يعيش المغاربة منذ مساء الأربعاء، فرحة الفوز بتنظيم كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال، بعد إعلان الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم، أنّ الملف المشترك بين هذه الدول، هو الملفّ الوحيد المرشح للفوز بتنظيم كأس العالم 2030، يأتي ذلك بعد انسحاب الملفّ الأميركيّ الجنوبي، واكتفائه برمزية تنظيم المباريات الـ3 الأولى احتفاءً بمئوية كأس العالم التي انطلقت في الأوروغواي عام 1930.وزفّ العاهل المغربيّ الملك محمد السادس الخبر للشعب المغربيّ عبر بيان للديوان الملكيّ جاء فيه: "مجلس الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم قرّر بالإجماع اعتماد ملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لاستضافة كأس العالم 2030 لكرة القدم".وأضاف البيان، "هذا القرار يُمثّل إشادة واعترافًا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى".La FIFA a annoncé ce mercredi que la Coupe du monde 2030 sera organisée conjointement par le Maroc, l'Espagne et le Portugal. À la suite de cette décision, Gianni Infantino, président de la FIFA, a expliqué dans une vidéo les raisons qui ont conduit à ce choix unanime en faveur… pic.twitter.com/Ai7yRFsVTl— TelQuel (@TelQuelOfficiel) October 4, 2023 مونديال 2030.. حلم المغاربةويمثّل الفوز بتنظيم كأس العالم بعد 6 محاولات سابقة و3 عقود، تجسيدًا للحلم الذي راود المغاربة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت أوّل محاولة عام 1994، قبل أن يقترب المغرب كثيرا عام 2010 ويخسر أمام جنوب إفريقيا. ويؤكد هذا الانتصار الكبير للملفّ المغربي مرة أخرى، الثقة الكبيرة التي يخصّ بها الاتحاد الدوليّ المملكة المغربية، بعد أن منحها سابقا شرف تنظيم كأس العالم للأندية في 3 مناسبات، كما يحظى المغرب بعلاقة رائعة مع رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، الذي يعتبر المغرب شريكًا رئيسًا في تطوير كرة القدم الإفريقية.الصحفي الرياضي هشام رمرام تحدث لمنصة "المشهد"، عن أهمّ نقاط قوة هذا الملف، وعن كواليس هذا الاختيار الذي يأتي بعد محاولات عديدة، بدأت منذ عقود، حاول خلالها المغرب كسب تنظيم كأس العالم، لكنّه فشل، وعاد بإصرار أكبر ليحقق حلمًا انتظره الشعب المغربيّ بشوق كبير.وقال هشام رمرام: "الخبر فاجأ الجميع، طبعا على نحو إيجابي، والمغرب استحقّ هذا الانتصار الرياضيّ الكبير، الذي يمثّل لحظة فارقة في تاريخ الرياضة المغربية".تنظيم المغرب لكأس العالم 2030وأوضح رمرام في معرض حديثه عن الموضوع، أنّ المغرب مثّل نقطة قوة هذا الملف، بعد أن كان أوّل من أعلن عن الترشح خلال مؤتمر الفيفا في شهر مارس الماضي، وهو أوّل من أعلن أيضًا عن اعتماد الملف الثلاثيّ كملف وحيد مرشح لتنظيم كأس العالم 2030.ويعتبر الصحفي المغربي هشام رمرام الذي عاصر جميع المحاولات السابقة من أجل تنظيم كأس العالم، أنّ: العمل الدبلوماسيّ الذي قام به المغرب في السنوات الأخيرة، لعب دورا مهمًا في ترجيح كفّة الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. قدرة الاتحاد المغربيّ على الحصول على أصوات القارة الإفريقية والتي تتجاوز الـ50 صوتا، بالإضافة إلى الدعم الكبير من الدول العربيّة، جعل المنافسة صعبة بالنسبة لاتحاد أميركا الجنوبية، الذي دعم الملف الثلاثيّ بين الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي.ملاعب المغرب في كأس العالم 2030ويرى رمرام أنّ تفعيل آلية الدبلوماسية الرياضية، والمساهمة بشكل مسؤول في تطوير الكرة الإفريقية، ساهم في تحقيق هذا النجاح، الذي ينبني أيضا على معطيات واقعية تهمّ البنيات التحتية التي شهدت طفرة نوعية في السنوات الأخيرة.ويتابع: "هناك ملاعب مشيّدة وفنادق جاهزة لاستيعاب الجماهير التي ستأتي من أجل تشجيع منتخباتها، ثم هناك سهولة التنقل بين المدن من خلال مختلف وسائل التنقل، إذ تتوافر جميع المدن المقترحة من أجل تنظيم المونديال، على مطارات دولية".ويضيف: "يوفر المغرب سرعة التنقل بين طنجة في شمال المملكة والعاصمة الرباط ثم الدار البيضاء، عبر القطار الفائق السرعة، الذي يؤمّن رحلات على مدار الساعة لا تتجاوز الساعتين، بالإضافة إلى شغف الجماهير المغربية بكرة القدم". ويستعد المغرب لتقديم 6 ملاعب مبدئيا من أجل تنظيم كأس العالم، حيث ستخضع الملاعب الموجودة في مختلف المدن المغربية، إلى تحسين كبير على مستوى المرافق الأساسية وسعتها، في وقت يعاد بناء ملعب العاصمة الرباط، كما يشيّد ملعب جديد وهو الملعب الرئيس في الملف المغربيّ بمدينة الدار البيضاء.ملعب الدار البيضاء الكبير تصل قدرته الاستيعابية إلى أكثر من 90 ألف متفرج.ملعب الرباط الذي يعاد تشييده تحضيرا لكأس أمم إفريقيا 2025، يسع أكثر من 70 ألف متفرج.ملعب مدينة فاس أكثر من 45 ألف متفرج.ملعب مدينة مراكش أكثر من 50 ألف متفرج.ملعب مدينة أكادير أكثر من 50 ألف متفرج.ملعب مدينة طنجة أكثر من 80 ألف متفرج.وختم رمرام حديثه عن قدرة المغرب على إنجاح هذه النسخة المميزة من كأس العالم، التي تتزامن مع مرور 100 عام على إنشاء البطولة لأوّل مرة في الأوروغواي، وأنّ 7 سنوات كافية من أجل التحضير المثاليّ لتنظيم بطولة تاريخيّة، ستترك أثرا كبيرًا في المجتمع المغربي.(المشهد)