أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن شركات الشحن العاملية تواجه خيارات صعبة ومؤلمة بسبب الهجمات التي تتعرض لها السفن في مضيق باب المندب من قبل الحوثيين. وقالت الشركات إنه أمام خيارين صعبين أولهما: إرسال سفنهم عبر البحر الأحمر ولمخاطرة بالتعرض لهجمات "الحوثيبن" في اليمن وتحمل تكلفة أقساط التأمين المرتفعة بشكل حاد، أما الثاني: تغيير مسارها والإبحار لمسافة 4000 ميل إضافية حول إفريقيا، مما يضيف 10 أيام في مسار الرحلة وبالتالي ارتفاع تكلفة الشحن.لا يعتبر أي من الخيارين جذابا وكلاهما يزيد التكاليف، وهي النفقات التي قال المحللون إنه يمكن أن يتحملها المستهلكون في نهاية المطاف من خلال ارتفاع أسعار السلع التي يشترونها.وقال المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية ماركو فورجيوني، الذي يدعم جهود الشركات البريطانية للتوسع في الأسواق الخارجية: "لقد بدأنا نشهد أزمة في سلاسل التوريد العالمية".في الأشهر الأخيرة، تعافت سلاسل التوريد العالمية أخيرًا بعد 3 سنوات من الاضطرابات الناجمة عن وباء كورونا وحتى إغلاق قناة السويس لفترة وجيزة.وأضاف فورجيوني: "حتى الآن، لم تتسبب المشاكل في البحر الأحمر في تعطيل سلاسل التوريد العالمية بنفس القدر الذي أحدثه الوباء. لكننا نسير في هذا الاتجاه".ارتفاع تكلفة الشحنواستمرت هجمات "الحوثيين" حتى بعد تجميع قوة بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر لمنعها تحت اسم "تحالف الازدهار".وبالفعل، قالت بعض الشركات، بما في ذلك إيكيا ونكست، شركة التجزئة البريطانية، إن تجنب قناة السويس واتخاذ الطريق الطويل حول إفريقيا يمكن أن يؤخر وصول المنتجات.والسؤال الحاسم هنا هو كيف ستتعامل صناعة الشحن بالحاويات مع الزيادة السنوية في الصادرات التي تحدث عادة قبل أن تتوقف المصانع الصينية عن العمل لأسابيع في العام القمري الجديد، الذي يصادف الشهر المقبل.وتختلف الصعوبات بشكل كبير حسب أنواع السفن. ولم تتأثر ناقلات النفط إلا قليلاً، وهي مستمرة في استخدام البحر الأحمر، حيث يبدو أن "الحوثيين" لم يبدوا اهتماماً كبيراً بها.وانضمت ميرسك الجمعة إلى شركات النقل البحري الكبرى في تحويل مسارات سفنها بعيدا عن البحر الأحمر لتجنب هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة في المنطقة التي تؤدي إلى قناة السويس الحيوية. ويمر بالمسار أكثر من 10%من إجمالي الشحنات البحرية ونحو ثلث تجارة الحاويات عالميا.وتزيد تكاليف الوقود على ملّاك السفن إلى ما يصل إلى مليوني دولار لكل رحلة ذهابا وإيابا بعد تغيير المسار بعيدا عن قناة السويس، وقفز السعر الفوري للشحن من آسيا إلى أوروبا لأكثر من مثلي المتوسط في عام 2023 عند 3500 دولار لكل حاوية مقاس 40 قدما. وقد يعني ارتفاع التكاليف زيادة الأسعار على المستهلكين، إلا أن بنك جولدمان ساكس قال أمس الجمعة إن صدمة التضخم قد لا تكون أسوأ من فوضى جائحة كوفيد-19 في الفترة من 2020 إلى 2022.(نرجمات)