سجَّل سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا قدره 4 دولارات أميركيّة و56 سنتًا، ليصل إلى 75.29 دولارًا أميركيًّا للبرميل، مقارنةً بسعر يوم الثلاثاء الذي بلغ 70 دولارًا أميركيًّا و73 سنتًا. ووفقًا لما ذكرته "رويترز"، ارتفعت أسعار النفط عالميًا بأكثر من 2.5% اليوم الأربعاء، وذلك بعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل للتهديد بالرد. وهذا التصعيد أدى إلى زيادة العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.94 دولار أميركيّ، بما يعادل 2.6%، لتصل إلى 75.5 دولارًا أميركيًّا للبرميل. كما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.02 دولار، أو ما يعادل 2.9%، ليصل إلى 71.85 دولارًا أميركيًّا بحلول الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش.وتزايدت حدّة الصراع في الشرق الأوسط مع إرسال إسرائيل المزيد من الجنود إلى لبنان لمحاربة جماعة حزب الله المدعومة من إيران، فيما لا توجد مؤشرات تُذكر على إمكانية التهدئة، على الرغم من المناشدات الدولية. وأعلنت إيران في وقت مبكر اليوم أن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تقع استفزازات جديدة. ووفقًا لتصريحات "تاماس فارجا" من "بي.في.إم" للسمسرة النفطية، فإن التصعيد قد يشمل استهداف منشآت نفطية إيرانية، أو إغلاق مضيق هرمز، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات يصعب التراجع عنها.كما شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا يوم الثلاثاء، حيث قفز الخامان القياسيان بأكثر من 5% خلال التعاملات، لكن المكاسب تقلصت لتسجل عند التسوية نحو 2.5%. هذا التذبذب يعكس التأثير الكبير للتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط على أسواق الطاقة العالمية. وفي تصعيد جديد، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن وحدات مشاة ومدرعات انضمت إلى العمليات البرية ضد جماعة حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان.من جهة أخرى، ذكرت "رويترز" أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة سيعقد اجتماعًا اليوم بشأن الوضع في الشرق الأوسط، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار. في غضون ذلك، تشير التوقعات إلى استمرار الضغط على أسعار النفط عالميًا نتيجة هذه التوترات.وأشار محللون في بنك "إيه.إن.زد" إلى أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميًّا في شهر أغسطس. إلا أن التصعيد الكبير من جانب إيران يهدد بجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في المنطقة. وأوضحت "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة أن إيران توفر حوالي 4% من إنتاج النفط العالمي، ولكن العامل الأكثر أهمية سيكون قدرة السعودية على زيادة الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية.وعلى صعيد آخر، بدأت لجنة وزارية من "أوبك" وحلفائها بقيادة روسيا، فيما يُعرف بتحالف "أوبك+"، اجتماعًا اليوم لمراجعة أوضاع السوق النفطية. ووفقًا لمصدر نقلته "رويترز"، من غير المتوقع إجراء أي تغييرات في السياسة النفطية. ومن المقرر أن يقوم تحالف "أوبك+" بزيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر المقبل. وأوضح محللو "إيه.إن.زد" أن أي اقتراح بالمضي قدمًا في زيادة الإنتاج قد يحد من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط.(وكالات)