بدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق داخل النادي الأهلي المصري، في ظل تراجع الأداء الفني للفريق وتزايد الانتقادات الجماهيرية للمدير الفني الحالي، السويسري مارسيل كولر. وفي الوقت الذي يتحضر فيه الأهلي لمواجهة مصيرية أمام ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بدأت أصوات تتعالى داخل مجلس الإدارة للمطالبة بتغيير الجهاز الفني قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة. وسط هذه الأجواء، تصدر اسم البرتغالي جوزيه غوميز، المدير الفني الحالي لفريق الفتح السعودي، حديث وسائل الإعلام المصرية والعربية، بعد تقارير عن دخول الأهلي في مفاوضات معه لخلافة كولر. هل يقود غوميز الأهلي؟ في ذلك السياق، كشف الإعلامي إبراهيم عبدالجواد ، عبر حساباته على منصتي "فيسبوك" و"إكس"، أن المفاوضات بين الأهلي وغوميز بدأت منذ منتصف يناير 2025، مشيرًا إلى أن الاتفاق بات قريبًا. في المقابل، نقلت صحيفة "المصري اليوم" تصريحات من داخل النادي الأهلي تنفي وجود تواصل رسمي حتى الآن مع المدرب البرتغالي، مع تأكيد أن اسمه مطروح بالفعل ضمن قائمة المرشحين، وأنه يحظى بدعم داخل مجلس الإدارة بفضل خبراته السابقة في الكرة المصرية والإفريقية. الشرط الجزائي.. وعقد الفتح السعودي يمتلك جوزيه غوميز عقدًا مع نادي الفتح يتضمن شرطًا جزائيًا بقيمة مليون و200 ألف دولار، وهو ما يمثل أحد العوائق المحتملة أمام انتقاله إلى القلعة الحمراء. ووفق مصادر إعلامية سعودية، فإن التفاوض الرسمي لم يبدأ بعد، لكن تمت بالفعل تواصلات غير رسمية لاستطلاع رأي المدرب بشأن مستقبله. موقع "شووت" السعودي أشار إلى أن غوميز أبدى ترحيبًا مبدئيًا بتدريب الأهلي، لكنه فضل التركيز في الوقت الراهن على مهمته الحالية مع الفتح، الذي يقاتل من أجل البقاء في دوري روشن، حيث يحتل الفريق المركز الـ14 برصيد 26 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن مراكز الهبوط، ويواجه تحديًا كبيرًا في مباراته المقبلة أمام الاتحاد المتصدر. وتشير تقارير صحفية إلى وجود بند في عقد غوميز يسمح بتمديده لموسم إضافي بشرط موافقة الطرفين، ما يمنح المدرب حرية المغادرة حال تلقيه عرضًا مناسبًا، وهو ما يعزز احتمالية انتقاله لتدريب الأهلي في حال تم التوصل إلى اتفاق رسمي. مسيرة غوميز.. نجاحات عربية وقارية بارزة كان غوميز قد تولى تدريب الزمالك في بداية عام 2024 وقاد الفريق في 47 مباراة، حقق خلالها 27 فوزًا و9 تعادلات، مقابل 11 خسارة، وسجل الفريق تحت قيادته 91 هدفًا مقابل 64 هدفًا استقبلتها شباكه، ما يعكس فلسفة هجومية واضحة طبع بها أداء الفريق. ورغم قصر تجربته مع الزمالك، إلا أن غوميز نجح في كتابة اسمه في السجل القاري للنادي بحصد لقبين مهمين؛ هما كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي. في ديسمبر 2024، غادر غوميز الزمالك بشكل مفاجئ ليتولى تدريب الفتح السعودي، خلفًا للسويدي ينس غوستافسون، في توقيت كان فيه الفريق في وضع صعب للغاية، إذ حصد فوزًا واحدًا و3 تعادلات من أصل 14 مباراة.ومنذ قدومه، بدأ غوميز في تطبيق أسلوب هجومي جديد، ساهم في تحسين نتائج الفريق تدريجيًا رغم صعوبة المهمة. ويمتلك المدرب البرتغالي سجلًا طويلًا في الدوري السعودي، حيث سبق له تدريب التعاون في 3 ولايات مختلفة، بالإضافة إلى الأهلي السعودي في 2016، ما يمنحه أفضلية لإمكانية سرعة التأقلم. الأهلي يفكر في المستقبل.. وكولر يواجه الضغوط وفي الوقت الذي يخوض فيه الأهلي مرحلة حساسة محليًا وقاريًا، يبقى مستقبل مارسيل كولر معلقًا بين الدعم الإداري من بعض الأطراف، ورغبة جماهيرية متصاعدة بالتغيير، خاصة مع اقتراب المشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية التي تحتاج، بحسب البعض، إلى جهاز فني جديد يمتلك الطموح والتجربة. مع اقتراب حسم الأمور على مستوى البطولات القارية والمحلية، وتزايد الحديث عن أسماء بديلة أبرزها جوزيه غوميز، تبدو الفترة المقبلة حاسمة في تحديد هوية المدير الفني الذي سيقود الأهلي نحو استحقاقاته الكبرى المُقبلة.(المشهد)