منذ يوم 26 نوفمبر 2024 وحتى سقوط النظام في سوريا، واجهت الليرة السورية أسوأ موجة هبوط في تاريخها أمام الدولار الأميركي، وذلك مع الطلب المرتفع على العملات الأجنبية في البلاد، فما هو مستقبل الليرة السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد، وكيف سيكون وضع الاقتصاد ككل؟وخسرت العملة السورية قرابة 50.1% منذ يوم 26 نوفمبر وحتى الآن، حيث تحرك سعر الدولار من مستويات 14,650 ليرة إلى 22,000 ليرة في تعاملات السوق السوداء بالعاصمة السورية دمشق، وفق حسابات منصة "المشهد".في المقابل ارتفع الدولار في حلب السورية أكثر من 130%، إذ تحرك سعر الدولار من مستويات 15,600 ليرة إلى مستويات تجاوزت 36,000 ليرة في معاملات اليوم، لتواصل العملة هبوطها، وفق حسابات "المشهد" التي تتبع حركة الليرة السورية.كما تراجعت الليرة السورية في الحسكة بحوالي 90.7% أمام الدولار خلال -فترة المقارنة المذكورة منذ 26 نوفمبر وحتى سقوط نظام بشار الأسد- إذ تحرك سعر الدولار من مستويات 15,200 ليرة إلى مستويات 29,000 ليرة.تأثير هبوط الليرة السورية على الأسعارانخفاض الليرة السورية الكبير انعكس على أسعار السلع المختلفة في الأسواق المحلية بجميع المحافظات السورية، وقفز سعر لتر الزيت للقلي في اللاذقية من 27 ألفاً إلى 50 ألف ليرة، وكيلو السكر من 12500 إلى 20 ألف ليرة، وكيلو البرغل من 14 ألفاً إلى 22 ألفاً.وفي هذا الإطار، قال أحد كبار مصدري الصناعات الغذائية من مصر للسوق السوري، إن "حركة التجارة الخارجية مع سوريا ستتضرر بقوة وقد يحدث غياب لعدد من السلع في السوق السوري، كما أن قفزات الدولار ونقص العملات الأجنبية سيدفع الليرة لمزيد من الهبوط".وقال أحد مصدري الغذاء – فضل عدم ذكر اسمه لعدم تضرر شركته – خلال حديثه مع منصة "المشهد" إن "المصدرين في الدول العربية جميعًا، ومجتمع الأعمال العربي قلق بشأن الأوضاع الاقتصادية في سوريا، وغياب الرؤية عن المستقبل في أحد أهم وأكبر الأسواق العربية، كما أشار إلى تواصله مع بعض عملائه حول مستقبل المعاملات التجارية وأن الرد كان محبط للغاية بحسب قوله.وقال برنامج الأغذية العالمي، عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.وردًا على سؤال حول مستقبل الاقتصاد السوري، قال رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية الدكتور خالد عبد القادر الشافعي، إن "نظام بشار الأسد اعتمد طوال أكثر من 12 سنة بشكل أساسي على تأمين الدعم الغذائي والنفطي من روسيا وإيران، وهنا الأمور أصبحت معقدة للغاية بعد سقوط الأسد، فمن هو حليف المجموعة الجديدة التي ستدير الأمور في البلاد؟".5 تداعيات اقتصادية لسقوط بشار الأسد ويرى رئيس مركز العاصمة خلال حديثه مع "المشهد"، أن "الليرة السورية ستواصل تراجعها بل وسيكون التعامل على الأرجح بالدولار في أغلب مناطق سوريا، والجميع تخلص من الليرة وهذا شيء محبط وسيؤدي بالليرة السورية إلى الهلاك، وهذا السيناريو سيؤدي بالوضع الاقتصادي إلى نتائج سلبية عديدة منها:ارتفاع العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية. توقف الاستثمارات الجديدة داخل سوريا.تضرر حركة التجارة الخارجية خاصة الصادرات السورية.سقوط النظام المصرفي في مشكلة تدبير الدولار للاستيراد.إمكانية غياب بعض السلع من الأسواق.تراجع الناتج المحلي الإجمالي ويرى الدكتور محمود أحمد كاظم الباحث في الشؤون الاقتصادية، أن سقوط النظام السوري ستكون له تبعات اقتصادية صعبة للغاية، على عدة مستويات منها ما يتعلق بوضع العملة السورية مقابل العملات الأجنبية والعربية، كذلك على توافر الخدمات والسلع، بالإضافة إلى مشكلات دخول الاستثمارات وبيع السندات في الأسواق الدولية.وأشار خلال حديثه إلى أن الناتج الإجمالي المحلي لسوريا عام 2023 بنحو 6.2 مليارات دولار، متوقعًا تراجع قيمة الناتج بنسبة لن تقل عن 30 إلى 50 % في حالة استمرار الأوضاع حتى انتهاء الربع الأول من 2025.(المشهد)