هدد نجم خط وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، الإسباني رودري، بإمكانية أن يتوجه اللاعبون إلى إضراب عن المباريات بسبب الجداول المزدحمة والارتباطات بعدة مسابقات محلية وقارية، فضلًا عن المشاركة في مونديال الأندية المُوسع بحُلته الجديدة في الصيف المقبل، تمامًا بعد نهاية الموسم المحلي، بالإضافة إلى ارتباطات اللاعبين دوليًا مع منتخباتهم.لم يكن ذلك هو رأي رودري وحده، فقد وافقه زميله النمساوي أكانجي، كما شجّع حارس مرمى ليفربول أليسون على الأمر ذاته منتقدًا الكم الكبير من المباريات الذي أصبح مفروضًا على اللاعبين.كان أكثر مواسم السيتي ازدحامًا شاهدًا على 66 مباراة حين فاز بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم قبل الماضي، أما هذا الموسم فمن المُحتمل أن يخوض اللاعبون ما قد يصل إلى 73 مباراة في حال بلوغ الفريق لجميع المباريات النهائية للمسابقات التي يشارك فيها، بالإضافة إلى 10 مباريات مُحتملة كمتوسط في الواجب الوطني لكل لاعب.كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن النقاش حول ذلك الأمر لا يتوقف في غرف ملابس الفريق، ولكن المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا، ورغم تعاطفه مع لاعبيه، لا يترك شيئًا للصدفة، وقد قرر التعامل مع الواقع فورًا.المداورةأشار غوارديولا قبل مباراة إنتر ميلان الأخيرة في دوري أبطال أوروبا إلى أهمية المداورة بين اللاعبين ومنح فترات الراحة من أجل إكمال الموسم بأفضل جاهزية، مؤكدًا على أن الأفضل سيشارك.شارك كل من فيل فودين وكايل والكر ومانويل أكانجي ورودري لقرابة الـ5000 دقيقة في الموسم الماضي، وطلب بعضهم الراحة، وسيتكرر الأمر هذا الموسم بلا شك.يبدأ الأمر منذ التجهيز للموسم الجديد، حيث يتشاور المدرب الإسباني مع مساعديه والفرق المعاونة التي يستثمر فيها النادي، من طاقم طبي وإحصائي وفني ومتخصصين في البيانات، وذلك من أجل تجهيز برامج تدريبية تكون قصيرة وحادة قدر الإمكان، مع الحرص على استخلاص أكبر فائدة ممكنة، منعًا للإرهاق.التكنولوجيا وبرامج الاستشفاءيولّي نادي مانشستر سيتي اهتمامًا كبيرًا للبرامج الاستشفائية والأجهزة المخصصة لذلك.ذكرت "ديلي ميل" أن السيتي يوفر للاعبيه غرفًا للعلاج بالبرودة، مع كراسي الاسترخاء وأسرّة التعويم الجافة، وهي جميعها أجهزة تعتمد على تكنولوجيا حديثة، وتساعد على تخفيف أي ضغوط إضافية على أجساد اللاعبين بتقنيات مواجهة الجاذبية.كما يحرص اللاعبين على التدرب في غرف الـ"ساونا" تحت درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، وهو ما قد يساعدهم في تحدي الموسم الطويل والظروف المتغيرة.كما يعتمد غوارديولا على البيانات المستخلصة من جهود اللاعبين، مع أهمية التعاون مع الأجهزة الفنية للمنتخبات من أجل استكمال تلك البيانات والاهتمام بسلامة اللاعبين، ومواكبة الظروف المتغيرة خلال الموسم.يسافر السيتي لبعض المباريات خارج ملعبه وقد يكون مضطرًا للعودة في اليوم التالي، فيضطر ليبقى اللاعبون في الفنادق، ويتم تجهيز برامج استشفائية تواكب ذلك الظرف، حيث يحرص النادي على تواجد حمام سباحة بفندق الإقامة، وهو ما يساهم في البرنامج المخصص.وعندما يسافر أبرز النجوم إلى منتخباتهم، مثل إرلينغ هالاند كنموذج بارز، فيكون مصحوبًا بطبيب خاص مُكلّف من النادي لمتابعته عن كثب والتأكيد على جاهزيته وسلامته.الجاهزية الذهنية والجسديةكما يحرص اللاعبون بشكل عام على الخضوع لجلسات التدليك والاستشفاء الطبي، وهو ما يفيدهم بشكل كبير، وفقًا لما يؤكدوه.يتم كل ذلك تحت تنسيق مدير الأداء بالنادي، سيمون تيمسون، والذي عمل سابقًا مع رابطة التنس البريطانية والفريق الأولمبي البريطاني، وساهم في نجاحات أولمبية وطنية، حيث ينسق العمل بشكل كامل داخل أروقة السيتي، ويبدو أن النادي الإنجليزي قد أجاد الاستثمار.يشيد رودري بعمل ناديه، قائلًا:معظم هذه المباريات التي نخوضها تعتمد على القوة العقلية. يجب أن نحاول أن نكون أقوياء، أن نحاول تشغيل آلة الفريق مرة أخرى من خلال الفوز أو الأداء الجيد. كان بداية الموسم رائعة لِنا لأنه كلما دخلت في هذا الِسباق بِشكل أسرع، كلما كان أسهل لِمُواصلة الموسم.هذا هو المُفتاح، محاولة أن تكون في أفضل حالة بدنية ممكنة ومحاولة أن يكون تركيزك و صحتك العقلية قوية. لقد قضيت شهرًا واحدًا واحتجت إلى الاستشفاء قليلًا، لذلك قضيت شهرين وكان هذا رائعًا لِكي أرتاح قليلًا وأُتجهز نفسيًا.أصبح أكثر أهمية في هذه الأيام أن نُقدم على هذه الأنشطة، لا نُقدم على التدريب المُبكر قبل الموسم. كرة القدم تتغير بهذه الطريقة. يُساعدني هذا كثيرًا لِكي أرتاح قليلًا.(ترجمات)