تنتظر الجماهير العربيّة المواجهة المباشرة بين المنتخبين القطريّ والفلسطينيّ في الدور ثمن النّهائيّ من كأس آسيا 2023 بشغف كبير من أجل متابعة واحد من أكثر المواعيد إثارة للاهتمام، صدام يحمل الكثير من المعطيات الفنيّة المثيرة التي تهمّ المنتخبين، قطر حامل اللقب وصاحب العلامة الكاملة في دور المجموعات والمنتخب الذي لم يستقبل أي هدف حتى الآن في البطولة، والمنتخب الفلسطيني المثير للإعجاب والذي نجح في تجاوز الدور الأوّل باستحقاق كبير بعد الفوز على هونغ كونغ والتعادل أمام الإمارات.وتمثل المباراة اختبارا حقيقيا لإمكانات المنتخب الفلسطينيّ تحت قيادة المدرب التونسيّ مكرم دبوب الذي وضع هيكلا قويّا للمنتخب، يستمد قوته من التنظيم الدفاعيّ ومن التحولات السريعة عبر الثنائيّ تامر صيام وعدي دباغ، ومنح الأداء الفرديّ المقنع للثنائيّ دفعة كبيرة للمنتخب على المستوى الجماعيّ.دباغ وصيام في مواجهة صلابة قطر الدفاعيةيمثل تامر صيام وعدي دباغ نقاط قوة المنتخب الفلسطيني على المستوى الهجوميّ، قدرة المنتخب الفلسطينيّ على حساب تحمل عبء المباريات دفاعيا، ترفع من مسؤولية خط هجومه بقيادة هذا الثنائيّ، التوسنيّ مكرم دبوب يعرف جيدا أنّ لعب مباريات مفتوحة تكتيكيا مع منتخب كقطر، قد يعرض المنتخب الفلسطينيّ لمجموعة من الصعوبات على المستوى الدفاعي، ما يفرض على دبوب نهج دافع المنطقة والاعتماد على الكرات المرتدة، نجاح هذه الطريقة يعتمد على جاهزية صيام ودباغ من أجل استغلال المساحات الفارغة.وسجل دباغ ثنائية في مباراة هونغ كونغ، في وقت وقع صيام الهدف الوحيد في مباراة إيران، ويحتاج المنتخب الفلسطينيّ لأهداف هذا الثنائيّ من أجل مواصلة المشوار في كأس آسيا 2023.التوازن كلمة السر في مستوى قطرفي وقت يعتمد المنتخب القطريّ على طريقة لعب بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز لم تختلف كثيرا عن تلك التي ميزت المنتخب في السنوات الأخيرة رفقة فيليكس سانشيز، لكنّ المثير في العنابي خلال هذه النسخة هي القوة الدفاعية للمنتخب وعدم منحه فرصا كثيرة للخصوم، ظهر ذلك جليا في مواجهات لبنان والصين وطاجيكستان في الدور الأوّل من المنافسات.وإلى جانب الفكر الهجوميّ لماركيز لوبيز الذي يفضل البناء لعبه الهجوميّ من الخلف والاعتماد على التسلسل المرن بالكرة عبر الخطوط، ثم ضرب المساحات الفارغة عبر سرعة المعز علي وأكرم عفيف، يحتفظ المدرب الإسبانيّ بتنظيم دفاعيّ محكم، يستمد قوته في أوقات كثيرة من اللعب من الضغط العالي المباشر بعد فقدان الكرة، وهو ما منح هذا المنتخب قوة إضافية، جعلت منه المنتخب الأكثر إقناعا في هذه البطولة، في انتظار تأكيد ذلك في المباريات المقبلة والتي لا تحتمل الخطأ، انطلاقًا من الدور ثمن النّهائيّ.ومن خلال هذه المعطيات، يبرز المنتخب القطريّ توازنا كبيرا على الصعيدين الدفاعيّ والهجوميّ وهو ما يضمن للمنتخب تنافسية مهمّة، تجعل منه مرشحا فوق العادة للحفاظ على اللقب.(المشهد)