يقترب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس، ويزداد اهتمام محبي الرياضة بمعرفة مختلف الألعاب التي ستتنافس فيها الدول المشاركة. ولم يكن متابعو الألعاب الأولمبية يدرون أن الرقص البهلواني يعتبر رياضة قائمة بذاته وتشارك أيضا في الأولمبياد إلى جانب رياضات عريقة،ومن بين الرياضات الجديدة التي ستُزين حلبة التنافس للمرة الأولى، رياضة البريك دانس، أو كما تُعرف باسم الرقص البهلواني. فما ها هو البريك دانس، وكيف تطور ليصبح رياضة أولمبية.على وقع إيقاعات الهيب هوب الصاخبة، تنتشر حركات "البريك دانس" البهلوانية في شوارع العالم، لتجذب أنظار الشباب وتُثير إعجابهم، وقد أصبحت هذه الرياضة منشرة في جميع أنحاء العالم بين الشباب والمراهقين.تاريخ البريك دانستُعرف هذه الرقصة، التي نشأت في أحياء نيويورك الفقيرة في مطلع سبعينات القرن الماضي، باسم "رقصة التكسير" أو "الرقص البهلواني". وتتميز بحركاتها المعقدة وقدرة الراقص على التحكم بجسده بشكل استثنائي، مع موسيقى الهيب هوب سريعة.وبحسب الموقع الرسمي للألعاب الأولمبية، تعود جذور البريك دانس إلى ثقافة الهيب هوب، وقد ظهرت ملامحه الأولى في شوارع حي برونكس الشعبي في نيويورك حيث كانت تقام فعاليات للرقص يُنشطها أبناء الحي.ويعتبر البريك دانس أسلوب رقص شعبي ونشيط يتضمّن الدوران على اليدين والرأس، إلى الحركات الفنّية للقدمين، كما يتميز الـ"بريكينغ" بحركات أكروباتية تصاحبها حركة القدمين المنمقة، أما الدور الأبرز في مكونات هذا الاختصاص فيلعبه منسق الأغاني أو الـ"دي جي" وسيد الاحتفالات خلال المواجهات الفردية للراقصين.ثورة فنيةولم يكن البريك داس مجرد حركات بهلوانية في شوارع نيويورك، بل كانت ثورة ثقافية على وشك الاندلاع، فقد تبنى فنانون مشهورون مثل مايكل جاكسون هذا الأسلوب، حاملين معه حركات مثل "مون ووك" أو "مشية القمر" التي أصبحت أيقونية على مستوى العالم.اشتهر هذا الرقص بشكل كبير في تسعينيات القرن الماضي، حيث أقيمت المسابقات الدولية الأولى في جميع أنحاء العالم، ومن هناك تعمّم هذا الشكل من أشكال الرقص بين مجتمعات الهيب الهوب والعامّة على حد سواء، ليصبح محط اهتما الفنانين عبر العالم. ومع ازدياد شعبية البريك دانس، فتحت أبواب الشهرة أمام راقصيه، فبدأ المنتجون الموسيقيون يبحثون عن موهبة جديدة تجذب الجمهور، إذ لم يقتصر تأثير البريك دانس على عالم الرقص فقط، بل امتد ليطال أنواعًا أخرى من الرقص الحديث.البريك دانس في الأولمبيادوتشير التقارير والأبحاث حول البريك دانس إلى أن هذا النوع الفني الذي يمزج الحركات الرياضية في أدائه تم تسجيله ضمن الرياضات التي تنافس في الألعاب الأولمبية عام 2028، حيث سجّل الـ"بريكينغ" ظهوره الأولمبي الأول في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب التي أقيمت في بوينوس آيرس بالأرجنتين عام 2018.وبعد النجاح المبهر الذي حققه في الأرجنتين، اختير الـ"بريكينغ" للانضمام إلى البرنامج الأولمبي في ألعاب باريس 2024، بصفته رياضة جديدة إلى جانب رياضات ركوب الأمواج والتزلج اللوحي والتسلق الرياضي، حيث سيكون الجمهور على موعد مع لوحات فنية في شوارع باريس.قوانين البريك دانسبالحديث عن قوانين البريك دانس، فإن هذه الرياضة تحكمها قواعد محددة وتؤطرها قوانين خاصة، حيث تشمل منافسات الـ"بريكينغ" في ألعاب باريس 2024 مسابقتين: واحدة للرجال وأخرى للسيدات، وينافس 16 "بي-بويز" و16 "بي-غيرلز" بعضهم بعضًا في مواجهات فردية تعِد بالإبهار والتشويق. سيوظف الراقصون مزيجًا من حركات السيطرة، بما فيها حركات طواحين الهواء والخطوات الست والجمود، ويحاولون تكييف حركاتهم هذه وتقديم فقرات ارتجالية تتناسب مع ايقاع الموسيقى التي ينتقيها الـ"دي جي" وذلك بهدف الفوز بتصويت الحكام والعودة إلى الديار بالميداليات الأولمبية الأولى من نوعها في تاريخ الاختصاص.(المشهد)