تتزايد الأحاديث داخل جدران النادي الأهلي المصري حول مستقبل المدير الفني السويسري مارسيل كولر، وذلك تزامنًا مع اقتراب مواجهة الفريق المرتقبة أمام ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا. ويأتي الحديث عن رحيل كولر وسط حالة من القلق الجماهيري بسبب تذبذب الأداء الفني للفريق مؤخرًا، خصوصًا بعد التعادل أمام بيراميدز في المرحلة النهائية من الدوري المحلي، وتراجع المستوى في عدة مباريات حاسمة. ومع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة بمشاركة تاريخية للأهلي، بدأت إدارة النادي في إعداد قائمة بأسماء مدربين محتملين لخلافة كولر، تحسبًا لرحيله عقب البطولة القارية، حيث ذكرت تقارير صحفية مصرية أن محمود الخطيب رئيس النادي، كلّف المدير الرياضي محمد رمضان، بإعداد ملف متكامل يضم أبرز الأسماء المتاحة فنيًا، في محاولة لاستباق أي سيناريو محتمل يخص الجهاز الفني. ونستعرض عبر هذا التقرير أسماء المدربين المرشحين لتدريب الأهلي خلفا للسويسري. أسماء المدربين المرشحين لتدريب الأهلي في ظل البحث عن مدرب يتناسب مع طموحات الأهلي في البطولة العالمية، برزت 6 أسماء تتصدر قائمة الترشيحات داخل القلعة الحمراء: ماركو روزة.. الرؤية الهجومية والحداثة الأوروبية يُعد الألماني ماركو روزة (48 عامًا) من أبرز الأسماء المرشحة، بفضل أسلوبه الهجومي الجذاب وتجربته الناجحة مع أندية لايبزيغ وبوروسيا دورتموند وريد بول سالزبورغ.ورغم افتقاره للتجربة الإفريقية، إلا أن سيرته الذاتية وتجاربه في البطولات الأوروبية تضعه ضمن خيارات الأهلي الطموحة. غير أن مطالبه المالية المرتفعة تمثل عقبة في طريق التعاقد، حيث يسعى الأهلي لتخفيضها من أجل إتمام الصفقة. روجر شميدت.. مكتشف المواهب وصاحب النجاحات الأوروبية المدرب الألماني الآخر، روجر شميدت (58 عامًا)، يدخل بقوة دائرة الترشيحات، خاصة بعد تتويجه بلقب الدوري البرتغالي مع بنفيكا وتجربته السابقة مع باير ليفركوزن وسالزبورغ، حيث اكتشف آنذاك المهاجم الشهير ساديو ماني.يُفضله بعض مسؤولي الأهلي على روزة، بسبب قدرته على التكيف ومرونته التكتيكية. جوزيه غوميز.. تجربة أفريقية وعربية مكتملة البرتغالي جوزيه غوميز، المدير الفني الحالي لنادي الفتح السعودي، يُعتبر أحد أقوى الأسماء على الطاولة. سبق له قيادة الزمالك لتحقيق كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي في عام 2024.وبحسب الإعلامي إبراهيم عبد الجواد، بدأت المفاوضات معه منذ منتصف يناير 2025، وقد بات قريبًا من التوقيع رسميًا، في حال رحيل كولر. غوميز يتمتع بخبرة واسعة في المنطقة العربية، وسبق له تدريب التعاون وأهلي جدة في الدوري السعودي. كارلوس كيروش.. عودة صاحب الخبرة الكبيرة كيروش (71 عامًا)، المدرب البرتغالي المخضرم، يُعد اسمًا مألوفًا للجمهور المصري بعد تجربته الناجحة نسبيًا مع منتخب مصر، حين قاده إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021 وكان قريبًا من التأهل إلى مونديال 2022.يملك كيروش سيرة تدريبية ذهبية تشمل ريال مدريد ومانشستر يونايتد ومنتخبات عالمية. أسلوبه الدفاعي المنظم قد يُناسب التحديات القارية، لكنه قد يتعارض مع رغبة الجماهير في كرة هجومية ممتعة. رينيه فايلر.. الاسم المألوف والعودة المحتملة رينيه فايلر (51 عامًا)، المدير الفني السابق للأهلي، لا يزال يحظى بدعم شريحة من الجماهير، بعدما قاد الفريق للتتويج بلقبي الدوري وكأس مصر في موسم 2019-2020.لكنّ خروجه المفاجئ من الفريق وقت انتشار جائحة كورونا لا يزال يشكّل عائقًا أمام عودته، خاصة في ظل التحفظات التي أبدتها إدارة الأهلي، وعلى رأسها محمود الخطيب. يعمل فايلر حاليًا مديرًا رياضيًا في نادي سيرفيت السويسري، ما يجعل عودته فنيًا واردة إذا لم تُتوصل لاتفاق مع الأسماء الأوروبية الأخرى. يورغن كلوب.. الاسم الحالم والمستبعد يورغن كلوب، المدرب الأسطوري السابق لليفربول، يُعد حلمًا جماهيريًا أكثر من كونه خيارًا واقعيًا.ورغم ترديد اسمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وربطه بإمكانية تدريب الأهلي، فإن مصادر داخل النادي نفت أي مفاوضات معه، خاصة وأنه يشغل حاليًا منصبًا إداريًا في شركة "ريد بول" لكرة القدم العالمية، كما أن مطالبه المالية تفوق بكثير ميزانية الأهلي التدريبية. صراع بين المدرسة الأوروبية والخبرة المحلية وفقًا لما نقلته صحيفة "اليوم السابع"، يشهد قطاع الكرة في الأهلي انقسامًا بين تيار يرغب في التعاقد مع مدرب أوروبي مميز لم يسبق له العمل في إفريقيا (مثل روزة أو شميدت)، وتيار آخر يُفضل مدربًا يمتلك خلفية عن الكرة الإفريقية والعربية (مثل كيروش أو فايلر أو غوميز)، لضمان سرعة التأقلم قبل المشاركة في كأس العالم للأندية. الإعلامي أحمد شوبير أكد أيضًا أن الأهلي لم ينتظر كثيرًا لفتح باب التفاوض، بل بدأ في التواصل مع بعض المدربين منذ الموسم الماضي، نتيجة حالة التذبذب الفني والإداري التي تُحيط بمسيرة كولر.وأوضح شوبير أن الخطيب لا يزال متمسكًا بمنح كولر فرصة أخيرة في مواجهتي صن داونز، قبل اتخاذ القرار النهائي. كل الأنظار على مواجهتي صن داونز تُقام مباراة الذهاب أمام صن داونز يوم الجمعة 18 أبريل، على أن تُلعب مباراة الإياب يوم 25 من الشهر ذاته. وستكون هاتان المواجهتان حاسمتين في تحديد مستقبل كولر، حيث تعول الإدارة على نتيجة المباراتين لاتخاذ قرارها النهائي، سواء بالإبقاء على المدرب السويسري حتى نهاية الموسم أو بدء مرحلة جديدة مع مدرب جديد استعدادًا لخوض غمار كأس العالم للأندية. ومع أسماء مثل بورتو البرتغالي، بالميراس البرازيلي، وإنتر ميامي الأميركي في الطريق، تبدو حاجة الأهلي ملحة لمدير فني يجمع بين الخبرة التكتيكية والتأقلم السريع مع أجواء الفريق.(المشهد)