تكبّد الاقتصاد الإسرائيليّ خسائر مباشرة وغير مباشرة منذ اندلاع الحرب في غزة، على خلفية هجوم حركة "حماس" المباغت على جنوب البلاد في 7 أكتوبر الماضي. وتتوقع مؤسسة فوكس إيكونوميكس في مذكرة بحثية نُشرت يناير الجاري، أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيليّ بنسبة 16% تقريبًا على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2023، بسبب استدعاء جنود الاحتياط، والقيود المفروضة على دخول العمال الفلسطينيّين، وإغلاق المؤسسات، وضعف المعنويات، وإجلاء السكان، وتراجع أعداد السياح الوافدين. ما خسائر إسرائيل الاقتصادية؟ اعترف وزير المالية الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش في أكثر من مناسبة، بأنّ من المتوقع أن تكون للحرب في غزة آثار كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي. ويتعرض اقتصاد إسرائيل حاليًا لخسائر يومية تقدّر بين 4 إلى 5 مليارات شيكل (1.07 مليار دولار و1.36 مليار دولار)، وذلك سيكون له تبعات سلبية على مستوى المؤشرات الاقتصادية، وامتداد الأزمة وتفاقمها، حسبما يؤكد الخبراء. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ تكلفة الحرب على "حماس" في غزة بلغت 270 مليار شيكل أي ما يقارب من 73 مليار دولار، حيث تشمل تكاليف الجيش وإعادة إعمار بلدات غلاف غزة، وفقدان الدخل وانخفاض الاستثمار والسياحة. وفق التقديرات التي أشارت إليها تقرير للقناة الـ12 الإسرائيلية، ستصل تكلفة الحرب في عام 2024 لنحو 210 مليارات شيكل (56 مليار دولار)، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الجوانب الأمنية بـ20 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) بعد الحرب. ووفق قسم الأبحاث في "بنك إسرائيل"، فإنّ ذروة تأثيرات الحرب المباشرة ستكون في الربع الرابع من عام 2023 وخلال عام 2024، في حين سيختفي تأثير الحرب في عام 2025. ويرى قسم الأبحاث أنّ النمو الاقتصاديّ سيكون بنسبة 2% في عامي 2023 و2024، و5% في عام 2025. وبالنسبة للبطالة في عام 2024، فإنها ستكون بالمتوسط بين 5.3%، و3.2% في عام 2025. وسيصل التضخم في الربع الرابع من عام 2024 إلى ما نسبته 2.4%، وسيبلغ 2% في عام 2025، فيما تتراوح نسبة الفائدة في العام الجاري بين 3.75% و4%.وعلى صعيد قطاع التكنولوجيا، الذي يُعدّ المحرك الأساسيّ للنمو الاقتصاديّ في البلاد، فقد تأثر بشدة بفعل الحرب، إذ قال الكنيسيت في بيان على موقعه الإلكتروني قبل أيام، إنّ لجنة العلوم والتكنولوجيا، وجدت أنّ الحرب أثرت بشكل ملحوظ على صناعة التكنولوجيا، وأنّ الكثير من الشركات تجد صعوبة في التوظيف مع استدعاء 350 ألفًا من جنود الاحتياط.وأظهرت مسوّدة معدلة لميزانية 2024 في إسرائيل، أنّ عجز الميزانية من المتوقع أن يرتفع من 2.25% إلى 6.6% من الناتج المحلّي الإجماليّ خلال العام الجاري. ووفقًا لمسوّدة الميزانية، ستؤدي الحرب على غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر، إلى تراجع النمو الاقتصاديّ للعام الجاري، بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي. ويقدّر الأثر الماليّ للحرب بنحو 150 مليار شيكل (40.25 مليار دولار) في الفترة 2023-2024 بافتراض انتهاء القتال المكثف في الربع الأول من عام 2024. كما تم تخصيص نحو 930 مليون شيكل جديدة لرعاية الصحة العقلية والجسدية لضحايا هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، الذي قُتل فيه نحو 1200 شخص وتم احتجاز 240 آخرين كأسرى. وتشير القناة 12 إلى أنّ تكلفة إصلاح وإعادة تأهيل المجتمعات المدمرة على طول حدود غزة ستصل إلى نحو 400 مليون شيكل (107 ملايين دولار)، وستصل الأضرار في الشمال نتيجة للهجمات عبر الحدود من لبنان إلى نحو 250 مليون شيكل (67 مليون دولار).(وكالات)