أعلن نادي ليفربول الإنجليزي صباح الجمعة، رسميًا تجديد عقد نجمه المصري محمد صلاح لعامين إضافيين، حتى صيف 2027، في خطوة وضعت حدًا للتكهنات حول مستقبله مع الفريق. الإعلان جاء عبر حسابات النادي على مواقع التواصل برسالة طريفة حملت عبارة: "أقرب للبقاء من الرحيل"، في إشارة ساخرة إلى تصريحات سابقة لصلاح عبّر فيها عن شعوره بأنه "أقرب للمغادرة" خلال فترة من التوتر حول مصيره في نوفمبر الماضي، عقب تسجيله هدفين حاسمين في مباراة ساوثهامبتون. عام من التفاوض المُرهق وبينما كانت إدارة ليفربول تشعر دومًا بالثقة في إمكانية التوصل لاتفاق، لم تكن الطريق ممهدة. المفاوضات استغرقت ما يقرب من عام، دون اختراق مفاجئ أو لحظة فاصلة، بل كانت أشبه بمسار متعرج تخللته مشاعر متضاربة من الحذر والثقة. وفقًا لشبكة "ذا أثليتك"، صلاح وقّع عقدًا جديدًا دون أي شروط فسخ أو بنود خروج، بشروط مالية تُبقيه، بحسب ما تؤكده مصادر مطلعة، ثاني أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الإنجليزي بعد نجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند، مع حزمة مالية متغيرة قد تصل إلى مليون جنيه إسترليني أسبوعيًا، شاملة المكافآت والحوافز والرعايات الخارجية. دور رامي عباس.. جولات بين دبي وإنجلترا المحامي الكولومبي رامي عباس، وكيل أعمال محمد صلاح، كان لاعبًا محوريًا في هذا الملف، كما جرت العادة في تعاملاته السابقة مع ليفربول. وذكرت "ذا أثليتك" أن عباس يفضل اللقاءات المباشرة ويتجنب المكالمات الهاتفية، وهو ما جعل المفاوضات تتطلب رحلات متعددة من المدير الرياضي الجديد ريتشارد هيوز إلى دبي، لمقابلته شخصيًا. في اللقاء الأول بين الطرفين في سبتمبر، كان عباس صريحًا حين قال إن صلاح يرغب بالبقاء، لكن قلقه كان يتمحور حول مدى استعداد النادي للحفاظ على المقابل المالي المرتفع. عباس تساءل في قرارة نفسه: "هل لا يزال ليفربول يُقدّر صلاح كما في السابق؟".ورغم ارتياحه من اللقاء، شعر أن الخطوات العملية لم تبدأ بعد، وأن هناك افتقارًا للجدية. هذا الشك دفع صلاح للتحدث علنًا عقب مباراة ساوثهامبتون قائلًا: "أنا أقرب للرحيل منه للبقاء"، في رسالة مقصودة للضغط على الإدارة. في المقابل، التزم النادي الصمت حيال مسار التفاوض، حيث رأى هيوز أن الحديث العلني سيعقّد الأمور على الجميع، من صلاح نفسه إلى المدرب الجديد آرني سلوت، الذي تولى المهمة بعد رحيل يورغن كلوب. بين ليفربول والسعودية مع دخول عام 2025، بدأت الخيارات تتقلص، وبات واضحًا أن صلاح سيبقى إما في ليفربول أو ينتقل إلى أحد أندية الدوري السعودي، أبرزها الهلال، الذي كان يطمح لضمه استعدادًا لكأس العالم للأندية. ورغم عدم تلقي عباس عرضًا مكتوبًا من السعودية، فإن التوقعات كانت تشير إلى أن العرض سيأتي متى اتضح أن صلاح لن يجدد عقده مع "الريدز". في المقابل، كان اللعب في السعودية خيارًا غير مثالي لصلاح على المدى القصير، نظرًا لكون الدوري لا يزال في طور النمو، ولكونه معتادًا على الحياة الهادئة في إنجلترا حيث تعيش عائلته في مقاطعة تشيشير، وسط احترام لخصوصيتهم. الحديث عن انتقال محتمل إلى باريس سان جيرمان لم يلقَ تجاوبًا رسميًا من النادي الفرنسي، أما الدوري الأميركي، فبقي حلمًا مؤجلًا دون تحركات حقيقية. ومع استبعاد صلاح للانتقال إلى أندية إنجليزية منافسة، تضيق الدائرة حول خيار وحيد.. ليفربول.الموسم الاستثنائي يحسم القرار مع صعود ليفربول إلى صدارة الدوري الإنجليزي واحتلاله المركز الأول في دوري الأبطال الجديد، شعر صلاح أن هذا الموسم يمثل فرصة تاريخية. أداء الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي يتمتع بعقلية هجومية تناسب طموحات اللاعب المصري، زاد من رغبته في البقاء. العلاقة بين صلاح وسلوت توطدت سريعًا، خصوصًا مع فلسفة المدرب الذي لا يتذرع بضغط المباريات، بل يتبنى ثقافة الفوز المستمر. هذه الروح نالت احترام النجم المصري، على عكس فلسفة كلوب السابقة التي كانت تميل لتقديم الأعذار.في خلفية المشهد، كانت إدارة "فينواي سبورتس غروب"، المالكة للنادي تُشرف عن كثب على المفاوضات، وتحرص على ألا تخرج الأمور عن إطار السياسة المالية المستدامة للنادي، رغم الاستعداد لتقديم استثناءات في حالات خاصة مثل صلاح. الإعلان الرسمي.. تتويج لمسار طويلالإعلان الرسمي جاء في فيديو تم تصويره مساء الخميس، ظهر فيه صلاح جالسًا على عرش تحت أضواء ملعب "أنفيلد"، في لحظة درامية عكست أهمية القرار للنادي واللاعب. الفيديو لاقى تفاعلًا واسعًا، خصوصًا بعد أن صرّح صلاح بأن ابنته "مكة" كانت الأكثر سعادة بقرار بقائه، لأنها لا تريد ترك أصدقائها ومدرستها.(ترجمات)