سيناريوهات تأهل أو إقصاء المنتخبات العربية المشاركة في كأس أمم إفريقيا كوت ديفوار 2023، موضوع يطرح نفسه بقوة في منتديات النقاش على منصات التواصل الاجتماعي وبين الجماهير الرياضية المتابعة لهذه المسابقة التي استهلتها المنتخبات العربية بأداء غير مقنع مما جعلها تدخل في دائرة الحسابات الضيقة لضمان التأهل للدور ثمن النهائي.حسابات ضيقةباستثناء منتخب المغرب الذي رغم تعادله في الجولة الثانية من دور المجموعات ما يزال يحتل صدارة المجموعة السادسة وتبقى حظوظه في التأهل لدور الـ16 كاملة، فرطت المنتخبات العربية الأربع التي تشارك في النسخة الـ34 من نهائيات كأس أم إفريقيا في فرص سانحة لضمان العبور للدور الثاني من المسابقة، والحديث هنا عن منتخب مصر أكبر المنتخبات العربية والإفريقية تتويجا باللقب القاري والذي عجز عن مسايرة إيقاع الكان الإفريقي في هذه النسخة رغم تواضع المنتخبات التي وضعتها القرعة بجانبه والتي أبانت عن أداء غير مسبوق بسبب تواجد الفراعنة إلى جانبه، إذ كان الصراع على التأهل تحديا يكسب على الميدان وليس فوق الورق والتاريخ.ويبدو أن منتخب الجزائري يسير على إيقاع منتخب مصر، إذ لم يحالف الحظ رفاق رياض محرز في هذه النسخة وباتوا مهددين بتوديعها من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي بعدما فشلوا في كسب النقاط الكاملة لأي مواجهة من المباراتين الأولى والثانية، واكتفوا بالتعادل.أما منتخب تونس الملقب بنسور قرطاج، فلا تبدو وضعيته أفضل من منتخبات مصر والجزائر، حيث بدا نسور قرطاج تائهين وغير قادرين على تجاوز الاعتماد على الحظ الذي رافقهم طية عقود من الزمن خلال منافستهم على الألقاب، وباتوا مهددين بدورهم بتوديع هذه النسخة من أمم إفريقيا من الدور الأول بعدما عجزوا عن تحقيق انتصار واحد في المجموعة الخامسة التي تضم مالي وجنوب إفريقيا وناميبيا. ولا يوجد ما يضمن لمنتخب موريتانيا البقاء في المنافسة على التأهل للدور الثاني في كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته سوى تجاوز عقبة الجزائر في موقعة الثلاثاء، وانتظار ما ستسفر عنه باقي مواجهات المجموعة الرابعة وانتهاء مباريات باقي المجموعات الأخرى التي سيتحدد فيها أصحاب أفضل مركز ثالث.في آخر مباريات دور المجموعات، سيكون الحسم، وسيحدد مصير المنتخبات العربية في هذه النسخة التي تستضيفها كوت ديفوار إلى غاية 10 فبراير المقبل في ظروف مناخية كان لها تأثير مباشر على أداء الكثير من المنتخبات بسبب برمجة بعض المباريات في درجات حرارة ورطوبة عاليتين.حظوظ مجموعة الجزائر وموريتانياسيكون الجمهور العربي على موعد مع قمة مغاربية بين الجزائر وموريتانيا لا تقبل القسمة على اثنين، إذ سيكون الصراع على النقاط الثلاث هو محور هذه المواجهة التي ستجمع بين الشقيقين الباحثين عن الخروج من عنق الزجاجة والتأهل للدور الثاني.وكان المنتخب الجزائري قد اكتفى بتعادلين مع أنغولا وبوركينا فاسو، بينما خسر منتخب موريتانيا أمام بوركينا فاسو وأنغولا، لتكون مباراة الثلاثاء بين ثعالب الصحراء والمرابطين هي الموقعة الفصل التي ستحدد مصيرهما معا في هذه المسابقة.ويحتاج منتخب الجزائر للفوز وانتظار خسارة أنغولا أو بوركينا فاسو في المباراة الثانية ليحصد المركز الثاني، أما في حال تعادلهما سيتم النظر إلى فارق الأهداف بين الفرق الثلاثة لحسم المتأهلين.أما في حال تعادل الجزائر مع موريتانيا، وأيا ما كانت نتيجة المباراة الثانية، سيعني هذا بقاء موريتانيا في ذيل ترتيب المجموعة وخروجه من الدور الأول للمرة الثالثة على التوالي، بينما سيدخل منتخب الجزائر في حسابات معقدة، حيث سيبقيه أيضًا في المركز الثالث برصيد 3 نقاط وينتظر هدايا المنافسين لحجز إحدى 4 بطاقات كأفضل ثوالث. وفي حال فوز موريتانيا بنقاط المواجهة، فستصعد للمركز الثالث وانتظار الحسم في التأهل للدور ثمن النهائي ضمن أفضل مركز ثالث في المجموعات الست.فرص معقدة لتأهل منتخب مصروضعية الجزائر لا تختلف كثيرا عن وضع منتخب مصر صاحب 7 ألقاب في كأس أمم إفريقيا وأحد المنتخبات لمرشحة لإضافة لقب ثامن في خزانته في هذه النسخة، إذ يعاني منتخب مصر من سوء بداية في الكان الإفريقي بعدما لم يحالفه الحظ في تجاوز عقبتي موزمبيق وغانا اللذين أجبراه على التعادل.ويحتاج منتخب مصر للفوز بأي شكل من الأشكال في مباراته الأخيرة في المجموعة الثالثة التي ستجمعه بالمتأهل سلفا منتخب الرأس الأخضر الذي حقق انتصارين في مفاجأة مدوية في هذه النسخة من الكان. ويحتل منتخب مصر وصافة المجموعة الثانية برصيد نقطتين، بينما يتربع الرأس الأخضر على الصدارة بـ6 نقاط، فيما يحتل منتخبي غانا وموزمبيق المركزين الثالث والرابع برصيد نقطة وحيدة.وسيكون المنتخب المصري مجبرا على تحقيق 3 نقاط خلال مواجهة الرأس الأخضر لتفادي أي سيناريو غير مرغوب فيه من طرف الجماهير المصرية والعربية التي تعقد الأمل على بديل محمد صلاح لإخراج الفراعنة من هذا المأزق.ويمكن لمنتخب مصر التأهل للدور الثاني من كأس أمم إفريقيا في حال فوزه مصر على الرأس الأخضر، وهو ما سيؤهله كصاحب المركز الثاني بغض النظر عن نتيجة لقاء موزمبيق وغانا.في حالة تعادل منتخب مصر مع الرأس الأخضر فسيكون المنتخب المصري أمام احتمالين: الاحتمال الأول: وهو أن تنتصر غانا أو موزمبيق بالمباراة وفي هذه الحالة يصبح للفراعنة 3 نقاط بينما يتأهل المنتصر من غانا وموزمبيق إلى الدور القادم برصيد 4 نقاط.الاحتمال الثاني: أن يتعادل منتخبي موزمبيق وغانا، وحينها سيتأهل الفراعنة بثلاث نقاط في المركز الثاني.وفي حالة خسارة منتخب مصر أمام الرأس الأخضر، فسيكون الفراعنة أمام احتمالين كذلك للتأهل للدور الثاني من كأس أمم إفريقيا، وهما:الاحتمال الأول: فوز غانا أو موزمبيق في اللقاء وفي هذه الحالة يتأهل المنتصر في المركز الثاني ويبقى منتخب مصر برصيد نقطتين على أمل التأهل كأفضل ثوالث، وهو أمر يبدو جد صعب بالنظر لنتائج مباريات باقي المجموعات، وقد تغادر مصر البطولة من دورها الأول.الاحتمال الثاني: في حال تعادل غانا وموزمبيق فإنّ فارق الأهداف فقط من يحدد من صاحب المركز الثاني بين غانا وموزمبيق ومصر ومن ينتظر أفضل ثوالث.حظوظ منتخب تونستعقدت حسابات منتخب تونس في كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، بعد التعادل (1-1) مع منتخب مالي، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة، وهو التعادل الذي جاء بطعم الخسارة، خصوصا بعد الهزيمة المفاجئة أمام منتخب ناميبيا في المباراة الأولى.ويحتل منتخب تونس المركز الأخير في المجموعة الخامسة، وراء كل من منتخبات ناميبيا الثالثة وجنوب إفريقيا الوصيفة، فيما يتصدر مالي المجموعة برصيد 4 نقاط.وإذا كانت المنتخبات العربية الأخرى تمتلك سيناريوهات عدة للتأهل للدور الثاني، فإن منتخب تونس لا يملك سوى سيناريو وحيد للتأهل إلى الدور المقبل من بطولة كأس الأمم الإفريقية، وهو تحقيق الفوز بنقاط المباراة الثلاث.ولا بديل لمنتخب تونس، عن تحقيق الفوز في المباراة المقبلة، أمام جنوب إفريقيا، للإبقاء على حظوظه في التأهل إلى دور الـ16، وانتظار نتائج تخدمه في مباراة الجولة الأخيرة في مجموعته وقد تمتد إلى باقي المجموعات الأخرى.ويتعيّن على منتخب تونس الاستماتة من أجل تحقيق الفوز أمام جنوب إفريقيا يوم الأربعاء المقبل، وانتظار خسارة ناميبيا أمام مالي لضمان التأهل وعدم توديع الكان من الدور الأول.حظوظ منتخب المغربعلى خلاف المنتخبات العربية الأربعة التي بصمت على أداء متواضع في بداية مشوارها في كأس أمم إفريقيا، كان المغرب هو الاستثناء، حيث فاز في مباراته الأولى أمام تنزانيا وسقط في فخ التعادل أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، لكن أسود الأطلس ما يزالون في صدارة المجموعة السادسة.وأجّل التعادل أمام الكونغو تأهل أسود الأطلس للدور الثاني، ليتأجل حسم المرور إلى هذه الدور إلى مواجهة زامبيا في الجولة الثالثة والأخيرة بالمجموعة السادسة المقررة يوم الأربعاء المقبل.ويحتل أسود الأطلس صدارة المجموعة السادسة برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين للكونغو الديمقراطية صاحبة المركز الثاني، وهو نفس رصيد زامبيا التي تحتل المركز الثالث، بينما يتذيل منتخب تنزانيا الترتيب برصيد نقطة واحدة. وسيكون المنتخب المغربي مطالبا بتحقيق الفوز في مواجهة زامبيا أو التعادل على أقل تقدير للمرور إلى ثمن نهائي المسابقة، حيث سيضمن الفوز صدارة المجموعة فحصد النقاط الثلاث يضمن له الصدارة. أما في حال تعادل نتخب المغرب أمام زامبيا فسيكون الحصول على نقطة أمرا غير محبذ، فعلى بالرغم من ارتفاع رصيد المنتخب المغربي إلى 5 نقاط، لكنه قد لا يضمن له الصدارة حال فوز الكونغو على تنزانيا بفارق أكثر من 3 أهداف.ويتأهل منتخب المغرب أيضا حال خسارته أمام زامبيا، مع حال تعادل الكونغو وتنزانيا، حيث إنه سيظل بـ4 نقاط في المركز الثاني بفارق نقطة، كما سيتأهل الأسود حال فوز تنزانيا على الكونغو، نظرا لتفوقهم على الفائز في المواجهات المباشرة التي يتم اللجوء إليها عند التساوي في النقاط.وعلى خلاف هذه السيناريوهات فإن النقاط الـ4 التي يتوفر عليها المغرب حاليا، وفي حال الخسارة وفوز الكونغو على تنزانيا قد تؤهله ضمن أفضل الثوالث وفقا لنتائج المجموعات الأخرى التي تصارع من أجل التأهل.(المشهد)