تشير التحليلات إلى احتمال التعافي بشأن توقعات مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي بعد موجة الخسائر التي لحقت به خلال جلسات الأسبوع الماضي، في أعقاب التوترات المرتبطة بتصريحات الإدارة الأميركية حول الرسوم الجمركية ودخولها حيز التنفيذ، رغم التراجع الذي حققته في مستهل جلسة اليوم الخميس.ووفقاً للتقارير، فقد شهدت مؤشرات وول ستريت انتعاشة ملحوظة خلال جلسة أمس الأربعاء عقب صدور أنباء عن تأجيل تنفيذ القرارات الجمركية من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 9.5%، وناسداك بنسبة 12.2%، فيما صعد مؤشر داو جونز بنسبة 7.9%، مغلقًا فوق مستوى 40,600 نقطة، ورغم إيجابية توقعات مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي بعد تلك الجلسة إلا أنها اتخذت مسارًا تنازليًا.وتراجعت الأسهم يوم الخميس، متخلية عن جزء من الارتفاع التاريخي الذي شهدته في الجلسة السابقة بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب عن تأجيل لمدة 90 يومًا لبعض من تعريفاته الجمركية "المتبادلة". وقد أبدى المستثمرون قلقهم من أن النشاط الاقتصادي سيتباطأ، حتى مع التأجيل المؤقت لبعض الرسوم، بسبب استهداف ترامب للصين تحديدًا بمعدلات أعلى.انخفض متوسط داو جونز الصناعي بمقدار 765 نقطة، أو بنسبة 1.9%. وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.3%، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.8%.توقعات مؤشر داو جونز الصناعي الأميركيوعلى الرغم من التفاؤل الذي أعقب فترة التأجيل البالغة 90 يومًا، يرى بعض المتعاملين في السوق أن الأسواق لم تتجاوز مرحلة الخطر بعد. فحتى مع تأجيل بعض الرسوم، فإن الرسم الجمركي التراكمي بنسبة 125% على الصين يرفع معدل الرسوم الفعلي إلى مستوى تاريخي يبلغ 23%، بحسب ما ذكرته شركة مورغان ستانلي.وكتب كبير الاقتصاديين في مورغان ستانلي، مايكل جابين، في مذكرة يوم الخميس: "التأجيل يساعد، لكنه لا يقلل من حالة عدم اليقين".وردد آخرون نفس الشعور في ظل الارتفاع في السوق، حيث أشار جيفري روتش من شركة LPL Financial إلى استمرار احتمال وقوع اضطرابات مستقبلية.وقال توم لي، رئيس قسم الأبحاث في Fundstrat، في برنامج "Squawk on the Street" على قناة CNBC يوم الخميس: "أعتقد أن الحالة الإيجابية للأسهم أصبحت ضعيفة". وأضاف: "لقد أوضح الاحتياطي الفيدرالي خلال هذه الفترة أن دعم الفيدرالي للسوق ليس مطروحًا فعليًا ما لم تتضح صورة التضخم... لذا فإن الأسواق الآن مضطرة للاعتماد على الأساسيات ومسار السياسات، أي البيت الأبيض، وهو أمر لا يمكن الاعتماد عليه بالضرورة".ولا تزال المؤشرات الرئيسية منخفضة بشكل حاد منذ إعلان الرسوم الجمركية في 2 أبريل، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 6% منذ ذلك الحين. ويأتي هذا الحذر نتيجة استمرار الضبابية حول مستقبل التوترات التجارية، خاصة في ظل التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب موافقة الاتحاد الأوروبي على فرض أول دفعة من الرسوم على المنتجات الأمريكية، والمقرر بدء تنفيذها في 15 أبريل.صادق الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأمريكية، في خطوة انتقامية رداً على الإجراءات التجارية التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخراً. وتشمل هذه الرسوم نسباً تتراوح ما بين 10% و25%، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 15 أبريل.وأعلنت المفوضية الأوروبية أن قيمة البضائع الأميركية التي ستُفرض عليها هذه الرسوم تبلغ نحو 21 مليار يورو، وتتضمن سلعاً متنوعة مثل الألومنيوم والصلب، إلى جانب منتجات استهلاكية أخرى تشمل الدراجات النارية، الدواجن، الفواكه، الأخشاب، الملابس، وحتى خيوط تنظيف الأسنان.تأتي هذه الخطوة بعد موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد يوم الأربعاء، في أول تحرك أوروبي جماعي للرد على التعريفات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لتنضم بذلك أوروبا إلى قائمة الدول التي اتخذت إجراءات مضادة، مثل الصين وكندا.وتؤدي هذه العوامل إلى حالة من الترقب الشديد لدى المستثمرين تجاه توقعات مؤشر داو جونز، ومدى تأثره بالتطورات الاقتصادية والسياسية، وسط محاولات لفهم من قد يحقق مكاسب حقيقية ومن سيتحمل الخسائر في ظل هذه الأجواء المتقلبة.(المشهد)