سعيًا لتعزيز التحول الطاقي بين شمال إفريقيا وأوروبا، وقعت كل من تونس والجزائر وإيطاليا وألمانيا والنمسا، على مشروع إستراتيجي، يهدف إلى إنشاء خط أنابيب سيتم تخصيصه لنقل الهيدروجين الأخضر. يتعلق الأمر بمشروع "ساوث إتش 2"، الذي يعد بمثابة جسر طاقي يمتد لمسافة تتراوح بين 3500 و4000 كيلومتر، سيربط مواقع إنتاج الهيدروجين الأخضر في شمال إفريقيا بشبكات الطاقة الأوروبية، خصوصًا في إيطاليا والنمسا وألمانيا.شراكة بين تونس والجزائر وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا المشروع الطموح، سيكلف أكثر من 4 مليارات دولار وستشارك فيه العديد من الشركات الكبرى، كمشغل الشبكات الغازية الإيطالي "سنام".ويشكل هذا المشروع فرصة اقتصادية كبرى بالنسبة للدول المنخرطة فيه من شمال إفريقيا، حيث ستستفيد تونس وأيضًا الجزائر من شراكات مثمرة مع الشركات الأوروبية، فضلًا عن توفير آلاف فرص العمل وتحديث البنية التحتية المحلية. وأدرجت المفوضية الأوروبية هذا المشروع ضمن قائمة المشاريع ذات الأولوية، على اعتبار أنه سيسهم في إزالة الكربون من الصناعات الأوروبية الأكثر استهلاكًا للطاقة، وتحقيق الأهداف المناخية بحلول عام 2030.ويضع الاتحاد الأوروبي أهدافًا طموحة لعام 2030، منها إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفري.منافسة شرسةوللوقوف على آخر المستجدات في هذا الشأن، قال أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة السوربون الدكتور كميل الساري للإعلامي رامي شوشاني على قناة "المشهد": "ينبغي أن نعلم أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تطوير طاقة جديدة وكذلك أسس لإعادة التصنيع في أوروبا، لأن الأخيرة هي الآن في منافسة مع الولايات المتحدة".وتابع قائلًا: "الولايات المتحدة تستقطب حاليًا العديد من الشركات الأوروبية وتعطيها إمكانيات من ناحية الطاقة لأنها أكبر منتج للنفط والغاز الصخريين، بالتالي الاتحاد الأوروبي عازم أن يطور صناعاته على أساس الطاقة المتوفرة وبأسعار مناسبة، لأن المنافسة بين الشركات الأوروبية والشركات الأميركية شرسة جدًا".(المشهد)