أعلنت الصين الثلاثاء، أنها ستتخذ "إجراءات مضادة" بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين البلدين. الصين تهاجم وأعربت وزارة التجارة الصينية عن استيائها الشديد من القرار الأميركي، مشيرة إلى أنّ واشنطن "تحوّل اللوم" وتستخدم قضية الاتجار بمخدر الفنتانيل ذريعة لفرض رسوم جديدة. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان رسمي: "الصين مستاءة بشدة من هذا الإجراء وتعارضه بشدة، وستتخذ إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها". كما دعت الولايات المتحدة إلى سحب قراراتها الأحادية الجانب التي وصفتها بأنها "غير معقولة، ولا أساس لها من الصحة، وتضر بالجميع". رفع الرسوم أكد البيت الأبيض، مساء الاثنين، أنّ الرئيس دونالد ترامب وقّع أمرًا تنفيذيًا لرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين من 10% إلى 20%، متهمًا بكين بالتقاعس عن مكافحة الاتجار بالفنتانيل. وكان ترامب قد تعهد سابقًا بهذه الزيادة، ونشر البيت الأبيض منشورًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) يؤكد أنّ القرار أصبح ساري المفعول. كندا والمكسيك وفي تصعيد إضافي، أعلن ترامب، الاثنين، أنه "لم يعد هناك مجال" أمام كندا والمكسيك لتجنب الرسوم الجمركية الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ خلال ساعات. وكان الرئيس الأميركي قد كشف في فبراير الماضي عن رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، لكنه علّق تنفيذها موقتًا بعد تلقّيه "تعهدات" من البلدين بضبط الحدود والتصدي للاتجار بالفنتانيل. ووصفت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الرسوم الجمركية الأميركية، بأنها "تهديد وجودي" لكندا، محذرة من أنّ القرار الأميركي يهدد آلاف الوظائف في البلاد. بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنّ بلاده ستفرض، بدءًا من منتصف ليل الثلاثاء، رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 155 مليار دولار، ردًا على قرار ترامب. وقال ترودو في بيان رسمي: "إذا دخلت الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، فإنّ كندا سترد بالمثل.. لا شيء يبرر هذه الإجراءات الأميركية".تمثل الولايات المتحدة شريكًا تجاريًا رئيسيًا لكل من كندا، والصين، والمكسيك، لكنّ التأثير الاقتصادي لهذه الرسوم سيكون أكبر على جارتيها مقارنة بالصين، التي تمتلك اقتصادًا أكثر تنوعًا وأكبر قدرة على امتصاص الصدمات التجارية. مع استمرار التصعيد، يبقى السؤال: إلى أيّ مدى يمكن أن تصل هذه الحرب التجارية، وهل تتحول المواجهة الاقتصادية إلى أزمة عالمية أوسع؟ (وكالات)