مع تزايد الحديث عن الملاذ الآمن يبرز معدن الفضة بجوار الذهب، وهنا تثار تساؤلات حول توقعات سعر الفضة خلال الفترة المقبلة، هل سترتفع الفضة أم ستتراجع خصوصا بعد اضطرابات سعرية كبيرة للفضة مؤخرًا، فما هي توقعات سعر الفضة؟توقعات سعر الفضة الفترة المقبلةكشفت بيانات سوق التداول في الفضة، أن سعر الفضة ارتفع بختام تداولات هذا الأسبوع بنسبة 1.2% لتعاود الفضة للتداول فوق مستوى 30 دولارًا، وسط توقعات بتزايد الطلب على المعادن الثمينة على المدى المتوسط في ظل التوترات التجارية.يجرى تداول أونصة الفضة الآن وقت نشر هذه السطور بحوالي 31.91 دولارًا الآن، بعد أن تعرضت الأونصة في الأسبوع الثاني من أبريل لتطورات كبيرة دفعت الأونصة لتخسر أكثر من 13% وتمحو جميع مكاسب 2025.خبير يكشف توقعات أسعار الفضةواستعرض د. حسام العجمي، رئيس أبحاث السوق لدى شركة غولد بيليون، تطورات أسعار الفضة العالمية بعد أن شهدت تراجعاً حاداً خلال الأسبوع الماضي بنسبة 13.3%، لتسجل أدنى مستوياتها منذ بداية العام عند 29.1930 دولارا للأونصة، قبل أن تغلق تداولات الأسبوع عند 29.5885 دولارا، لتعاود الارتفاع بنهاية هذا الأسبوع فوق 31 دولارًا.وأشار العجمي إلى أن مكاسب الفضة منذ بداية 2025 تقلصت بشكل ملحوظ لتصل إلى 2.4% فقط، مبتعدة عن أعلى مستوى سنوي سجلته عند 34.5880 دولارا للأونصة، وذلك في ظل هيمنة المخاوف بشأن تباطؤ الطلب الصناعي على المعدن، لكنه في الوقت نفسه ذكر أن الفضة على المدى البعيد والمتوسط تحقق مكاسب لن تقل عن 7 إلى 12% بحسب الطلب الصناعي.وأضاف، أن تراجعات الفضة جاءت نتيجة لمخاوف الأسواق من ركود اقتصادي محتمل قد تسببه سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على النشاط الصناعي، وبالتالي تقلل الطلب على الفضة، ومع عودة الحديث عن تهدئة وتأجيل الرسوم 90 يومًا عادت الفضة للصعود من جديد.وأوضح العجمي أن الفضة تُعد من المعادن ذات الاستخدامات الصناعية الواسعة، إذ يدخل أكثر من نصف الطلب العالمي عليها، والذي يُقدّر بنحو 700.2 مليون أونصة في صناعات الإلكترونيات والطاقة الكهروضوئية، بحسب بيانات معهد الفضة.كما أكد أن التهديدات المتكررة بفرض رسوم جمركية أثرت كذلك على صفقات انتقال الفضة المادية، ما أدى إلى تدفقات كبيرة نحو خزائن نيويورك، في محاولة من البنوك والمؤسسات للتحوّط من أي تقلبات مستقبلية، رغم ذلك، تبقى الفضة من السلع المعفاة من هذه الرسوم.وأشار إلى أن الزيادة الكبيرة التي بلغت 51% منذ بداية العام في تدفقات الفضة إلى خزائن بورصة كومكس باتت الآن مهددة بالانكماش، وهو ما قد يؤدي إلى وفرة مفاجئة في المعروض، تزيد من الضغوط التي تواجه المعدن بفعل مخاوف الركود.ورغم هذا المشهد الضبابي، يرى العجمي، أن كل تراجع في الفضة الحالي يمثل فرصة استثمارية تكتيكية، خاصة في ظل التوقعات بتعافي الطلب الصناعي وتراجع المخاوف التجارية، مشيراً إلى أن استمرار العجز في المعروض على المدى الطويل سيدعم عودة الأسعار للارتفاع.(المشهد)