قالت صحيفة ليكسبريس الفرنسية، إنّ قضايا الطاقة ستكون أهم محاور تعافي العلاقات بين باريس والرباط.وقال مدير المرصد المغاربيّ في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية إبراهيم أومنصور، إنّ "المغرب، بسبب نقص الموارد الأحفورية، يسعى إلى وضع نفسه كشريك موثوق في الطاقات البديلة والمتجددة".وتشهد المملكة وفرة في مجال الطاقة الشمسية، وهو القطاع الذي تتمتع فيه بواحدة من أفضل الإمكانات في العالم، وفي طاقة الرياح. ووفقًا لأحدث توقعات الحكومة، فإنها ستصل قبل عام 2030 إلى هدفها المتمثل في الحصول على 52% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. الهيدروجين الأخضروبفضل هذا المصدر للطاقة النظيفة، يسعى المغرب إلى الحصول على حصة كبيرة من سوق الهيدروجين الأخضر. من جهته، أكد المدير العام لشركة Hy24 بيير إتيان فرانك، أنّ: "المغرب لديه فرصة هائلة لأن يصبح مستقلًا في مجال الطاقة والقارة الأوروبية هي المنفذ الطبيعي". وأضاف يجب على فرنسا، أن تغتنم هذه الفرصة لأنّ "باريس لن تكون قادرة على إنتاج الهيدروجين التنافسيّ لجميع استخداماتها باستخدام إلكترونات الطاقة النووية فقط"، وتابع: سيكون من الضروريّ البحث عن البعض منها في البلدان الصديقة والقريبة والبعيدة بموارد تنافسية.المغرب يأتي في المرتبة الأولى لأنها تتمتع بأفضل مزيج من الإمكانات المتجددة والاستقرار السياسيّ والقرب الجغرافيّ والنسيج الصناعي. إنها الشريك الطبيعيّ الذي يجب على فرنسا أن تبحث عنه. ومن مصلحة البلدين التحدث مع بعضهما البعض، والمضي قدمًا في هذه المواضيع لأنهما "سيستفيدان اقتصاديًا ودبلوماسيًا" .فوسفات المغربتشير الصحيفة الفرنسية إلى إمكانية استخدام الهيدروجين الأخضر محليًا في إنتاج الأسمدة الزراعية. وهنا مرة أخرى، تتمتع المغرب بمزايا كبيرة. تحتوي تربة المملكة على 70% من احتياطيّ الفوسفات في العالم، أي ما يقارب 50 مليار طن، بحسب المعهد الأميركيّ للجيوفيزياء. يستخدم هذا المركب في صناعة البطاريات الكهربائية، وقد تم استخدامه منذ فترة طويلة في الإنتاج. وتعتمد فرنسا عليها بشكل كبير وتستوردها كلها تقريبًا من دول شمال إفريقيا. ووصف تقرير لمجلس الشيوخ في عام 2022 فرنسا، بأنها "عملاق زراعيّ بأقدام من الطين، في ظل غياب السيطرة على بعض المدخلات الاستراتيجية". وقد أدى انعدام الأمن الغذائيّ الناجم بشكل خاص عن حرب روسيا وأوكرانيا، إلى تفاقم الأزمة. ما أجبر دولًا عدة إلى إعادة التفكير في الإمدادات، وهو ما يصب في مصلحة المغرب، الذي يدرك تمامًا الثقل الدبلوماسيّ للفوسفات.(ترجمات)