من جديد عاد الحديث عن أزمة إغلاق الحدود الجمركية في المغرب معبري "سبتة ومليلية"، حيث يطالب سكان المنطقتين بإعادة فتح المعبرين بعد إغلاقهما في العام 2018.ودعا وزير السياسة الإقليمية والذاكرة الديمقراطية الإسباني، إلى فتح الجمارك مع المغرب، وذلك خلال زيارة للوزير منذ يومين لسبتة ومليلية.عمليات تهريبوأشار تقرير برلمانيّ مغربيّ صدر في عام 2019، إلى أنّ هناك عمليات تهريب تحدث عند المعبرين، ما يكبّد المغرب خسائر تصل إلى 700 مليون دولار سنويًا، لافتًا إلى أنّ نحو 3 آلاف و500 امرأة تمتهنّ التهريب المعيشيّ بمعبر سبتة، فضلًا عن نحو 200 طفل قاصر. وفي التفاصيل، قال الخبير الاقتصادي، أوهادي سعيد، إنّ الحكومتين المحلّيتين لسبتة ومليلية تضغطان على الحكومة الإسبانية، والتي بدورها تطالب المغرب بعد فتح المعبرين وذلك منذ قرار الإغلاق. وأشار في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إلى أنّ "الإشكالية ليست بالأساس اقتصادية واجتماعية، وإنما سياسية، بحكم أن المغرب ظل دائمًا يطالب بتحرير المدينتين".ميناء طنجة المتوسطي وأشار إلى تراجع حركة التجارة في سبتة ومليلية منذ قرار الإغلاق، لافتًا إلى تراجع الإيرادات بشكل كبير، بعد فتح ميناء طنجة المتوسطي وتوسيع و تحديث ميناء الناظور، إضافة إلى ذلك، إنشاء منطقة حرة بالمنطقة الحدودية قرب سبتة. ورأى سعيد أنّ "الأهمية القصوى في الجانب الجيوسياسي، إذ يعوّل الإسبان على العلاقات الممتازة بين المملكتين، لعدم إثارة مواضيع حساسة في وقت عرفت المبادلات التجارية بين البلدين تقدمًا، كما أنّ الاستثمارات الإسبانية بالمغرب غير مسبوقة في ظل الدينامية الاقتصادية المعروفة". وبشأن احتمالية فتح الجمارك مرة أخرى، أوضح أنها "قد تظل مغلقة، باعتبار أنّ المغرب لن يتنازل عن قراره بحكم أنّ السياق العام في صالحه، وذلك لأنّ المشاريع البنيوية في الحدود مهمة للغاية".ويعتبر المغرب مدينتَي سبتة ومليلية جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي، غير أنّ مدريد لا تزال ترفض الدخول في أيّ مفاوضات مع الرباط بشأن المدينتين الواقعتين شماليّ المملكة، والتي تسعى لدخول البضائع عبر ميناء طنجة لتخضع للجمارك، والحدّ من الخسائر التي تتكبدها سنويًا. (المشهد)