تستأنف شركة الشحن العالمية العملاقة ميرسك عملياتها في البحر الأحمر، بعد تعليق نشاطها هناك في أعقاب الهجمات التي شنها المتمردون "الحوثيون" على السفن التجارية.وأعلنت الشركة الدنماركية الأحد، أنها ستستأنف الشحنات في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد إنشاء عملية أمنية جديدة بقيادة الولايات المتحدة لحماية المنطقة.وقالت شركة ميرسك في بيان لها، نقلته "سي إن إن"، إنّ عملية "Prosperity Guardian" ستسمح مرة أخرى لسفن الشحن بالمرور عبر المنطقة، فيما وصفته بأنه "أخبار مرحب بها للصناعة بأكملها ولجميع مجالات التجارة العالمية".وتشمل العملية الأمنية المتعددة الجنسيات المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.وقالت بعض أكبر الشركات في العالم، بما في ذلك شركة النفط العملاقة بي بي، مؤخرًا، إنها ستعلق عملياتها في البحر الأحمر، متجنّبة أيضًا قناة السويس الحيوية، في أعقاب الهجمات على السفن التجارية التي شنها "الحوثيون"، والتي قال المسلحون إنها انتقام من إسرائيل بسبب حربها مع "حماس" في غزة.التجارة العالمية في البحر الأحمرويمر نحو 10% إلى 15% من التجارة العالمية عبر الممر المائيّ الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.وقد تم تغيير مسار بعض السفن حول الطرف الجنوبيّ لإفريقيا، ما أثار مخاوف من أنّ الإغلاق الفعال لقناة السويس لفترة طويلة، من شأنه أن يزيد تكاليف الشحن وأوقات التسليم.وكانت شركة ميرسك قد حولت سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر، وفرضت رسومًا جديدة على نقل البضائع على طول طرق أطول نتيجة للاضطراب.وقالت الشركة في بيانها أمس الأحد، إنها تجهز سفنها الأولى لاستئناف العبور عبر البحر الأحمر "في أقرب وقت ممكن من الناحية التشغيلية".وأضافت الشركة: "أثناء القيام بذلك، فإنّ ضمان سلامة موظفينا له أهمية قصوى وأولويتنا الأولى في التعامل مع الوضع الصعب".وشدّدت على أنه على الرغم من تعزيز الأمن، إلا أنّ "الخطر العام في المنطقة لم يتم القضاء عليه في هذه المرحلة".وقالت الشركة: "لن تتردد شركة ميرسك في إعادة تقييم الوضع والبدء مرة أخرى في خطط التحويل إذا رأينا ذلك ضروريًا لسلامة بحارتنا".ويرى مراقبون أنّ أزمة البحر الأحمر مرتبطة بمدّتها، فليس من السهل تأمين مضيق يبلغ طوله 30 كيلومترًا، في وقت بلغت التوتّرات الجيوسياسية حدًا يمكّنها من تضخيم الأزمة التي لاحظناها، وهي حركة التحوّل في سلاسل التوريد، ولذلك فإنّ بعض المصنّعين الأوروبيّين قد يختارون نقل إنتاجهم الآسيويّ إلى بلدان أخرى أقرب، مثل تركيا أو المغرب.ويأتي هذا الوضع في أعقاب سلسلة من الأحداث أثّرت على القطاع في السنوات الأخيرة، من بينها الاضطرابات المرتبطة بأزمة كوفيد 19، وتعطّل الحركة بقناة السويس، بعد أن علقت بها سفينة الحاويات "إيفر غيفن"، إضافة إلى الجفاف الذي يعيق المرور في قناة بنما. (ترجمات)