تواصل البورصات العالمية نزيف الخسائر مع بداية التداولات الأسبوعية، بقيادة البورصة الأميركية التي بدأت موجة الهبوط الكبير في ختام جلسات الأسبوع المنقضي، بخسائر هي الأعنف منذ جائحة فيروس كورونا، ليبدأ الأسبوع على تراجعات جماعية للأسواق وعلى رأسها السوق الياباني وكذلك الأسواق الآسيوية وبعض الأسواق العربية وعلى رأسها البورصة المصرية والبورصة السعودية. تقلبات حادة في الأسواق العالمية الأسواق المالية العالمية في حالة من التقلب الحاد بشأن التوقعات الاقتصادية الخاصة بالاقتصاد الأميركي، خصوصا بعد تقرير الوظائف الحكومي الأميركي عن شهر يوليو الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، وأظهر تراجعا في أعداد الوظائف وارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ 3 سنوات. بيانات الوظائف الضعيفة إلى جانب تراجع أداء القطاع الصناعي زاد من المخاوف في الأسواق من أن الاقتصاد الأميركي قد يتعرض إلى الركود الاقتصادي، وهو ما تسبب في حالة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية نتج عنها عمليات بيع موسعة في الأسهم العالمية. النتيجة كانت انتقال الاستثمارات التي خرجت من أسواق الأسهم إلى أسواق السندات الحكومية، وهو ما دفع العائد على السندات الحكومية الأميركية إلى التراجع بشكل كبير بسبب تزايد الإقبال على شرائها.الدولار يتراجع لأقل مستوى في 5 أشهربالتزامن مع موجة الهبوط العالمية، انخفض الدولار الأميركي بشكل حاد ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أشهر مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك بسبب تراجع العائد على السندات، وعمليات البيع على كل استثمار متعلق بالاقتصاد الأميركي خلال نهاية الأسبوع الماضي والاتجاه إلى أسواق السندات الحكومية الأكثر اطمئنانا بالنسبة للمستثمرين. بورصة اليابان.. أكبر هبوط في 3 عقودانهارت الأسهم اليابانية اليوم الاثنين وتكبدت أكبر خسارة يومية منذ قرابة 3 عقود، وذلك بفعل هبوط شهدته أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، ومخاوف اقتصادية وقلق من تأثير سلبي للاستثمارات التي تم تمويلها بالين في وقت كان يفقد فيه الكثير من قيمته، وفقد المؤشر نيكي 12.4% بعد أن فاقمت بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة المخاوف من ركود محتمل، ومع ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في 7 أشهر مقابل الدولار. وقادت أسهم القطاع المصرفي الياباني الانهيار، ما دفع المؤشر نيكي ليكون متراجعا 27% عن ذروته المسجلة في 11 يوليو وكان المؤشر قد فقد 113 تريليون ين (792.32 مليار دولار) من تلك القيمة السوقية القصوى.خسائر بالجملة في أسواق أوروبا تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بدرجة كبيرة في مستهل تعاملات الأسبوع، مع انخفاض أسهم قطاعي التكنولوجيا والمصارف في ظل التقلبات التي تعانيها الأسواق العالمية في ظل مخاطر ركود الاقتصاد الأميركي. وهبط مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 3.13% إلى 482 نقطة، مع تراجع أسهم قطاعي التكنولوجيا والمصارف 5% و4.67% على الترتيب. وتراجعت مؤشرات "فوتسي" البريطاني بنسبة 2.17% إلى 7997 نقطة، و"داكس" الألماني بنسبة 2.15% إلى 17281 نقطة، و"كاك" الفرنسي بنسبة 2.58% إلى 7064 نقطة.هبوط جماعي لـ7 بورصات أوروبية وتراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية عند الافتتاح لتنخفض في باريس بنسبة 2.42% ولندن 1.95% وفرانكفورت 2.49%، وأمستردام 3.05%، وميلانو 3.31%%، وزيورخ 2.97% ومدريد 2.79%، وفق حسابات بلومبرغ.البورصة المصرية تدفع ثمن التطورات العالمية تفاقمت خسائر البورصة المصرية إلى 8% متأثرة بالتقلبات الحالية في الأسواق العالمية، لتخسر البورصة في يومين قرابة 100 مليار جنيه، وفق حسابات منصة "المشهد".ورفعت البورصة المصرية خسائرها، بعد الافتتاح حيث سيطر اللون الأحمر على شاشات التداول مع تراجع جماعي لكل المؤشرات بقيادة المؤشر الرئيسي، وجاءت هذه الخسائر على خلفية تأثر جميع البورصات وأسواق المال العالمية واتجاهها لتسجيل خسائر عنيفة خلال التعاملات الأخيرة بسبب تجدد حالة عدم اليقين الاقتصادي وإمكانية دخول الاقتصاد العالمي في موجة من الركود.وتراجع رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة في البورصة المصرية خلال أول نصف ساعة بنحو 56 مليار جنيه بعدما انخفض رأس المال السوقي من مستوى 1946 مليار جنيه في إغلاق تعاملات جلسة أمس الأحد، إلى مستوى 1891 مليار جنيه بعد نصف ساعة من بدء تداولات جلسة اليوم الاثنين. وتراجع المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" إلى مستوى 27763 نقطة، كما تراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" إلى نحو 6321 نقطة. وانخفض المؤشر الأوسع نطاقًا "إيجي إكس 100" إلى مستوى 9045.تراجع بورصة السعودية 0.5% وانخفاضات في قطر والكويتوافتتح سوق الأسهم السعودية التعاملات على تراجع بأكثر من 0.5% عند مستوى 12045.78 نقطة، وسط تراجع عدد من الأسهم القيادية ومنها أرامكو والراجحي وإس تي سي، بحلول الساعة 10:10 بتوقيت السعودية.وتُلونت بورصتا الكويت وقطر باللون الأحمر، حيث تراجع مؤشر السوق الأول في بورصة الكويت بسبة 1.6% بجانب تراجع جميع مؤشرات السوق، ويعمق المؤشر القطري من خسائره باعتباره أكبر الخاسرين بين مؤشرات البورصات الخليجية الرئيسية منذ بداية العام وتجاوزت تراجعاته 7% حتى الآن, وهبط مؤشر بورصة البحرين بنحو 0.36% عند مستوى 1963.8 نقطة. وبالمثل تراجعت بورصة مسقط بنسبة هامشية عند الافتتاح بلغت نحو 0.12%.أسباب انهيار البورصات العالميةويقول المدير التنفيذي لمكتب شركة فيرجن إنترناشيونال ماركتس "vi markets" أحمد معطي إن: تقرير الوظائف الضعيف في أميركا أشعل مخاوف دخول أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة ركود.وهذا كان له تأثير على قرارات المستثمرين واتجهوا نحو البيع يوم الجمعة ثم تتواصل عمليات البيع مع بداية جلسات اليوم مما كبد الأسواق خسائر ضخمة.أتوقع استمرار هذه التراجعات ما لم يحدث تدخل عاجل من مجلس الاحتياطي، لأن الجميع يعرف أن تطورات الاقتصاد الأميركي تنعكس على جميع أسواق العالم.وأضاف خلال حديثه مع "المشهد" أن "قيام البنك المركزي في اليابان برفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع عند 25 نقطة أساس بجانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بين إيران ووكلائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى جميع هذه العوامل دعمت الهبوط الكبير وحالة الخوف الجماعي في الأسواق".ويرى محلل الأسواق لدى غولد بيليون – شركة تحليل مالي مقرها مصر – أن انخفاض عوائد السندات على نحو ملحوظ بجانب قفزة البطالة وتراجع معدلات التوظيف في أميركا جميعها مؤشرات دفعنا إلى هذه المشكلة التي قد تتفاقم ونتحول بعدها لسيناريو 2008، مطالبًا بسرعة تدخل الفيدرالي باجتماع عاجل وإعلان أول خفض للفائدة في 2024 لإنقاذ الأسواق وهذا هو أول حل سريع لتفادي تفاقم الأمور.ويؤكد أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان في مصر خلال حديثه لمنصة "المشهد"، أن تراجعات بورصات المنطقة العربية ومصر هو شيء طبيعي ومتوقع نتيجة أداء البورصات العالمية وهبوط بورصة أميركا بعد صدور تقرير الوظائف الأميركية وارتفاع مستويات البطالة، موضحاً" السيناريو الأكثر تفاؤلاً هو استمرار هذا الهبوط لحين انضباط الأمور واستقرارها في الأسواق العالمية".(المشهد)