطعام وكل احتياجات المنزل".(وكالات)