تشير التوقعات المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أن أسعار الفائدة ستستمر في التراجع تدريجيًا خلال عام 2025، مع تقديرات تشير إلى أنها قد تصل إلى نطاق يتراوح بين 3.75% و 4%. ويعني ذلك أنه من المرجح أن يشهد العام المقبل تخفيضين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما. وفي الوقت نفسه، يعتبر هذا التقدير أكثر تحفظًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي أشارت إلى احتمال خفض أربعة نقاط أساس في سبتمبر الماضي، ما يعكس التحديات الاقتصادية الحالية والقرارات الحذرة التي يتخذها الفيدرالي الأميركي.الفيدرالي الأميركي كان قد خفض الفائدة في اجتماعاته الأخيرة في عام 2024 بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل سعر الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و 4.5%. وقد جاء هذا القرار بعد فترة طويلة من رفع الفائدة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عقدين من الزمن، وهو ما كان هدفه الأساسي مكافحة التضخم الذي تفاقم بسبب تداعيات الجائحة. لكن مع مرور الوقت، بدأ التضخم في التراجع بشكل كبير، مما دفع الفيدرالي الأميركي إلى تعديل سياسته النقدية.لماذا يتوقع الفيدرالي الأميركي تخفيضات أقل في الفائدة لعام 2025؟ أحد الأسباب الرئيسية يكمن في أن التضخم، رغم تراجعه، لا يزال أعلى مما كان متوقعًا في وقت سابق. كما أن المسؤولين في الفيدرالي الأميركي يحاولون موازنة تداعيات النمو الاقتصادي والتضخم في القرارات المتخذة بشأن الفائدة. تشير التوقعات إلى أن النمو الاقتصادي قد يكون أقوى من المتوقع في 2025، مما يزيد من احتمالية أن يرفع الفيدرالي تقديره لسعر الفائدة المحايد، وهو السعر الذي لا يحفز النمو ولا يعيقه. وبالتالي، قد تكون الفائدة المحايدة أعلى من تقديرات الفيدرالي السابقة، ما يعني أن الفيدرالي قد يتحرك بحذر أكبر في تحديد قراراته المستقبلية.والبنك الاحتياطي يتخذ قراراته بناءً على موازنة بين التضخم والنمو الاقتصادي، ويعتمد في تقييمه على البيانات المتاحة والتوقعات الاقتصادية المستمرة. وهذا يعكس توازنه بين الحفاظ على استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي. على الرغم من التوقعات بتخفيض الفائدة، فإن الفيدرالي يركز بشكل كبير على التعامل مع أي تغييرات مفاجئة في البيانات الاقتصادية التي قد تدفعه إلى اتخاذ قرارات أكثر حذرًا بشأن المستقبل.وفي خضم هذه التوقعات، يبقى الفيدرالي الأميركي ملتزمًا بمراقبة التطورات الاقتصادية بعناية، مع الأخذ في الاعتبار العوامل التي قد تؤثر على القرارات المتعلقة بسعر الفائدة، مثل التغيرات في معدل التضخم ومعدلات البطالة. وعلى الرغم من توقع بعض المحللين أن يتم تخفيض الفائدة بشكل تدريجي، فإن الفيدرالي سيواصل تقييم المدى المناسب لهذه التعديلات بناءً على البيانات المتجددة.(المشهد)