لا يرى الإيفواري إميرسي فاي، المدير الفني لمنتخب بلاده، أن المعجزات تُعد تفسير منطقي لنجاح منتخب بلاده في بطولة كأس أمم إفريقيا 2023.وإن كان يبدو كل شيء قريبا إلى المعجزات والدراما، بداية من تأهل جاء من تحت الأنقاض في مرحلة المجموعات، مرورا بإقصاء حامل اللقب السنغالي في دور الـ16، ثم التفوق في سيناريو مثير على مالي في ربع النهائي، وكل ذلك تحت قيادة مدير فني تولى المسؤولية بداية من المراحل الإقصائية بشكل طارئ، بدلا من الفرنسي المُقال جان لويس غاسكيه، فلا يزال المدرب الإيفواري يرى أن ذلك ليس مُبررا للتقليل مما حققه منتخبه.وقال فاي خلال المؤتمر الصحفي قبل مباراة الكونغو الديمقراطية في الدور نصف النهائي: "من الخطأ الاعتقاد أن تقدمنا في البطولة جاء عن طريق المعجزات فقط".وتابع: "مواجهة الكونغو الديمقراطية لن تكون سهلة. أؤكد على تحسن الأداء بعد أن كنا على وشك الخروج من البطولة ولكن اللاعبين والجهاز الفني والجميع قاموا بدور كبير حتي نصل لهذا الدور".أليست معجزة؟بلغ المنتخب الإيفواري الدور نصف النهائي بعد أكثر من معجزة كروية، حيث افتتح مشواره بانتصار مُبشّر على غينيا بيساو بهدفين نظيفين، قبل أن يأتي الانهيار الذي عصف بمسيرة المدير الفني الفرنسي غاسكيه.خسر المنتخب المضيف بهدف نظيف أمام نيجيريا، ثم برباعية نظيفة وقاسية أمام غينيا الاستوائية.أفلت منتخب "الأفيال" من شبح الخروج المبكر من الدور الأول بانتزاع آخر البطاقات المؤهلة للدور الثاني كأفضل 4 فرق تحتل المركز الثالث في المجموعات الـ6.تسلم إميرس فاي المهمة بشكل مؤقت، محاولا إصلاح ما أفسده الفرنسي، فوجد نفسه في مواجهة حامل اللقب السنغالي، ولكن رجاله قدموا مباراة رائعة ليتجاوزا "أسود التيرانغا" بركلات الترجيح، بعد تعادل إيجابي مثير بنتيجة 1-1.وبسيناريو آخر مثير، تجاوز المنتخب الإيفواري نظيره مالي بنتيجة 2-1، بعد تسجيل هدفين في الثواني الأخيرة من الشوط الثاني والشوط الإضافي الثاني.قبل مباراة فارقة، يدرك المدرب دوافعه، حيث قال اللاعب السابق للأفيال في كأس أمم إفريقيا 2006: "لم أنجح في التتويج بالبطولة كلاعب، إنه واجب والتزام شخصي أن أحققها كمدرب".التاريخ يميل للأفياليلتقي منتخبا كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية للمرة السادسة تاريخيا في البطولة القارية، والثانية تحديدا في الدور نصف النهائي، وكل المؤشرات تميل إلى "الأفيال".حقق الإيفواريون انتصارين، مقابل تعادلين، وانتصار وحيد للكونغو الديمقراطية، خلال المواجهات الـ5 السابقة.وحسم المنتخب الإيفواري المواجهة الأولى لصالحه بنتيجة 3-0، في نسخة عام 1965 بينما تعادل الفريقان بنتيجة 1-1، في نسخة عام 1988، وحققت الكونغو الديمقراطية فوزها الوحيد بنتيجة 3-1 في نسخة 2002.بينما كانت المواجهة الأخيرة في نصف نهائي نسخة 2015، في سيناريو مشابه لمواجهة الأربعاء، حيث فاز منتخب "الأفيال" بنتيجة 3-1، ليتأهل ويفوز باللقب للمرة الثانية والأخيرة في مسيرته.تميمة الحظويأمل منتخب الإيفواري أن يكرر نفس السيناريو، وتخدمه تميمة حظ في النسخة الحالية ليتوج باللقب على أرضه ووسط جماهيره بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج في الدور الأول.ويرتكز منتخب "الأفيال" على عدد من العناصر البارزة خاصة ثنائي الوسط سيكو فوفانا وفرانك كيسي والجناحين نيكولاس بيبي وماكس غراديل، مع الظهيرين سيرجي أورييه وغيسلان كونان.في المقابل سيغيب عن صفوف المنتخب الإيفواري مدافعه أوديلون كوسونو والمهاجم عمر دياكيتي بعد حصولهما على بطاقة حمراء في مباراة مالي في ربع النهائي.بطل سابقلا يمكن اعتبار الكونغو الديمقراطية منافسا سهلا، ويدرك المدرب فاي ذلك بالفعل.وعلى الرغم من عدم تحقيق أي انتصار مباشر قبل بلوغ الدور ربع النهائي، إلا أن الكونغو الديمقراطية قدّمت نسخة تكتيكية مميزة لا يُستهان بها.حقق الفريق 3 تعادلات خلال المجموعة السادسة، وكانت المباراة الأبرز أمام منتخب المغرب.ونجح فريق المدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر في إقصاء منتخب مصر، الأكثر تتويجا باللقب، من دور الـ16، من خلال ركلات الترجيح التي ابتسمت للكونغوليين، بعد التعادل الإيجابي 1-1 خلال الوقتين الأصلي والإضافي.وحققت الكونغو الديمقراطية انتصارها الأول في البطولة في ربع النهائي بعد أن تفوقت على غينيا بنتيجة 3-1.ويراهن المدرب ديسابر على أسلحته الهجومية، يوان ويسا وسيدريك باكامبو وميشاك إيليا وثيو بونجوندا، مع قلب الدفاع وقائد الفريق تشانسيل مبيمبا.ويطمع المنتخب الكونغولي في إيقاف المسيرة الإعجازية لنظيره الإيفواري حالما بالوصول للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 50 عاما حيث سبق أن توج باللقب مرتين في عامي 1968 و1974، بمسماه القديم "زائير".موعد مباراة كوت ديفوار والكونغو الديمقراطيةتنطلق صافرة البداية بين الفريقين في نصف النهائي على ملعب "الحسن واتارا"، مساء الأربعاء، في تمام الساعة 22:00 مساء بتوقيت مصر، الساعة 00:00 في منتصف الليل بتوقيت الإمارات.(المشهد - وكالات)