تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإنجليزية إلى ملعب "ويمبلي" في لندن، حيث يلتقي ليفربول مع نيوكاسل يونايتد، مساء الأحد في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية لموسم 2024-2025. وتأتي هذه المباراة متأخرة عن موعدها المعتاد بسبب التعديلات التي فرضها النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، لكنها تظل الحدث الأبرز كأول نهائي للموسم المحلي. ليفربول، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبطولة، يدخل المباراة برغبة في تعويض خروجه من دوري أبطال أوروبا بعد خسارته أمام باريس سان جيرمان. رغم ذلك، يحتفظ الفريق بحظوظ قوية في تحقيق الألقاب، حيث يتصدر الدوري الإنجليزي بفارق 15 نقطة، مما يمنح مدربه الهولندي أرني سلوت فرصة ذهبية لافتتاح مسيرته مع "الريدز" ببطولة. على الجانب الآخر، يدخل نيوكاسل المواجهة وهو يبحث عن إنهاء عقود طويلة من الانتظار، إذ لم يحقق أي لقب محلي منذ 70 عامًا. الـ"مغبايز" استعدوا جيدًا بفوز صعب على وست هام في الدوري الإنجليزي، ما يرفع من معنوياته قبل مواجهة حاسمة أمام أحد أقوى فرق إنجلترا. وستكون هناك 4 عوامل فاصلة في هذه المواجهة المرتقبة بين الفريقين لحسم هوية صاحب أول لقب محلي في إنجلترا خلال الموسم الجاري. غيابات مؤثرة وقلق تكتيكي كلا الفريقين يعاني من غيابات مؤثرة، لكن نيوكاسل يبدو أكثر تضررًا على الجبهة اليسرى. حيث سيغيب كل من أنتوني جوردون بسبب الإيقاف، ولويس هول بسبب الإصابة التي ستبعده حتى نهاية الموسم. اللاعبان كانا من العناصر الأساسية في تشكيلة إيدي هاو، إذ خاضا أكثر من 2100 دقيقة في الدوري هذا الموسم، وكانت الجبهة اليسرى لنيوكاسل من بين الأكثر صلابة دفاعيًا. في مباراتهم الأخيرة أمام وست هام، اضطر نيوكاسل إلى تعديل خططه الدفاعية، حيث زادت نسبة الهجمات التي تعرض لها من الجهة اليسرى إلى 37.1% مقارنة بالمعدل الموسمي البالغ 33.8%.هذا قد يشكل نقطة ضعف كبيرة أمام ليفربول، خاصة مع عودة محمد صلاح، الذي سجل 10 أهداف وصنع 8 أمام نيوكاسل خلال مسيرته. ليفربول أيضًا سيعاني على الجهة اليمنى في ظل غياب الثنائي ترينت ألكسندر أرنولد وكونور برادلي، مما قد يدفع المدرب إلى إشراك الشاب غاريل كوانساه في مركز الظهير. لكن غياب جوردون عن نيوكاسل سيحرم الفريق من استغلال هذه الثغرة، مما يجعل المواجهة أكثر تكتيكية على الأطراف. صراع وسط الملعب يُعرف نيوكاسل بقدرته على تعطيل إيقاع المباريات، حيث تعد مواجهاته من بين الأقل في نسبة اللعب الفعلي، حيث يكون اللعب مستمرًا بنسبة 56% فقط، مقارنة بـ58% في مباريات ليفربول. الفريق تحت قيادة إيدي هاو بارع في إبطاء وتيرة المباريات عبر الالتحامات البدنية، وإجبار الخصم على اللعب بأسلوب غير مريح. ويُعد برونو غيماريش أحد أبرز أدوات نيوكاسل في هذا الأسلوب، حيث تعرض لـ92 خطأ، ما يجعله أكثر لاعب يُرتكب بحقه أخطاء في الدوري. أما زميله جولينتون، فقد ارتكب 51 خطأ، ليكون من بين أكثر لاعبي الوسط تدخلًا بدنيًا.في المقابل، يعتمد ليفربول على ثلاثي وسط متنوع القدرات يضم أليكسيس ماك أليستر، دومينيك سوبوسلاي، ورايان غرافينبيرش، مع وجود خيارات بديلة مثل كورتيس جونز وواتارو إندو. خلال المواجهات السابقة هذا الموسم، تألق سوبوسلاي بشكل لافت أمام نيوكاسل، إذ سجل هدفًا وصنع العديد من الفرص في المباراتين الماضيتين بين الفريقين. إيزاك في مواجهة فان دايك سيكون لقاء ألكسندر إيزاك وفيرجيل فان دايك من أبرز المواجهات الفردية في النهائي. وسجل إيزاك 22 هدفًا هذا الموسم، بما في ذلك 15 في آخر 14 مباراة بالدوري، وكان له تأثير مباشر في 4 أهداف ضد ليفربول في مواجهاته السابقة. في غياب إيزاك عن لقاء الفريقين الأخير، تأثر نيوكاسل هجوميًا، حيث لم يسدد أي كرة على المرمى طوال المباراة، وهي سابقة لم تحدث للفريق سوى مرتين خلال المواسم الأربعة الماضية.أما فان دايك، فيقدم أحد أفضل مواسمه، حيث يتصدر الدوري في عدد التمريرات المكتملة (2082) والتمريرات الطولية الناجحة. كما فاز بـ89 التحامًا هوائيًا من أصل 125، مما يجعله من بين الأقوى في المواجهات الثنائية.الضغط الذي سيمارسه إيزاك على فان دايك قد يكون عاملاً حاسمًا، خاصة أن المدافع الهولندي يعتمد على توزيع اللعب إلى محمد صلاح عبر التمريرات الطولية. سجل متباين في "ويمبلي" تاريخيًا، يملك ليفربول سجلًا قويًا في نهائيات كأس الرابطة، حيث حقق اللقب 10 مرات من أصل 14 نهائيًا خاضه. أما نيوكاسل، فلم يسبق له الفوز بالبطولة، حيث خسر النهائي في 1976 و2023.وتعود آخر بطولة محلية فاز بها الفريق إلى عام 1955 عندما حقق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي. منذ تولي إيدي هاو قيادة نيوكاسل، خاض الفريق 8 مواجهات أمام ليفربول، خسر 7 منها وتعادل في واحدة. وجاء آخر انتصار لـ"المغبايز" على "الريدز" في 2015، أي قبل 17 مواجهة متتالية دون انتصار. "ويمبلي" لم يكن مسرحًا سعيدًا لنيوكاسل، إذ خسر الفريق آخر 9 مواجهات له على الملعب الشهير، وهو الرقم الأسوأ لأي نادٍ إنجليزي. في المقابل، يسعى ليفربول للفوز بالكأس للمرة الثانية على التوالي بعد تتويجه الموسم الماضي على حساب تشيلسي.(ترجمات)