على غرار ما حدث في مواجهة الذهاب في العاصمة الجزائرية قبل أسبوع، لم تُلعب مباراة الإياب بين نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة الجزائري في موعدها بمدينة بركان المغربية، وذلك في نصف نهائي بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية.مع رفض الفريق الجزائري لعب المباراة، يبحث المتابعون عن العقوبات المتوقعة ضد حامل اللقب البطولة، وموعد صدورها.تم اعتبار نهضة بركان متأهلا إلى المباراة النهائية للبطولة التي رفع كأسها في مناسبتين سابقتين، ليواجه الزمالك المصري في تكرار المباراة النهائية لنسخة 2019، مع انتظار التأكيد الرسمي من جانب لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم على ذلك القرار، بعد اعتبار الفريق المغربي فائزا في مواجهة الذهاب بنتيجة 3-0، وهو ما قد يتكرر في مباراة الإياب.أزمة قميص نهضة بركان.. ما القصة؟وصلت بعثة فريق نهضة بركان المغربي إلى الجزائر لخوض مباراة الذهاب التي كان من المُقرر لها أن تُقام يوم الأحد الموافق 21 أبريل الجاري.مع وصول البعثة إلى مطار "هواري بومدين"، قررت السلطات الجزائرية احتجاز أمتعة الفريق المغربي، والسبب هو وجود خريطة مثيرة للجدل على صدر قميص الفريق، والتي تحمل الخريطة المغربية كاملة، مُدمجة بعلم مملكة المغرب.ترفض الجزائر وجود هذه الخريطة لأسباب سياسية، ولكن الفريق المغربي حصل على موافقة الـ"كاف" منذ بداية الموسم لارتداء هذا القميص في مسابقاته، وقد لعب به بالفعل خلال مباريات مرحلة المجموعات، وصولا إلى نصف النهائي.مع تأكيد الـ"كاف" على أحقية نهضة بركان باستعمال قمصانه المُصرّح بها خلال مباراة الذهاب، انطلق فريق نهضة بركان إلى ملعب "5 جويليه"، لكنه وجد قمصانا بديلة وفّرها الجانب الجزائري، ولا تحمل الخريطة.هل يُعتبر نهضة بركان مُنسحبا من مباراة الذهاب؟تم توجيه هذا السؤال إلى المحامي الرياضي الدولي محمد متولي، والذي أجاب منصة "المشهد" قائلا: "لاعبو نهضة بركان رفضوا تبديل القمصان، وذلك لا يُعد انسحابا".وأوضح: "الاتحاد الإفريقي وافق على الزي الرسمي لنهضة بركان، ولذلك من حق الفريق رفض تغيير القميص". وتابع: "من حق أي فريق الاعتراض على أي ملابس أخرى غير ملابسه، نظرا للارتباط بعقود مع رعاة، ويتبع ذلك تحمل غرامات مخالفة تلك العقود".بُناء على ذلك، تم اعتبار اتحاد العاصمة خاسرا لمباراة الذهاب بنتيجة 0-3 بقرار من لجنة المسابقات التابعة لـ"كاف"، قبل أيام من خوض مباراة الإياب.استأنف الفريق الجزائري لاحقا ضد القرار، وقد رُفض هذا الاستئناف بتاريخ 26 من الشهر ذاته، مع تحويل أوراق الواقعة إلى لجنة الانضباط التابعة لـ"كاف". ما هي العقوبات التي تنتظر اتحاد العاصمة الجزائري؟تمسّك الفريق الجزائري برفض وجود الخريطة المغربية على قميص نهضة بركان خلال الاجتماع الفني لمباراة الإياب، وبعد وصول الفريق إلى ملعب المباراة بمدينة بركان المغربية، لم يشارك اللاعبون في عمليات الإحماء، وأعلن اتحاد العاصمة لاحقا رفضه خوض المباراة ليُغادر الملعب. ذلك هو الاختلاف الجوهري بين موقف الفريقين في كلا الفريقين، حيث صُنف الفريق المغربي كصاحب حق لغياب قمصانه الأصلية مع عدم رفضه اللعب، أما الفريق الجزائري فقد تم تصنيف موقفه كـ"انسحاب" لعدم وجود أي موقف يُعيق المباراة قانونيا وفقا للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.يُفيدنا المحامي الرياضي الدولي محمد متولي: وفقا للفقرة 8 والفقرة 10 من البند رقم 11 من لائحة "كاف" لبطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، والمتعلقة بالانسحاب من مباريات الدور ربع النهائي ونصف النهائي من لبطولة، يُعاقب اتحاد العاصمة بالآتي: يتوقع تغريم نادي اتحاد العاصمة بمبلغ 50 ألف دولار أميركي وفقا للفقرة 8 المتعلقة بالانسحاب في مباراة نصف النهائي.كما يُتوقع استبعاد اتحاد العاصمة من المشاركة في البطولات الإفريقية لمدة موسمين وفقا للفقرة 10 من ذات اللائحة.يمكن أن يتم تعويض فريق نهضة بركان المغربي وفقا للفقرة 3 المتعلقة بالانسحاب أيضا، والتي تنص على أنه "أي فريق يرفض خوض مباراة الإياب بعد لعب مباراة الذهاب على ملعبه، مُطالب بتعويض الفريق الذي حلّ ضيفا عليه بمبلغ قدره 15 ألف دولار أميركي، لإصلاح الضرر الذي قد يلحق بالفريق المُضيف لمباراة الإياب نظير تكاليف خوضه المباراة الأولى خارج ملعبه".قد تكون النقطة السابقة جدلية، حيث سيكون النقاش حول ما إذا كان مُباراة الذهاب قد لُعبت في هذه الحالة، أم لا.متى تصدر عقوبات الـ"كاف" ضد اتحاد العاصمة؟في هذه النقطة، يتابع متولي قائلا: "عادة يأخذ أمر قرار لجنة الانضباط مدة قصيرة، تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين".وأوضح: "لكن قد يستغرق الأمر مدة أطول حسب ما يراه 'كاف' من مدة كافية لدراسة الموقف".يبدو الموقف حساسا، ومرتبطا باختلافات سياسية بين الدولتين، ولكن ذلك لا يعفي الفريق الجزائري من العقوبة، حيث يوضح متولي: "استثناء الفريق الجزائري من العقوبة أمر مُستبعد تماما، لأن العقوبات وُضعت لتُنفّذ، والغاية منها هي ردع الفرق عن التهاون بمسألة الانسحاب من المباريات".التوجه إلى المحكمة الرياضية الدوليةبعد العقوبة التي وُقعت على اتحاد العاصمة عقب مباراة الذهاب، قرر الجانب الجزائري تصعيد القضية إلى المحكمة الرياضية الدولية، كما لقي دعما من جانب الاتحاد الوطني لكرة القدم، فهل يتمكن مسؤولو الفريق الجزائري من قلب الطاولة على "كاف"؟يُجيبنا الخبير القانوني: "لا أعتقد أن اتحاد العاصمة قد يصل إلى أي مكاسب إذا قام بالاستئناف، لكن كل شيء وارد".وأوضح: "إذا كانت أدلة النادي منطقية ومقنعة بالنسبة للجنة التحكيم بالمحكمة الرياضية، وكانت مبنية على أساس قوي لائحيا، ربما يكون هناك قرار في صالحه، لكني لا أعلم ما يخطط له محاموه".الفقرات التي توضّح عقوبات اتحاد العاصمة المُحتملة في لائحة بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية (المشهد)وبسؤاله عما إذا كان من المُمكن أن يلحق الضرر بكرة القدم الجزائرية ككُل، أجاب: "لا يوجد أي ضرر بكرة القدم الجزائرية. الموضوع فردي ويتحمله نادي اتحاد العاصمة وحده دون غيره".وأردف: "إلا اذا تطورت الأمور مثلا بدفع نادي اتحاد العاصمة بأمر يتعلق بشق سياسي، وأن الانسحاب كان بأمر من قبل الدولة.. هنا قد نصل إلى وقف النشاط الكروي في الجزائر بسبب تدخل الدولة في النشاط".وعن تقديره للأزمة بشكل كامل منذ بدايتها، قال المحامي الرياضي: "كان يجب على اتحاد العاصمة الاعتراض على القميص منذ اليوم الأول من علمه بمواجهة نهضة بركان، السكوت من البداية يُعتبر موافقة ضمنية. إذا كنت مسؤولا لدى نهضة بركان فسأدفع بذلك".وأتمّ بالقول: "نهضة بركان موقفه سليم تماما. نادي اتحاد العاصمة أخطأ في تقديره، وعليه تحمل عقبات أفعاله".(المشهد)