ركّز تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية على ما يعانيه الاقتصاد الصينيّ مع بداية العام الحالي، خصوصًا في ظل الاشتباكات العديدة التي تخوضها بكين، بدءًا من الأسواق المالية مرورًا إلى الصراع السياسيّ مع تايوان، وصولًا إلى أزمة البحر الأحمر.2024 يبدأ بانخفاض سوق الأسهم تشهد أسواق الأسهم الصينية تراجعًا حادًا هذا العام، مدفوعًا بتداعيات جائحة كوفيد-19 وسوء الإدارة الحكومية، وتضخّم الفقاعة العقارية المستمر منذ عقود. ومنذ بداية يناير حتى الآن، انخفضت مؤشرات مالية عدة في الصين، حيث أدى هذا الانخفاض إلى إضعاف جهود بكين الأخيرة لرسم صورة وردية للتعافي الاقتصادي. وتشير الحكومة إلى أنّ الناتج المحلّي الإجماليّ للصين نما بنسبة 5.2% في عام 2023، وهو رقم منخفض مقارنة بعقود من النمو المرتفع. لكنّ المحلّلين خارج الصين ليسوا على يقين من ذلك، حيث يقدّر المتشكّكون في مجموعة "روديوم" وأماكن أخرى، نموّ الناتج المحلّي الإجماليّ في عام 2023، بنسبة منخفضة تصل إلى 1.5%. ويبدو أنّ التلاعب المعتاد بالبيانات الرسمية في الصين، كان سائدًا بشكل خاص في العام الماضي. وأكد التقرير أنّ الفجوة بين التفاؤل الرسميّ في الصين، وتشاؤم بقية العالم، هي السبب الجذريّ لانخفاض سوق الأسهم، والذي تغذيه في الغالب عمليات بيع غير مسبوقة من قبل المستثمرين الأجانب، والتي بدأت في النصف الثاني من عام 2023 وازدادت سرعتها خلال العام الحالي. وانخفضت أسعار المنازل الجديدة والاستثمار العقاريّ في عام 2023 وما زالت مستمرة في الانخفاض، في حين أنّ مبيعات المنازل الجديدة أسوأ من ذلك، حيث انخفضت بنسبة 34% العام الماضي مقارنة بعام 2022.لا شيء من هذا يعني أنّ الاقتصاد الصينيّ في الإجمال، على حافة الانهيار، ولكنّ الصدمة النفسية الناجمة عن الانكماش تضرب بقوة أكبر من أيّ دولة أخرى. على الرغم من أنّ بعض أجزاء الصين، وخصوصًا شمال شرق البلاد، عانت من أوقات عصيبة لأعوام، إلا أنّ هذه الصدمة تُعتبر بالنسبة للعديد من الناس تجربة جديدة. آفاق نموّ أقل قتامةمن المرجح أن يؤدي معدل نمو الناتج المحلّي الإجماليّ بنسبة 3% سنويًا، إلى وضع الاقتصاد الصينيّ خلف الاقتصاد الأميركيّ بشكل كبير بحلول عام 2050، في حين أنّ معدّل نمو بنسبة 5% من شأنه أن يضعه في المقدمة. وللمرة الأولى منذ عقود، تنفتح فجوة النمو لصالح الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي توقّع خبير العلاقات الدولية الصينيّ البارز يان شيوتونغ، أن يستمر في العقد المقبل. وهذا قد يعني صينًا أكثر حذرًا أو الصين التي تقنع نفسها بضرورة اتخاذ خطوات جذرية، مثل الهجوم على تايوان، قبل أن تصبح أضعف.هل يبيع ترامب تايوان؟ وفي مقابلة نُشرت الأحد، اتهم الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب، تايوان بالاستيلاء على أعمال الرقائق الأميركية، وقال إنّ واشنطن لا ينبغي أن تساعد تايبيه في حالة نشوب حرب مع بكين. وقد تثير هذه التصريحات توقفًا لدى العديد من الصقور في الصين الذين رأوا أن الأعوام التي قضاها ترامب في البيت الأبيض بمثابة فرصة، والذين لا يزال بعضهم يدعمون الرئيس السابق علنًا. كرئيس، كانت إدارة ترامب تضمّ الكثير من المسؤولين الذين اتخذوا موقفاً متشدداً تجاه بكين. ومع ذلك، أشاد ترامب مرارًا وتكرارًا بالرئيس الصينيّ شي جين بينغ، وأسقط القيود التجارية المفروضة على شركة "ZTE" الصينية بعد أن أبرمت منظمة ترامب اتفاقيات تمويل في الصين، وأصدر عفوًا عن جامع التبرعات الجمهوريّ إليوت برويدي، الذي أقرّ بأنه مذنب في انتهاك قوانين الضغط الأجنبيّ نيابة عن المصالح الصينية والماليزية. فضيحة جوائز هوغو تورطت جوائز هوغو، التي تكرّم الخيال العلميّ الأدبي، في فضيحة، عقب الحفل الذي أقيم في مدينة تشنغدو الصينية في أكتوبر الماضي. وتُظهر الوثائق التي تم إصدارها مؤخرًا أنه تم استبعاد بعض الأعمال بشكل تعسّفي من المسابقة، والتي يتمّ منحها في حدث "وورلدكون" السنويّ بناءً على الأصوات الشعبية. قبل الحدث، حذرت شخصيات من بينها الفائزة بجائزة "هوغو" جانيت إنغ، من أنّ استضافتها في الصين قد تهدّد الرقابة. معضلة الشحن وضعت الحملة الأميركية ضد هجمات "الحوثيّين" في البحر الأحمر، الصين في مأزق إلى حدّ ما. فمن ناحية، يتلخص المبدأ الأساسيّ في الخطاب الجيوسياسيّ الصيني، في أنّ الولايات المتحدة مخطئة، خصوصًا عندما تستخدم القوة العسكرية. ومن ناحية أخرى، تعتمد الصين على التجارة البحرية وتعاونت مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة القرصنة في الماضي. في الوقت الحالي، كانت الصين هادئة على نحو غير عاديّ بشأن هذه القضية، حيث أدانت هجمات "الحوثيّين" من دون تأييد الضربات الأميركية. والخط الأخير لبكين هو أنّ "التحرش بالسفن المدنية" في البحر الأحمر، يجب أن يتوقف، ولكنّ إنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس" يجب أن يكون على رأس الأولويات. وفي الوقت نفسه، تعهّد "الحوثيون" الذين تموّلهم إيران بعدم مهاجمة السفن الصينية أو الروسية، ما دفع السفن الصينية إلى الإشارة إلى هويّتها لـ"الحوثيّين".(ترجمات)