يسأل الكثيرون عن الفرق بين العملات الرقمية والعملات المشفرة، وهناك عدد من الاختلافات الرئيسية أهمها على الإطلاق النظام النقدي الذي يتبع له كلا العملتين.لكن قبل معرفة الفرق بين العملات الرقمية والعملات المشفرة لنلقِ نظرة على عملية التشفير فهي تعد عن إخفاء البيانات بطريقة لا يمكن فهمها أو فك شيفرتها غير المستهدفين بها، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة العملات المُشفرة.ففكرة العملات المُشفرة قائمة على وجود معاملات آمنة وتتمتع بالسرية ويتم تدشينها وتخزينها إلكترونيًا مع وجود سقف معين من كل وحدة فمثلًا الحد الأقصى لعملات البيتكوين الممكن تعدينها هو 21 مليون وحدة.ولا تخضع العملات المُشفرة لرقابة أي جهات حكومية أو بنوك مركزية، وبداية يمكن اعتبار أن كل العملات الافتراضية رقمية لكن ليس كل العملات المُشفرة.بداية النقود الإلكترونيةاستعانت هولندا في أواخر الثمانينات بمبرمجين لحل أزمة الجرائم والسرقة فى محطات الوقود على الطريق السريع، عن طريق ربط النقود ببطاقات تتيح لحامليها دفع مقابل خدمات تزويد الوقود بدون حمل نقود فعلية، ما جعل الأموال المُخزنة في المحطات أقل وخفض السرقة.وكانت تلك فكرة أول شكل للنقود الرقمية وهي البطاقات البنكية.وتحاول البنوك المركزية في الوقت الحالي لاستغلال التطور الحاصل على صعيد المعاملات المالية بما في ذلك الأصول المُشفرة في خلق عملات رقمية من عملاتها النقدية.كيف بدأت العملات المُشفرة؟نعود لتطور العملات المُشفرة، حاول المبرمج الأميركي ديفيد شوم، إضفاء طابع الخصوصية على المعاملات المالية والتحرر من رقابة البنوك المركزية وتقليد عملاتهم بنفس فكرة تشفير المعاملات المالية، بحيث تخرج الأموال وتصل لمن نريد إرسالها إليه ويستطيع هو وحده فك الشفرة.وأسس المبرمج الأميركي "ديجي كاش" والتي كانت قائمة على خوارزمية لإرسال الأموال بشكل خفي من خلال عملة "شوم ديجي كاش" لكن الشركة أفلست في 1998.لكن المحاولات استمرت وجاء مبرمج صيني آخر وهو "واي دي" وطرح فكرة وجود نظام نقدي مٌشفر وأطلق عليه إسم "بي موني"، ولكن فكرته لم تلق ترحيبًا، لكن مخترع بيتكوين "ساتوشس ناكامورا اعتمد في مذكرته التقديديمة لفكرة بيتكوين على جزء كبير من أفكار "واي دي".الفرق بين العملات الرقمية والعملات المشفرةالمعروض من العملات الرقمية وقيمتها يكون من خلال البنوك المركزية بناء على معطيات الغطاء النقدي والتضخم والمؤشرات الاقتصادية بما يلبي أهداف البنوك المركزيةلكن فيما يخص العملات المشفرة فإن أكواد وبروتكولات التشفير وحفظها في قواعد بيانات ضمن سجل سلاسل الكتل "بلوك تشين" هو ما يحدد المعروض، وهي عملية تُعرف بإسم التعدين.لكن المعروض النقدي لمعظم العملات المُشفرة له حدود قصوى لا يمكن بعدها إضافة عملات أو تعدينها، ما يجعل البعض يشبه "بيتكوين" بالذهب.حتى أن الرئيس التنفيذي لمدير الأصول "لاري فينك"، قال إن بيتكوين كمخزن للقيمة حظوظها أعلى من الذهب في ظل تعدين ما يزيد عن 19 مليون وحدة من حد أقصى 21 مليون وحدة.الفرق بين العملات الرقمية والعملات المشفرة يظهر أيضًا في غياب الأمان وانتشار النصب في بعض الحالات في العملات المُشفرة على خلاف البنوك المركزية التي تحمي عملاتها.كما أن العملات الرقمية تجعل عملية انتقال الأموال أكثر سهولة وأمانا وأقل تكلفة، لكنها تظل قيمتها مبنية على أساسات الاقتصاد الكلي بخلاف العملات المُشفرة التي يحدد المعنويات والمضاربة جزء كبير من أسعارها.(ترجمات)