تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، حيث تم استبدال الغاز الطبيعي الروسي والذي يعدّ شريان الحياة للطاقة في أوروبا بمصادر أخرى وخصوصًا الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأميركية.وقفز توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 50 % منذ عام 2021. كما يجري التخطيط لمحطات طاقة نووية جديدة في جميع أنحاء القارة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".لكن أمن الطاقة في أوروبا لا يزال هشًا، حيث تنتج المنطقة غازًا طبيعيًا أقل بكثير مما تستهلكه ولا تزال تعتمد إلى حد كبير على دول أخرى، وخصوصًا الولايات المتحدة، حيث أرهقت تكاليف الطاقة المرتفعة الأسرى وأجبرت المصانع على الإغلاق ما أدى إلى تردي الاقتصاد الأوروبي.الاعتماد على روسيا وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن اعتماد أوروبا على الطاقة من روسيا، وخصوصًا الغاز الطبيعي، الذي يمثل نحو 20 % من استهلاك الطاقة في أوروبا.وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية،أورسولا فون دير لاين "بدا أنّ الطاقة رخيصة، لكنها عرّضتنا للابتزاز".وارتفعت الأسعار في عام 2022 بسبب المخاوف من أنّ روسيا ستقطع تدفقات الغاز إلى أوروبا تمامًا بالإضافة إلى عوامل أخرى. اجتمعت البلدان معًا لمشاركة الوقود ومصادر الطاقة الأخرى، وبناء أو تعديل البنية التحتية لنقلها.ومن المتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى خفض اعتماد أوروبا على الغاز الروسي إلى 8% من الإمدادات في عام 2025، من 35% في عام 2021، وفقًا للمحللة الاقتصادية، لآنا غالتسوفا، وأصبحت أوروبا أفضل في توجيه الطاقة إلى حيث الحاجة إليها، ما خلق "قدرًا هائلًا من المرونة لم تكن أوروبا تتمتع بها عشية الحرب"، كما قال كبير المسؤولين التجاريين في شركة شينيير إنرجي، أناتول فيجين.حلول الطاقة المتجددةقامت أوروبا ببناء المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة للمساعدة في سد الفجوة. حيث كان نحو ثلث توليد الطاقة في أوروبا يأتي من الطاقة المتجددة، مدفوعة بتراكم طاقة الرياح والطاقة الشمسية.أما في عام 2024، تولد مزارع الرياح والطاقة الشمسية طاقة كهربائية أكثر من الوقود الأحفوري لأول مرة، وفقًا لشركة S&P Global Commodity Insights.ولكن التحول إلى الطاقة المتجددة مكلف. فعلى الرغم من انخفاض أسعار الطاقة الإجمالية عن ذروتها في عام 2022، تظل تعريفات الغاز والكهرباء مرتفعة.إنّ أكبر بديل للغاز الذي يتم نقله عبر الأنابيب من روسيا هو الغاز الطبيعي المسال، ولكنه خيار مكلف نسبيًا. ونظرًا لأهمية الغاز للصناعة والتدفئة وتوليد الطاقة، فإنّ التحول بعيدًا عن الإمدادات الروسية كان صعبًا.وأكد التقرير أنّ أوروبا تحت رحمة الأسواق العالمية، حيث تتنافس مع أمثال الصين وكوريا الجنوبية على الغاز الطبيعي المسال. وقد ارتفعت الأسعار مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها في عام، ما أضر بالشركات وأضاف إلى أزمة تكاليف المعيشة في أوروبا.وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا من أعلى مستوياتها المؤلمة في عام 2022، ولكن في عام 2024، لا تزال ضعف متوسطها لمدة 5 سنوات قبل الحرب، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.على الرغم من انخفاض واردات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأوروبية، فقد وسعت أوروبا مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، والذي يصل عبر الموانئ. لم يكن هناك وقت كافٍ لتطوير موارد جديدة مثل الغاز الطبيعي المسال للتعويض عن فقدان الغاز الروسي.ويقول المحللون إنّ بعض مستويات صادرات الغاز الإضافية إلى أوروبا من روسيا، يمكن أن تُدرج كورقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على تسوية في أوكرانيا. وقال غولدوين: "سيكون هذا سلبيًا خطيرًا لمصدري الطاقة الأميركيين".(ترجمات)