عندما تولى ريشي سوناك منصب رئيس الوزراء قبل عامين، تم وصفه بأنه أول رئيس وزراء لصندوق التحوّط في بريطانيا. وكتب محرر الاقتصاد والبيانات في شبكة "سكاي نيوز"، إد كونواي، في ذلك الوقت أنّ خلفية سوناك تجعل السيرة الذاتية مختلفة عن أيّ رئيس وزراء بريطانيّ سابق.وفي سن 21، كان سوناك يعمل في بنك غولدمان ساكس، وشهدت تلك الفترة مشاركته في تأسيس شركة مسجلة في جزر "كايمان".لكنّ السنوات الثلاث التي قضاها سوناك في صندوق التحوط، في ظل الانهيار المالي في عام 2008، هي التي تتم الآن إعادة النظر فيها، بحسب شبكة "سكاي نيوز". وأطلق كل من حزب المحافظين وحزب العمال مقاطع فيديو "إعلانية هجومية" في حملة الانتخابات العامة – فيما بدا أنّ الخلفية المالية لرئيس الوزراء هي موضوع أحدث فيديو لحزب العمال.هل تورط سوناك في ضياع أموال البريطانيين؟ويتضمن الفيديو تفاصيل عمل سوناك خلال عام 2007 في صندوق التحوط، الذي اشترى حصة في البنك الهولنديّ بنسبة 2% وفقًا لفيديو حزب العمال و"أكثر من 1%" وفقًا لرسالة من الصندوق عام 2007. وعلى الرغم مما قد يبدو حصة صغيرة، فقد استخدم نفوذه للمطالبة ببيع البنك - في نهاية المطاف إلى البنك الملكيّ الاسكتلنديّ (RBS). ويقول ريتشاردسون: "دفع بنك إسكتلندا الملكيّ المليارات للبنك - وفي هذه العملية ورث كمية كبيرة من أصول الرهن العقاريّ الثانوي". ومع تراكم الديون على بنك إسكتلندا الملكي، ساهمت الصفقة في قرب انهياره، وتعني أنها تطلبت إنقاذًا من دافعي الضرائب بقيمة 45.5 مليار جنيه إسترليني. ويزعم ريتشاردسون أنّ سوناك "كسب الملايين من صفقة ساعدت في إثارة الانهيار الماليّ - وكل ذلك على حساب دافعي الضرائب البريطانيّين".وقال المحافظون إنّ الفيديو "غير صحيح"، ووصفوه بأنه "قطعة دعائية مضللة لحزب العمال". مع رواية حزب العمال قصة والمحافظين قصة أخرى، نظرت سكاي نيوز في السجلات المتاحة للجمهور - وهذا ما تُظهره: لقد حقق صندوق التحوط ربحًا يقارب 900 مليون جنيه إسترلينيّ في العامين السابقين للأزمة المالية.ووفقًا لوثائق شركة Companies House، فقد سجلت أرباحًا بقيمة 321 مليون جنيه إسترلينيّ في السنة المنتهية في أغسطس 2007، وهي السنة الأولى لسوناك كشريك، و555 مليون جنيه إسترلينيّ في العام التالي.وفي عام 2009، اعترف السير كريس أمام لجنة مختارة بأنّ صندوق التحوط راهن ضد البنوك البريطانية أثناء الانهيار، لكنه قال إن الرهان كان "بسيطًا نسبيًا".وكانت شركة "TCI" من أوائل صناديق التحوط التي تبرعت بجزء من رسومها للأعمال الخيرية، وتدعم المؤسسات الخيرية التي تعالج الفقر في إفريقيا وآسيا من خلال مؤسسة صندوق استثمار الأطفال. وفي مقابلة عام 2019 مع "بي بي سي" تحدث سوناك عن العمل في القطاع المصرفيّ خلال الأزمة المالية. وقال، "العمل كان مرهقًا.. أنت مسؤول عن مدخرات الناس، وعندما يتبخر كل ذلك أمام عينيك، فإنّ هذا أمر مرهق للغاية للتعامل معه"."غير صحيح"وأضاف أنّ التوتر تسبب في بعض الليالي الطوال. وقال إنه كان "وقتًا استثنائيًا". وردًا على فيديو حزب العمال، قال متحدث باسم حزب المحافظين: "هذا غير صحيح". وأضاف: "هذا الفيديو هو قطعة شريرة ومضللة للغاية من دعاية حزب العمال التي تكشف عن مناهضتهم للأعمال التجارية".(ترجمات)