مع عودة سلاسل التوريد العالمية أخيرًا إلى طبيعتها، بدأت مجموعة متمردة في اليمن بمهاجمة سفن الحاويات وناقلات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر، لتقلب الطاولة مجددًا.وأدت الهجمات المستمرة التي يشنها "الحوثيون" المدعومون من إيران، إلى زيادة تكاليف الشحن العالمية، ودفعت شركات الشحن أو عملاءها إلى اختيار طرق بديلة أطول من آسيا إلى أوروبا والولايات المتحدة، وأثارت مخاوف بشأن التكاليف الاقتصادية لصراع أوسع.وتصل الشحنات إلى موانئ الساحل الشرقي، بعد عبور البحر الأحمر وقناة السويس، وفقًا لوكالة موديز. وقال الرئيس التنفيذيّ لشركة "فيسبوتشي" البحرية في كوبنهاغن، لارس جنسن: "هذه علامة على أنّ الوضع يزداد سوءًا، وليس أفضل"، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.ويتوقع أنّ قناة السويس، التي تتعامل مع 10% إلى 15% من تجارة النفط العالمية، سيتم إغلاقها فعليًا أمام الشحن الدوليّ نتيجة لذلك. وتبلغ تكلفة إرسال سفينة عبر قناة السويس الآن، ما بين 3 ملايين إلى 5 ملايين دولار، بما في ذلك رسوم التأمين الأعلى والأمن وبدل المخاطر للطاقم.وأكدوا أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو حلفائها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقال جنسن إنّ شركات الشحن الآسيوية المتجهة إلى الموانئ المحلية تقوم بتسليم شحناتها من دون أيّ مضايقة. ارتفاع تكاليف الشحنمنذ اندلاع القتال في الشرق الأوسط، ارتفعت تكلفة شحن حاوية قياسية من الصين إلى أوروبا إلى أكثر من 4700 دولار من أقل من 1000 دولار، وفقًا لمؤشر "فريتوس". ولم ترتفع تكاليف الشحن أكثر لأنّ الصناعة لديها الكثير من الطاقة الاحتياطية. وقال جنسن إنه عندما تعلن شركة ميرسك وغيرها من خطوط شحن الحاويات، عن الدفعة التالية من النتائج المالية في غضون أسبوعين، يجب أن تبدو الأرقام أفضل بكثير. ومن المحتمل أن يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن إلى ارتفاع الأسعار، خصوصًا في أوروبا. وفي ظل ظروف مختلفة، فإنّ القرار الذي اتخذته شركات النفط الكبرى مثل "شل"، بوقف الشحن عبر البحر الأحمر سيكون له تأثير كبير. ويحدث نمط مماثل مع الغاز الطبيعيّ المسال، على الرغم من أنّ البحر الأحمر يمثّل طريق شحن رئيسيًا للمنتج، الذي يتم تصديره بكميات كبيرة من قطر. وقالت مديرة البرنامج والأستاذ المساعد التعليميّ لسلسلة التوريد والتكنولوجيا اللوجستية في جامعة هيوستن مارغريت كيد: "أسعار الطاقة لا تفعل ما فعلته بعد الهجوم الروسيّ على أوكرانيا".(ترجمات)