يعد تحرير سعر الصرف مفهومًا اقتصاديًا معقدًا يحمل آثارًا كبيرة على اقتصاد الدولة، وهو ينطوي على إزالة أو تخفيف الضوابط والقيود الحكومية على النقد الأجنبي، ومع قرارات البنك المركزي المصري الجديدة، يبحث آلاف المصريين عن ماذا يعني تحرير سعر الصرف؟ماذا يعني تحرير سعر الصرف؟يشير تحرير سعر الصرف إلى العملية التي تقرر فيها الدولة السماح لسوق الصرف الأجنبي بتحديد قيمة عملتها مقارنة بالعملات الأخرى، وهذا هو التحول من نظام سعر الصرف الثابت، حيث تحدد الحكومة أو البنك المركزي السعر، إلى نظام سعر صرف عائم أو مرن، وتتقلب قيمة العملة في نظام سعر الصرف المرن بناءً على ديناميكيات العرض والطلب في سوق الصرف الأجنبي. يوجد نوعين من التعويم أو تحرير سعر الصرف، وتتمثل في: النوع الأول: التعويم الحر: وهو ترك سعر صرف العملة المحلية متغير ويتحدد بحرية مع الزمن وفقا لمتطلبات السوق والعرض والطلب، وهنا يقتصر تدخل البنك المركزي على التأثير في سرعة تغير سعر الصرف. النوع الثاني: التعويم المدار: وهنا يترك سعر الصرف وفقا للعرض والطلب لكن مع تدخل من البنك المركزي، في حالة الحاجة للتعديل مقابل العملات العالمية الأخرى، ويتم تحديد عملية التدخل وفقا لمجموعة من المؤشرات مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب، وتحديد مستويات أسعار الصرف الفورية والآجلة، والتطورات في السعر بالسوق الموازية.الفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم في حين أن تحرير سعر الصرف والتعويم يمثلان تحولاً عن سيطرة الحكومة نحو أسعار الصرف التي تحددها السوق، إلا أنهما ليسا نفس الشيء، حيث أن تحرير سعر الصرف هو مفهوم أوسع يشمل مجموعة من التدابير السياسية الرامية إلى الحد من سيطرة الحكومة على أسعار الصرف. ويمكن أن يؤدي إما إلى سعر صرف عائم أو نظام تعويم مُدار، حيث تتدخل الحكومة بشكل متقطع لتحقيق استقرار العملة. وعلى النقيض من ذلك، فإن سعر الصرف العائم هو نوع محدد من نظام سعر الصرف الذي يتخلى تماما عن سيطرة الحكومة لقوى السوق، وبالتالي فإن درجة التدخل الحكومي هي الفرق الرئيسي هذين المفهومين.مميزات وعيوب تحرير سعر الصرف تحرير سعر الصرف يمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية ومنها: مزايا تحرير سعر الصرف: تكمن إحدى أهم فوائد تحرير سعر الصرف في قدرته على زيادة كفاءة الاقتصاد، ومع السماح لأسعار الصرف بالتقلب بحرية، فإنها يمكن أن تتكيف لتعكس بدقة نقاط القوة والضعف النسبية في الاقتصادات المختلفة، ومن الممكن أن تسهل هذه الآلية التخصيص الأمثل للموارد، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة، يمكن لتحرير سعر الصرف أيضًا أن يعزز مرونة الاقتصاد، ويمكن تعديل أسعار الصرف المتقلبة لاستيعاب تأثير الصدمات الخارجية، مما يوفر حاجزا ضد التقلبات الاقتصادية العالمية، ويمكن لهذه المرونة أن تعزز قدرة الاقتصاد على تحمل فترات الركود الاقتصادي أو التحولات المفاجئة في السوق العالمية. علاوة على ذلك، يمكن لتحرير سعر الصرف أن يحفز المنافسة والابتكار داخل السوق، ستحتاج الشركات في محاولة للبقاء والازدهار في السوق العالمية، إلى أن تصبح أكثر كفاءة وإبداعًا، وهذا يمكن أن يحفز الابتكار، مما يؤدي في النهاية إلى تطوير ونمو الاقتصاد ككل.عيوب تحرير سعر الصرف: على الرغم من فوائده الملحوظة، فإن تحرير سعر الصرف لا يخلو من عيوبه، وأحد العيوب الرئيسية هو احتمال زيادة التقلبات في سعر الصرف، حيث يمكن أن يؤدي هذا التقلب إلى قدر كبير من عدم اليقين في الاقتصاد، مما يجعل من الصعب على الشركات التخطيط للمستقبل وربما إعاقة الاستثمار والنمو. كما أن الانخفاض الحاد في قيمة العملة يمكن أن يؤدي إلى التضخم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى معيشة البعض، وفي الحالات القصوى قد يؤدي الانخفاض السريع في قيمة العملة إلى حدوث أزمة مالية.(المشهد)