بدأ قطاع الكيماويات في ألمانيا، وهو الأكبر في أوروبا، يتأثر بوطأة تأخر الشحنات عبر البحر الأحمر، ليصبح أحدث صناعة تدق ناقوس خطر اضطراب الإمدادات الذي أجبر بعض الشركات على كبح الإنتاج.وبعدما حولت شركات الشحن مسار السفن للعبور حول إفريقيا بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، في أعقاب الهجمات التي يشنها "الحوثيون"، صار وصول الواردات الآسيوية المهمة إلى أوروبا، بداية من قطع غيار السيارات والمعدّات الهندسية إلى الموادّ الكيماوية ودُمى الأطفال، يستغرق وقتًا أطول حاليًا.ويعتمد قطاع الكيماويات في ألمانيا، وهو ثالث أكبر صناعة في الدولة بعد السيارات والهندسة، بمبيعات سنوية تبلغ نحو 260 مليار يورو (282 مليار دولار)، على آسيا في نحو ثلث وارداته من خارج أوروبا.وتأتي أزمة الشحن عبر البحر الأحمر في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد الألمانيّ بالفعل لضغوط، بسبب الركود وارتفاع تكاليف العمالة والطاقة. ووفقًا لـ"ستاندرد أند بورز غلوبال"، يُعتبر قطاع الكيماويات في أوروبا إلى جانب السيارات وتجارة التجزئة الأكثر عرضة للخطر.وبالإضافة إلى تأخر الواردات، تشير جهات تعنى بقطاع الكيماويات إلى ارتفاع تكاليف الوقود، إذ أصبح وصول الناقلات التي تحمل الموادّ الخام الضرورية يستغرق نحو 14 يومًا إضافيًا، كما تشير إلى أنّ هذه التكاليف لا يمكن تحميل العملاء سوى جزء منها.تحذيرات من انكماش اقتصاد أوروبا وتشير تقديرات أكسفورد إيكونوميكس إلى أنّ السفينة التي تسافر بسرعة 16.5 عقدة من تايوان إلى هولندا عبر البحر الأحمر وقناة السويس، تستغرق نحو 25 يومًا ونصف لاستكمال الرحلة. لكن هذا يرتفع إلى نحو 34 يومًا إذا تم تحويل مسار الرحلة.ويؤدي وقت السفر الإضافيّ إلى تقليل القدرة السنوية لكل سفينة، ويمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على تكاليف الشحن على الطرق الأخرى، بما في ذلك تلك بين آسيا والولايات المتحدة.ووفقًا لمؤشر "Freightos Baltic"، فإنّ متوسط تكلفة نقل البضائع عبر الكرة الأرضية، تضاعف بين 22 ديسمبر و12 يناير.وبحسب "وول ستريت جورنال"، قد تطول هذه الأوقات أكثر، إذا اضطرت السفن المحولة إلى الانتظار للحصول على وقود إضافيّ لإكمال رحلاتها غير المخطط لها في الموانئ الإفريقية المكتظة، والتي تُعدّ ديربان في جنوب إفريقيا أكبرها.وقال الرئيس التنفيذيّ لشركة ويندوارد لاستشارات الشحن آمي دانيال: "لم نشهد ازدحامًا هائلًا في ديربان".(رويترز)