مع اقتراب عام 2023، كانت التوقعات تُجمع أنّ الركود قادم، لكن اليوم ومع اقتراب العام من نهايته، لم يحدث الانكماش الاقتصاديّ المتوقع. فما الذي يخبّئه عام 2024؟يقول خبراء لموقع سي إن بي سي نيوز، إنّ التراجع الاقتصاديّ لا يزال ضمن التوقعات. ويستند هذا التنبؤ إلى العوامل نفسها التي دفعت الاقتصاديّين إلى توقّع انكماش في عام 2023، خصوصًا في ظل ارتفاع التضخم إلى مستويات عالية، في وقت قام البنك الفيدراليّ الأميركيّ برفع أسعار الفائدة.في المقابل، بعض التوقعات متفائلة بأنه لا يزال من الممكن تجنّب الركود في عام 2024، وفقًا للموقع الأميركي.في السياق، قال أكثر من 3 أرباع الاقتصاديّين، 76%، إنهم يعتقدون أنّ فرص الركود في الأشهر الـ12 المقبلة تبلغ 50% أو أقل، وفقًا لمسح أجرته الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في ديسمبر. وقال لاري آدم، كبير مسؤولي الاستثمار في ريموند جيمس: "حالتنا الأساسية هي أنّ لدينا ركودًا معتدلًا".وتتوقع الشركة أنّ هذا الانكماش، الذي قد يكون "الأخفّ في التاريخ"، قد يبدأ في الربع الثاني.وقد يشعر الأميركيون الذين يعانون ارتفاع الأسعار وسط ارتفاع التضخم، أنّ الانكماش قد بدأ بالفعل.حتى تلك اللحظة، قال 56% من الأشخاص الذين شملهم استطلاع MassMutual العام الماضي، إنّ الاقتصاد في حالة ركود بالفعل، في حين وجد استطلاع أجرته شركة Nationwide هذا العام، أنّ الأميركيّين يخشون حدوث انكماش حادّ مثل عام 2008.وقد تستمر عمليات تسريح العمال، التي تصدّرت عناوين الأخبار في نهاية عام 2023، في العام الجديد. في حين أنّ 29% من الشركات ستسرّح العمال في عام 2023، تتوقع 21% من الشركات أنها قد تقوم بتسريح العمال في عام 2024، وفقًا لشركة Challenger, Gray & Christmas، وهي شركة للتدريب على التوظيف والتنفيذيّين.للاستعداد لما هو غير متوقع، يشير الخبراء إلى 3 خطوات:1. تقليل أرصدة الديون الخاصة بك أكثر من ثلث المستهلكين، 34%، وقعوا في الديون في موسم العطلات هذا، بانخفاض من 35% في عام 2022، وفقًا لشركة LendingTree.ويبلغ متوسط الرصيد الذي يأخذه هؤلاء المتسوقون 1028 دولارًا، وهو أقل بكثير من 1549 دولارًا في العام الماضي، والأدنى منذ عام 2017.لكنّ أسعار الفائدة المرتفعة تعني أنّ تلك الديون أكثر تكلفة. ثلث المقترضين أثناء العطلات لديهم أسعار فائدة تبلغ 20% أو أعلى، وفقًا لتقارير LendingTree.وفي الوقت نفسه، تجاوزت أرصدة بطاقات الائتمان رقمًا قياسيًا بلغ تريليون دولار هذا العام.يمكن أن تساعد بعض التحركات في التحكم في المبلغ الذي تدفعه على تلك الديون.أولًا، توصي LendingTree بأتمتة دفعاتك الشهرية لتجنب عقوبات التأخر في السداد، بما في ذلك الرسوم وزيادات الأسعار.إذا كان لديك أرصدة مستحقة على بطاقات الائتمان التي تحملها من شهر لآخر، فحاول خفض التكاليف التي تدفعها على هذا الدين، إما من خلال عرض تحويل الرصيد بنسبة 0% أو قرض شخصي. وبدلًا من ذلك، يمكنك أن تحاول ببساطة أن تطلب من شركة بطاقتك الائتمانية الحالية سعر فائدة أقلّ.الأهم من ذلك، اختيار استراتيجية سداد الديون والتمسك بها.2. اختبار الإجهاد لأموالك قال باري غلاسمان، المخطط الماليّ المعتمد ومؤسس ورئيس شركة Glassman Wealth Services، لموقع CNBC في وقت سابق من هذا العام، إنّ الكثير من مدى تأثير الركود عليك يعود إلى ما إذا كنت لا تزال تمتلك وظيفة. وبالتالي، من الجيد تقييم مدى قدرتك على التعامل مع انخفاض الدخل. وقال: فكّر في المدة التي يمكنك فيها مواكبة الفواتير، إذا فقدت وظيفتك، بناءً على المدخرات والموارد الأخرى المتاحة لك.ويضيف غلاسمان: "قم باختبار دخلك مقابل التزاماتك المستمرة". 3. تعزيز المدخرات في حالات الطوارئ حتى أنّ وجود القليل من النقود جانبًا، يمكن أن يساعد في ضمان أنّ حدثًا غير متوقع مثل إصلاح السيارة أو فاتورة غير متوقعة لن يؤدي إلى إغراق ميزانيتك.ومع ذلك، تظهر الدراسات الاستقصائية أنّ العديد من الأميركيّين سيواجهون ضغوطًا شديدة لتغطية نفقات بقيمة 400 دولار نقدًا.وقال مارك هامريك، كبير المحلّلين الاقتصاديّين في Bankrate، لموقع CNBC: "حتى لو مررنا بهذه الفترة سالمين نسبيًا، فهذا سبب إضافيّ للادّخار".ميزة أخرى للادّخار الآن، هي ارتفاع أسعار الفائدة يعني أنّ العائدات المحتملة على تلك الأموال هي الأعلى منذ 15 عامًا. وقد لا تستمر هذه العائدات، حيث من المتوقع أن يبدأ مجلس الاحتياطيّ الفيدراليّ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024. (ترجمات)