في عمر 38 عامًا، لا يزال المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز يواصل مسيرته الاحترافية مع نادي إنتر ميامي الأميركي، إلى جانب زملائه القدامى في برشلونة ليونيل ميسي، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس. ورغم أن عقده مع الفريق الأميركي ينتهي بنهاية العام الجاري، إلا أن سواريز لم يحسم بعد مستقبله، تاركًا الباب مفتوحًا أمام احتمالات متعددة، من ضمنها التجديد أو حتى الاعتزال. البحث عن إنجاز خاص وفي مقابلة مطولة مع صحيفة "أوفاسيون" الأوروغويانية، كشف سواريز عن رغبته في تحقيق إنجاز فردي جديد قبل اعتزاله، حيث لم يتبقَّ له سوى أقل من 35 هدفًا ليصل إلى 600 هدف خلال مسيرته الاحترافية. وقال: "أحيانًا من السهل القول إنني لا ألتفت إلى هذه الأرقام، لكن الأدرينالين في كرة القدم ينبع من تحقيق هذه الأهداف. وعلى الرغم من أنني في الـ38 من عمري، فإنني ما زلت أضع في ذهني الوصول إلى هذا الرقم".وتابع مهاجم أياكس وبرشلونة السابق حديثه عن حلمه بدخول قائمة أفضل 10 هدافين في تاريخ اللعبة، مضيفًا: "أن أنهي مسيرتي ضمن أفضل 10 هدافين في تاريخ كرة القدم، فذلك سيكون أمرًا لا يُصدق. أنا أستمتع بما أفعله، وما زالت لديّ الرغبة في تحقيق المزيد من الأهداف". وبخصوص إمكانية تجديد عقده مع إنتر ميامي، أوضح سواريز أن النادي منحه حرية اتخاذ القرار النهائي بناءً على حالته الفنية والبدنية، مشيرًا إلى أنه لا يشعر حتى الآن بأنه اقترب من النهاية. وقال: "النادي كان دائمًا منفتحًا في هذا الموضوع، والقرار بيدي. طالما أشعر بأنني قادر على المساهمة، وهم يرون نفس الشيء، فسيكونون مستعدين لتجديد العقد". وأضاف: "ما زال لدي ذلك اللهيب الذي يدفعني للمنافسة، وطالما أنا قادر على العطاء وسعيد بما أقدمه، فسأستمر. لا يوجد موعد نهائي محدد لهذا العام أو للعام المقبل، وكل شيء يعتمد على مشاعري وحالتي البدنية في نهاية الموسم". علاقته بميسي.. احترام بلا أسئلة ورغم اقتراب النجمين من إنهاء مسيرتيهما، إلا أن علاقة سواريز بميسي تبقى استثنائية داخل وخارج الملعب. فقد لعب الثنائي معًا في 291 مباراة بقميصي برشلونة وإنتر ميامي، وتربطهما صداقة عائلية قوية ظهرت جليًا في الإجازات المشتركة والعلاقات الاجتماعية المتينة. ومع بلوغ ميسي سن 37 واقترابه من عامه الـ39 خلال كأس العالم 2026، تتزايد التكهنات حول مستقبله الدولي، خصوصًا أن المشاركة في المونديال المقبل قد تمنحه رقمًا تاريخيًا كأول لاعب يخوض 6 نسخ من البطولة. لكن سواريز، الذي اعتزل اللعب دوليًا في سبتمبر الماضي بعد أن أصبح الهداف التاريخي لمنتخب أوروغواي برصيد 69 هدفًا في 142 مباراة، يؤكد أنه لم يناقش هذه المسألة مع صديقه ميسي.وقال في مقابلة مع صحيفة "إل بايس" الإسبانية: "هو ما زال لديه الرغبة في تمثيل الأرجنتين في كأس العالم المقبلة، لكنني لم أطرح عليه السؤال قط، ولن أفعل". وأضاف بابتسامة: "الناس لا يفهمون هذا أحيانًا. خذ مثلًا ركلة الجزاء الأخيرة، الجميع كان يحتفل معه، حتى زملاؤه، لكنني لم أنظر إليه أو أتحرك لأنني أعرفه جيدًا. في بعض الأحيان، وجودي في تلك اللحظة يجلب لي توترًا أكبر. أنا أعرف من هو، والزمن سيكشف كل شيء". التركيز على الحاضر.. ومهمة مع إنتر ميامي وبينما يتطلع ميسي لخوض كأس العالم السادسة في مسيرته، يوجّه سواريز تركيزه الكامل حاليًا نحو مساعدة إنتر ميامي في التتويج بالألقاب، إلى جانب ميسي ورفاقه القدامى. وقد سبق لسواريز أن شارك في 4 نسخ من كأس العالم مع أوروغواي، وكان من أبرز عناصر المنتخب الذي توّج بكوبا أميركا 2011، حيث نال جائزة أفضل لاعب في البطولة.لكن الأوروغوياني يبدو اليوم منشغلًا بكتابة الفصل الأخير من مسيرته مع إنتر ميامي، وربما بتحقيق إنجازات فردية قبل الاعتزال، دون أن يغلق الباب نهائيًا أمام الاستمرار إذا ما ظل يشعر بالشغف الكروي. في المقابل، تبقى مشاركة ميسي في كأس العالم 2026 محل ترقب جماهيري وإعلامي، لكن وفقًا لكلمات صديقه الأقرب، فإن القرار النهائي ما زال رهن الزمن وحده.(ترجمات)