تمكن المنتخب الموريتانيّ من كتابة التاريخ والتأهل لأول مرة إلى دور الـ16 من كأس أمم إفريقيا بعد أن حقق انتصاره الأول في تاريخ البطولة على حساب منتخب الجزائر بنتيجة 1-0.هذا الهدف كان كافيّا ليقود منتخب "المرابطين" للتأهل إلى دور الـ16 من كأس الأمم الإفريقية 2023 والتي تقام في كوت ديفوار في النسخة رقم 34 التي تشهد العديد من المفاجآت.من هو أمير عبده مدرب منتخب موريتانيا؟تحت قيادة فنيّة مميزة، تمكن منتخب موريتانيا من كتابة التاريخ، مع المدرب أمير عبده الذي قاد البلاد لهذا الفوز وهو مدرب فرنسي الموُلد ويمتلك جنسية دولة "جزر القمر" العربية. وُلد أمير في 8 يوليو 1972 بمدينة مارسيليا جنوب فرنسا، ويمتلك أصولا من جزر القمر، وكان لاعبا مغمورا، لعب في مركز المهاجم، واعتزل ثم بدأ العمل كمدرب مع الفريق الرديف لنادي سبورتنغ يونيون أغين في فرنسا عام 2010 وبعدها بعاميّن تولى مسوؤلية تدريب الفريق الأول.كتابة التاريخ للمرة الأولى مع جزر القمروفي عام 2014 تولى مسؤولية منتخب جزر القمر، منتخب بلده الأم، وقادهم للتأهل لأول مرة في تاريخهم إلى كأس أمم إفريقيا 2021، التي أقيمت في الكاميرون.وهناك بدأ كتابة التاريخ وعرفه الجميع بسبب قيادته للمنتخب الذي تأسس حديثا لبلوغ دور الـ16 من كأس أمم إفريقيا 2021.ووقع منتخب جُزر القمر في مجموعة صعبة مع منتخبات عريقة في كرة القدم الإفريقية وهي المغرب والغابون وغانا، واستطاع تحقيق 3 نقاط هامّة بالفوز على غانا بنتيجة 3-2 في مباراة للتاريخ ليطيح بمنتخب النجوم السوداء خارج البطولة، ويتأهل بين أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث بعد أن خسر ضد الغابون 1-0 وضد المغرب 2-0.لكن الرحلة لم تكتمل ليودع البطولة أمام أصحاب الأرض، منتخب الكاميرون في مباراة تاريخية لن ينساها الجميع، بسبب إصابة حراس المرمى الـ3 للمنتخب بين إصابات عضلية وإيجابية عينة كورونا، ليشارك اللاعب شاكر الدهدور الظهير الأيسر كحارس مرمى ويقدم مباراة أسطورية بالتصدي لـ4 كرات خطيرة، وتنتهي المباراة بنتيجة 2-1 بصعوبة.إعادة كتابة التاريخوفي 2022 وصل أمير عبده لقيادة منتخب موريتانيا بعد تجربة ناجحة مع فريق نواذيبو الموريتاني في الدوري المحلي، ولكن التحدي كان كبيرا أمامه بسبب وصول منتخب موريتانيا إلى كأس أمم إفريقيا في نسختين سابقتين لكنه فشل في تحقيق أيّ فوز ولم يتأهل من دور المجموعات.وبعد أن وقع في مجموعة صعبة في نسخة 2023 المقامة في كوت ديفوار مع منتخبات الجزائر وأنغولا وبوركينا فاسو التي تمتلك تاريخا أكبر منه بكل تأكيد، بدأ البطولة بخسارة من بوركينا فاسو في الدقائق الأخيرة من اللقاء.وتبعها بخسارة أخرى مثيرة أمام أنغولا بنتيجة 3-2، ليقف أمام كتابة التاريخ في وجه منتخب الجزائر، شقيقه العربيّ الذي يبحث عن التأهل أيضا إلى دور الـ16.وتمكن منتخب المرابطين من الفوز على الجزائر بنتيجة 1-0 ليحقق المدرب أمير عبده إنجازا تاريخيا بسبب تحقيق أول فوز وضمان التأهل إلى دور الـ16 بين أفضل المنتخبات في المركز الثالث، تماما مثلما حدث مع جُزر القمر.الوفاء بالوعدوعد أمير عبده بألا يهتم بفارق الإمكانات والتاريخ بينه وبين منتخب الجزائر، وأن على المدرب جمال بلماضي الاستعداد جيدا لأنه سيدخل المباراة راغبا في الفوز، وكان له ما أراد لأنه أثبت ذلك وحقق الانتصار وبلغ دور الـ16 بنجاح، فهل تستمر المسيرة الناجحة في البطولة؟(المشهد)