ارتفعت العقود الآجلة لخام برينت أكثر من 6% الأسبوع الماضي لتستقر عند 83.55 دولارًا للبرميل الجمعة، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نوفمبر الماضي.وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، جاء الارتفاع بعد أن أضرّت العواصف الشتوية بإنتاج النفط الأميركيّ وأظهرت بيانات جديدة أنّ اقتصاد البلاد ظل مرنًا، ما يشير إلى طلب قويّ على الوقود في المستقبل. وأيقظت هذه القفزة سوق النفط نظرًا للتهديد المتزايد المتمثل في احتمال توسّع الحرب بين إسرائيل و"حماس" إلى صراع أوسع نطاقا. وتراجع خام برنت الاثنين بنسبة 1.4٪ على الرغم من هجوم آخر شنّه "الحوثيون" في اليمن على سفينة تحمل النفط خلال عطلة نهاية الأسبوع. ما وراء المكاسب الأخيرة بدأ ارتفاع أسعار النفط في وقت سابق من يناير، حيث أدى التجميد العميق في حقول النفط في داكوتا الشمالية وتكساس إلى تباطؤ إنتاج النفط والخام الأميركي بنحو مليون برميل يوميًا للأسبوع المنتهي في 19 يناير، وفقًا لمسؤولي السجلات الفيدرالية. وبلغ التراجع نحو 7.5% من الإنتاج المحلي اليوميّ النموذجي. وفي الأسبوع الماضي، أظهرت بيانات جديدة أنّ الاقتصاد نما بمعدل سنويّ 3.3% في الربع الرابع، معدلًا حسب التضخم. وكان ذلك أفضل مما توقعه الاقتصاديون بنسبة 2% وأدى إلى زيادة التوقعات للطلب على الوقود. تحفيز عمليات الشراء أدى الارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى "تحفيز عمليات الشراء الضخمة" من مجموعة كبيرة من المتداولين الذين يتابعون الاتجاه، وفقًا لاستراتيجيّ السلع في شركة TD Securities دانييل غالي.وقال إنّ الأسعار ستحتاج إلى مزيد من الارتفاع لحثّهم على شراء المزيد، ما يضع العبء على التجار الآخرين للحفاظ على استمرار الارتفاع. وأكد محلّل الطاقة في United ICAP سكوت شيلتون أنّ الكثيرين تضرروا بسبب ارتفاعات الأسعار قصيرة الأمد منذ عام 2022. وفشل هجوم روسيا على أوكرانيا، والعقوبات الغربية على الصادرات الروسية وتخفيضات إنتاج أوبك، في إحداث قفزة مستدامة في الأسعار. استقرار مع التهديدات كان التهديد بتوسيع الحرب بين إسرائيل و"حماس" هو أحدث المخاطر العالمية التي لم تؤدّ إلى زيادة دائمة في الأسعار. قبل الأسبوع الماضي، ظلت العقود الآجلة لخام برنت عند مستوى 70 دولارًا لمدة 6 أسابيع إلى حدّ كبير، وهو أقل بكثير من سعره قبل هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر. وكان ذلك على الرغم من هجمات "الحوثيّين" على سفن الشحن في البحر الأحمر، وتحويل مسار النفط. وقد توصل محللون في بنك "جيه بي مورغان" مؤخرًا إلى عدم وجود علاوة مخاطر جيوسياسية مدمجة في أسعار النفط. وقد ساعد عدم حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات، السوق على الحفاظ على هدوئه.العودة إلى الهدوء تُظهر خيارات أسعار النفط عدم وجود ذعر في السوق، حيث ارتفعت التقلبات الضمنية على أساس الخيار، وهو مقياس لتكلفة التأمين ضد ارتفاع أسعار النفط، إلى أكثر من 50%، بعد أن ضربت "حماس" إسرائيل، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين إلى نحو 36%، وفقًا لبورصة شيكاغو التجارية. وكتب استراتيجيّ الطاقة العالمية في ماكواري فيكاس دويفيدي، في مذكرة، أنه بناءً على القدر الضئيل من الأضرار الناجمة عن هجماتهم، يبدو أنّ "الحوثيّين" مهتمون بتعطيل حركة المرور أكثر من الاهتمام باستهداف الأهداف. وكتب مايكل هسويه، المحلل في "دويتشه بنك" في تقرير، أنه من غير المرجّح أن يقوم "الحوثيون" بتوسيع حملتهم إلى مضيق هرمز الأكثر أهمية، والذي يمر عبره نحو خُمس النفط العالمي. اضطرابات مؤقتة وقال "جيه بي مورغان" لأبحاث السلع في مذكرة، إنّ تأثير اضطرابات الشحن في البحر الأحمر "صغير ويمكن التعامل معه بسهولة". وقدّر البنك، بالنسبة للسفن المتضررة، أنّ هذا التحويل يطيل الرحلات بمقدار 8 إلى 9 أيام ويرفع الأسعار بنحو دولارين للبرميل. ومن المتوقع أن يكون للتأخير في إمدادات النفط، مثل موجة البرد في الولايات المتحدة، تأثير مؤقت على الأسعار. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق بأكثر من 6.50 دولارات للبرميل منذ 10 يناير، لكنّ العقود الآجلة للتسليم ارتفعت بنسبة أقل بكثير. تخمة عالمية تأثرت أسعار النفط بانخفاض الفائض العالميّ من النفط الخام. وساعد تدفق النفط من الدول غير الأعضاء في أوبك، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا، في السيطرة على الأسعار العام الماضي. ومن المفترض أن يتجاوز نمو الطلب العالميّ على النفط في عام 2024، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. ويمكن أن يؤدي توسيع المشاريع البحرية إلى زيادة التخمة في عام 2025. ومن المتوقع أيضًا أن يتباطأ نموّ الطلب على النفط مع انحسار الآثار اللاحقة للوباء وتزايد عدد السيارات الكهربائية ما يحدّ من استهلاك البنزين. ونتيجة لذلك، تتوقع سيتي للأبحاث أن تتضخم مخزونات النفط العالمية بمتوسط 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2025. طاقة فائضة وحتى لو ضربت كارثة الإمدادات، أو إذا تجاوز تعطش العالم للوقود الأحفوريّ التوقعات، فإنّ إمكانات الإنتاج الخاملة يمكن أن تسدّ الفجوة. وتركت تخفيضات أوبك لديها ما يقرب من 5 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة، وفقًا لوزارة الطاقة الأميركية.(ترجمات)