سلّط تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" الضوء على الآثار التي عصفت بالشركات العالمية من جرّاء حركة المقاطعة التجارية، التي بدأت مع بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في 7 أكتوبر.ولفت التقرير إلى أنّ المقاطعة انتشرت بين المستهلكين بشكل كبير في أجزاء من الشرق الأوسط وحتى خارجه، مدفوعين بمنبع الغضب ضد الولايات المتحدة وأوروبا، لعدم بذل جهد إضافيّ للضغط على إسرائيل لإنهاء هجومها على غزة. وفي القاهرة، كانت العشرات من متاجر "ستاربكس" و"ماكدونالدز" المزدحمة عادةً والتي زارتها "بلومبرغ" تبدو فارغة تمامًا. وقالت الشركة المصنّعة لعلامة تجارية مصرية محلية للصودا، إنّ مبيعاتها تضاعفت 3 مرات منذ بدء الحرب. وحذّر الرئيس التنفيذيّ لشركة "ماكدونالدز" كريس كيمبكزينسكي، من أنّ شركته تشهد "تأثرًا تجاريًا ملموسًا" في الشرق الأوسط بسبب انتشار المعلومات الخاطئة. وأكد التقرير أنّ ردّ الفعل العنيف من قبل المقاطعين، يعكس حقبة جديدة من إدارة الأزمات لأكبر العلامات التجارية الاستهلاكية في العالم، في الوقت التي أصدرت الشركات بيانات عامة للتأكيد على حيادها السياسي.وقال أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس، إنّ المقاطعة الحالية لافتة للنظر بشكل خاص، لأنها مكثفة وعابرة للحدود الوطنية وتقودها مجموعات من الشباب. وفي خضمّ الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، تضطر العلامات التجارية العالمية بشكل متزايد إلى التعامل مع سيناريوهات الاستقطاب التي تضخّمها وسائل التواصل الاجتماعي عبر الحدود. ويقدم الشرق الأوسط للعلامات التجارية عشرات الملايين من المستهلكين الشباب لدفع النمو، في وقت تكون فيه الأسواق المتقدمة مشبّعة، ومع ذلك، لا تزال المنطقة تعاني تعقيدات سياسية وعملياتية عميقة بشكل خاص. وأوضح التقرير أنّ "الحوثيّين" دعوا المستهلكين في الشرق الأوسط إلى الاستمرار في تجنب البضائع الأجنبية.شركات في عين العاصفةوفي الأردن، لا تزال متاجر تابعة لـ"ستاربكس" و"ماكدونالدز" فارغة إلى حدّ كبير، على الرغم من بدء المقاطعة في أكتوبر، فيما عزّزت المقاطعة مبيعات المقاهي المحلية في الكويت.وقالت "ستاربكس" في بيان: "ليس لدينا أجندة سياسية. نحن لا نستخدم أرباحنا لتمويل أيّ عمليات حكومية أو عسكرية في أيّ مكان – ولم نفعل ذلك قط". وقال الرئيس والمدير التنفيذيّ لشركة كالينوفسكي لأبحاث الأسهم مارك كالينوفسكي، إنّ الضربة الحالية للمبيعات يُمكن أن تقلّل من شهية أصحاب الامتياز، للتوسع في أجزاء من الشرق الأوسط، على الرغم من أنّ التنويع الجغرافيّ للعلامات التجارية مثل ماكدونالدز، سيحدّ من التأثير على النتائج الإجمالية. ويقول صاحب سلسلة مقاهي أردنية، إنّ أعماله ازدهرت بعد المقاطعة، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 30% في بعض المواقع، مع ازدراء السكان المحلّيين لـ"ستاربكس". وفي مصر، شهدت شركة سبيرو سباتيس، وهي علامة تجارية محلية للمشروبات الغازية عمرها 100 عام، والتي كانت تكافح من أجل إحياء شعبيتها المتضائلة، ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقًا لمديرها التجاري يوسف عطوان. وتوقف المصريون عن شراء أيّ منتج موجود على قائمة المقاطعة، فيما دعا مسؤولون أتراك إلى مقاطعة شركة كوكا كولا.وقال محلل صناعة المشروبات في "كوكا كولا" غاريت نيلسون، إنّ التأثير سيصبح أكثر وضوحًا عندما تعلن شركات المشروبات الغازية الأميركية عن أرباحها في فبراير، لكنّ انخفاض مبيعات الشركة في تركيا، حيث انخفضت أحجام الربع الرابع بنسبة 22% "يثير بالتأكيد علامة حمراء". ووفق التقرير، أصبحت "ماكدونالدز" هدفًا للمقاطعة في أجزاء من المنطقة، بعد أن أظهرت الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعيّ متاجر لها في إسرائيل تقدم وجبات الطعام لجنود الجيش بعد هجوم 7 أكتوبر. وقالت الشركة إنها لا تموّل أو تدعم أيّ حكومات متورطة في هذا الصراع.ظهرت أيضًا العلامات التجارية الأوروبية مثل سلسلة المتاجر الكبرى الفرنسية كارفور، التي دخلت إسرائيل عام 2023، على قائمة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي يقودها الفلسطينيون، والتي تدعو إلى مقاطعة اقتصادية وثقافية واسعة النطاق لإسرائيل. (ترجمات)