شهد ملعب "أنفيلد"، مساء السبت، مواجهة استثنائية بين أساطير ليفربول وتشيلسي، انتهت بتفوق "الريدز" بهدفين دون رد، في مباراة خيرية نظمتها مؤسسة ليفربول الخيرية، وبمشاركة عدد من نجوم الفريقين السابقين الذين أعادوا ذكريات جماهيرية خالدة في أجواء احتفالية جذبت نحو 60 ألف مشجع. كراوتش يخطف الأضواء بثنائية واحتفال أيقوني النجم الإنجليزي السابق بيتر كراوتش كان بطل الأمسية دون منازع، حيث تألق وسجل هدفي المباراة خلال 10 دقائق فقط في الشوط الثاني، مؤكدًا أن الزمن لم يؤثر على قدراته رغم بلوغه 44 عامًا.الهدف الأول جاء في الدقيقة 55، حين ارتقى كراوتش لكرة عرضية من الفرنسي فلوران سينا بونغول، وتفوق على المدافع جوزيه بوسينغوا ليسدد رأسية متقنة سكنت شباك مرمى تشيلسي أمام مدرجات الـ"كوب"، ليحتفل على طريقته الشهيرة بـ"رقصة الروبوت"، في لقطة أعادت للأذهان احتفاله عندما سجل هدفه رقم 100 في الدوري الإنجليزي مع ستوك سيتي عام 2017. وبعد 5 دقائق فقط، عاد كراوتش ليضيف الهدف الثاني، عندما تابع عرضية من مارك غونزاليس، ورغم عدم تسديده الكرة بلمسة نظيفة في البداية، إلا أن الكرة ارتدت إليه وسددها بمهارة فوق الحارس روب غرين، محرزًا الهدف الثاني وسط صيحات الجماهير. وعقب نهاية اللقاء، قام لاعبو ليفربول بجولة شكر في أرجاء ملعب "أنفيلد" الذي بقي ممتلئًا تقريبًا حتى صافرة النهاية. وتحدث كراوتش عقب اللقاء بتأثر كبير، قائلًا: "الأمر عاطفي حقًا، لأنني لم أتخيل أنني سأعود إلى هنا (أنفيلد) بأي صفة كلاعب. لذلك كانت تجربة مذهلة، خاصة من أجل المؤسسة الخيرية، ولكن أيضًا لأنني سجلت هدفين أمام عائلتي وأصدقائي، كان شعورًا رائعًا". ورغم أنه نشأ كمشجع لتشيلسي، فإن كراوتش، الذي خاض مسيرة طويلة دامت 21 عامًا ولعب خلالها لـ12 ناديًا، لم يحمل يومًا قميص "البلوز"، لكنه كتب فصلًا مهمًا من مسيرته في ليفربول، حيث خاض 85 مباراة وسجل 22 هدفًا بين عامي 2005 و2008. مشاركة أسطورية وأجواء احتفاليةالمباراة حملت طابعًا استثنائيًا، حيث أُقيمت تخليدًا لموسم تشيلسي 2004-2005، الذي شهد تتويج الفريق بلقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ نصف قرن، إضافة إلى الفوز بكأس الرابطة على حساب ليفربول. كما استُذكر خلال الحدث نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ذلك الموسم، الذي شهد إقصاء تشيلسي على يد ليفربول. قاد فريق أساطير ليفربول الأسطورة كيني دالغليش، بينما تولى روبرتو دي ماتيو تدريب فريق تشيلسي. وضم الفريقان أسماء بارزة من الماضي، مثل جيانفرانكو زولا، وكلود ماكيليلي، وويليام غالاس من جهة تشيلسي، وستيفن جيرارد، وديرك كاوت، وبيتر كراوتش من جهة ليفربول. اللقاء شهد لحظات لافتة من الجانب الفني، حيث ظهر ستيفن جيرارد بتمريرة سحرية لزميله غريغوري فينيال، فيما كاد سامي هيبيا أن يسجل من كرة رأسية. أما أبرز لحظات الشوط الأول، فكانت دخول ناتاشا داوي، لتصبح أول لاعبة تشارك في مباراة أساطير على ملعب "أنفيلد"، وسط تحية حارة من الجماهير.في الشوط الثاني، واصل ليفربول ضغطه الهجومي، وأهدر جبريل سيسيه فرصة من عرضية ألبرت رييرا، قبل أن يترجم كراوتش السيطرة إلى أهداف. كما تألق الحارس ساندر فيسترفيلد بتصدي حاسم لرأسية من روبرت هوث كانت في طريقها للمرمى، ليحافظ على نظافة شباكه. دعم خيري المباراة أقيمت ضمن سلسلة الفعاليات الخيرية التي تنظمها مؤسسة ليفربول لدعم برامج الصحة الجسدية والنفسية لسكان منطقة ليفربول من مختلف الأعمار. وبحسب ما أُعلن، فقد دعمت المؤسسة في العام الماضي أكثر من 127 ألف شخص عبر 18 ألف فعالية وجلسة موزعة على 300 موقع مجتمعي، بينها 199 مدرسة. من جانبها، جمعت مؤسسة تشيلسي تبرعات لصالح "صندوق لاعبي تشيلسي"، في إطار التعاون بين الناديين لدعم المبادرات الخيرية. وفي ختام اللقاء، أثنى ستيفن جيرارد على أداء زميله السابق كراوتش، قائلًا: "لقد غيّر مجريات المباراة. أعتقد أننا لعبنا جيدًا طوال اللقاء، لكننا كنا بحاجة لبعض السحر، لإلهام الفريق، وقد قدمه لنا الرجل الكبير".(ترجمات)