أكملت كوت ديفوار السيناريو الاستثنائي، لتُتوج بلقب كأس أمم إفريقيا 2023، وتضيف نجمة ثالثة إلى سجلها القاري الإفريقي.وحقّق المنتخب المستضيف للبطولة اللقب بعد الفوز في المباراة النهائية بنتيجة 2-1، على حساب نظيره النيجيري، خلال المواجهة التي أُقيمت مساء الأحد على ملعب "الحسن واتارا" في العاصمة أبيدجان.وبات منتخب كوت ديفوار أول فريق مستضيف يحقق اللقب منذ أن فعلتها مصر لمرة أخيرة في عام 2006.بينما عادلت نيجيريا رقما سلبيا لغانا، كأكثر فريق يخسر في المباريات النهائية، بواقع 5 هزائم.عودة إعجازيةوردّت "الأفيال" اعتبارها أمام نيجيريا التي حقّقت الفوز في مواجهة سابقة بين الفريقين خلال مرحلة المجموعات من النسخة الحالية.وأكملت كوت ديفوار عودتها الأسطورية في البطولة، حيث كانت قريبة من توديع البطولة من مرحلة المجموعات مبكرا، ولكن خدمتها نتائج المجموعات الأخرى لتصعد ضمن 4 منتخبات هم أفضل من احتلوا المركز الثالث في مجموعات البطولة الـ6.وتمكن المدرب إميرس فاي، الذي تولى المهمة خلفا للفرنسي المُقال جان لويس غاسكيه، حيث تمت الإطاحة به بعد الخسارة أمام غينيا الاستوائية بـ4 أهداف نظيفة في مرحلة المجموعات، من قيادة الفريق نحو النهائي، ومن ثم الفوز باللقب، بعد أن أطاح بحامل اللقب السنغالي، ثم منتخب مالي ومنتخب الكونغو الديمقراطية، قبل الفوز على نيجيريا في النهائي.نيجيريا تتقدموصنع اللاعب ويليام تراست إيكونغ لحظة مميزة في تاريخ البطولة، حيث استقبلت كوت ديفوار أول هدف في شباكها في تاريخ ظهورها بالمباراة النهائية.وسجل قائد نيجيريا هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 38 من عمر اللقاء بضربة رأسية متقنة، ليضع "النسور" في المقدمة، ويقرّبهم من اللقب القاري الرابع. ولمع قائد منتخب نيجيريا إيكونغ بأكثر من رقم مميز حيث سجل الهدف رقم 70 في تاريخ المباريات النهائية لكأس أمم إفريقيا، وبات اللاعب رقم 50 الذي يهز الشباك في نهائي المونديال القاري.ورفع مدافع باوك سالونيكا اليوناني رصيده إلى 3 أهداف في النسخة الحالية، و5 أهداف بقميص نيجيريا في كأس أمم إفريقيا، ليصبح أكثر مدافعي نيجيريا تسجيلا للأهداف في البطولة متفوقا على النجم الراحل ستيفن كيشي.وسجل كيشي 4 أهداف، علما بأنه قاد نيجيريا مدربا لآخر تتويج بكأس أمم إفريقيا في نسخة عام 2013 التي أقيمت في جنوب إفريقيا.كوت ديفوار تقلب الطاولةوكما كان هدف إيكونغ تاريخيا، كذلك كان هدف التعادل الذي سجله فرانك كيسيه في الدقيقة 62، من رأسية قوية، حيث بات أول هدف إيفواري في تاريخ مبارياتهم النهائية. وترجمت كوت ديفوار هيمنتها على المباراة خلال الشوط الثاني بتسجيل الهدف الثاني، الذي جاء بتوقيع سيباستيان هالر قبل 9 دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وباتت قصة هالر ملهمة، حيث عاد بعد التعافي من مرض السرطان قبل عام ونصف، ليكون صاحب بصمة هدف الفوز في التتويج القاري الثالث لبلاده.ركلات الترجيح لا تبتسم دائمالم تضطر كوت ديفوار للانتظار حتى ركلات الترجيح في هذه المرة، وحققت اللقب الثالث بعد أن حسمت الأمور خلال الوقت الأصلي.وخلال 4 مرات سابقة بالمباراة النهائية، لم تُسجّل كوت ديفوار من قبل كما لم تستقبل شباكها أهداف، حيث حُسم اللقب في المناسبات الـ4 بركلات الترجيح.وحققت كوت ديفوار أول لقب في تاريخها في نسخة عام 1992 في ضيافة السنغال، حين تفوقت في النهائي على غانا بركلات الترجيح التي انتهت بنتيجة 11-10، وذلك بعد الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.وتكرّر الأمر في نسخة عام 2006، ولكن هذه المرة خسر "الأفيال" أمام مضيفهم المصري بنتيجة 2-4.وفي 2012، حقّقت زامبيا لقبها القاري الأول على حساب كوت ديفوار بنتيجة 8-7 بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.وعادت كوت ديفوار في 2015 لتحقّق لقبها القاري الثاني في 2015 بغينيا الاستوائية، حين تفوّقت في النهائي على غانا بنتيجة 9-8 في ركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.(المشهد)