يستأنف المغرب رحلته في كوت ديفوار، خلال بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 الجارية حاليا، حيث يستعد "أسود الأطلس" لخوض مباراتهم بدور الـ16 أمام منتخب جنوب إفريقيا.يفخر المغربيون بإنجاز كأس العالم 2022، ولكنهم يبحثون عن الحاضر الآن، حيث لا سبيل إلا التتويج باللقب القاري الغائب منذ عام 1976.سيكون منتخب جنوب إفريقيا، الفائز باللقب في عام 1996، منافسا شرسا في أولى مراحل الجولات الإقصائية، حيث يملك العديد من العناصر الشرسة التي يجب أن يحذر منها المدير الفني وليد الركراكي.ويدرك الركراكي ذلك الأمر، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة: "نواجه جنوب إفريقيا وهو منتخب جيد ولديه لاعبون كبار ويملك تاريخا طويلا، ويجب أن نتواضع ونحترم منافسنا كما يستحق".وتابع: "نواجه منتخب يجيد خلق المشاكل للمنافسين ويجب أن نعمل بكل قوة للفوز والتأهل للدور التالي في سبيل الوصول للحلم وتحقيق اللقب".لا شك أن مدرب منتخب المغرب قد أعدّ عدته لتلك المواجهة الحاسمة، ولكن من خلال فقرة "تحليل المشهد الرياضي"، نود أن نستعرض مجموعة من العوامل ونقاط القوى التي يجب أن ينتبه لها المتابع المغربي قبل هذه المواجهة المرتقبة.المدرب.. بطل سابقتلعب جنوب إفريقيا تحت قيادة المخضرم البالغ من العمر 71 عاما، هوغو بروس، والذي نجح في قيادة الفريق إلى دور الـ16.في الحقيقة، فإن بروس يتمتع بسيرة ذاتية مميزة في أوروبا، حيث حقق لقب الدوري البلجيكي في 3 مناسبات رفقة ناديي إندرلخت وكلوب بروغ.كما أصبح خبيرا بمنافسات كرة القدم الإفريقية، والأهم هو أنه تُوج بلقب البطولة في عام 2017، حين قاد الكاميرون إلى لقبها الخامس، بعد أن عاد من بعيد وتقدّم لوظيفة تدريب منتخب الكاميرون إلكترونيا حين كانوا يبحثون عن مدير فني.عاد بروس بعدها إلى أوستيند البلجيكي كمدير رياضي، ثم كمدير فني مؤقت، قبل أن يحمل مسؤولية منتخب جنوب إفريقيا بداية منذ عام 2021.تواجه جنوب إفريقيا أزمات في محاولاتها لاستبعاد بعض لاعبيها المحترفين في أوروبا، فقرر بروس الاعتماد على قائمة أغلبيتها من الدوري المحلي، والنتائج تبدو إيجابية حتى الآن، حيث جمع الفريق 4 نقاط واحتل وصافة المجموعة الخامس خلف منتخب مالي.يملك بروس الثقة أمام المغرب، حيث يؤكد خلال المؤتمر الصحفي الخاص باللقاء أنها "أقوى منتخب إفريقي حاليا"، ولكنه نجح في التغلب على المغرب في يونيو الماضي ضمن مباريات تصفيات هذه البطولة، بعد أن خسر ذهابا في الدار البيضاء.وشدّد بروس: "لقد تغير فريقنا كثيرا منذ آخر هزيمة ضد المغرب. اليوم أملك الفريق الذي أريد".كتيبة صن داونزيقدم نادي ماميلودي صن داونز متعة كروية في مسابقات كرة القدم الإفريقية للأندية، ولا عجب من اعتماد بروس على 10 لاعبين من الفريق "البرازيلي" في قائمة مُدججة بنجوم الدوري المحلي.البعض من الأسماء المنضمة من صن داونز قد تمثل تهديدا لكتيبة وليد الركراكي، فوجبت الإشارة إلى لاعب الوسط تيبوهو موكوينا الذي يجيد واجبات مركزه، كما يتميز بالقدرة على التسديد الدقيق من مسافات بعيدة المدى، وقد نجح اللاعب البالغ من العمر 26 عاما في التهديف مع صن داونز في عدة مناسبات من تسديدات بعيدة المدى، كما أحرز 4 أهداف دولية مع منتخب "الأولاد".كما وجب التحذير من الجناح الشاب والبالغ من العمر 20 عاما ثابيلو ماسيكو، والذي سجل في شباك ناميبيا خلال مرحلة المجموعات، كما يُعد من اللاعبين الواعدين في فريق ماميلودي صن داونز وكرة القدم الإفريقية بشكل عام.وبالتأكيد يجب الحذر من المخضرم ثيمبا زواني، البالغ من العمر 34 عاما، والذي هز شباك ناميبيا في مناسبتين أيضا، ويُعد من أبرز لاعبي "الأولاد" خلال السنوات الأخيرة، وهو دائم المشاركة مع الفريق في نسخ متعددة من المسابقة القارية.ويملك هؤلاء جميعا الخبرات اللازمة للتقدم في المسابقات القارية والمراحل الإقصائية، فقد تُوج ماميلودي صن داونز قبل عدة أشهر بلقب مسابقة الدوري الإفريقي في نسختها الأولى، بعد الفوز على الوداد الرياضي المغربي.بيرسي تاويعتمد بروس على عدد قليل من اللاعبين الين ينشطون خارج جنوب إفريقيا، وأحد هؤلاء هو جناح الأهلي المصري بيرسي تاو.توجد بعض الانتقادات حول أداء تاو في البطولة، على الرغم من نجاحه في هز شباك ناميبيا، ولكن قد يمثل خطورة كبيرة على الدفاعات المغربية بفضل ما يمكن أن يصنعه بمهاراته الفردية وحلوله المهارية.يملك تاو الخبرات مع الأهلي في السنوات الأخيرة بعد أن شارك في نسخ عدة من بطولة كأس العالم للأندية، كما تُوج بلقب دوري أبطال إفريقيا، كما سجل 16 هدفا في 44 مباراة دولية مع جنوب إفريقيا.(المشهد)