وتبقى في البال صُور. صُور ستعيش خالدة في الذاكرة الرياضية للعام 2024.الأرجنتيني ليونيل ميسي منتشٍ بلقب جديد مع منتخب بلاده. "معجزة عاجية" في كأس إفريقيا. ابتسامة الإسباني لامين جمال إثر انتزاع "الزعامة الأوروبية". "هاتريك" أكرم عفيف تبقي الكأس الآسيوية في قطر. احتفالات لاعبي ريال مدريد الإسباني بمجد قاري "روتيني".. هذا في كرة القدم. دموع جماهير نادي بوسطن سلتيكس لكرة السلة فرحاً بلقب طال انتظاره. ملامح طفولية إيطالية تفرض نفسها في ملاعب التنس عبر يانيك سينر. الهولندي ماكس فيرستابن يؤكد الريادة بلقب رابع "صعب هذه المرة" في "فورمولا 1". وتبقى باريس "عروس 2024" من خلال تقديمها دورة ألعاب أولمبية صيفية "استثنائية". نقطة سلبيةصورة ميسي وهو يذرف الدموع الحارة بعد إصابته وخروجه مصاباً في الدقيقة 66 من نهائي بطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم والتي استضافتها الولايات المتحدة كـ "بروفة" لكأس العالم 2026 المقررة بالمشاركة بينها وبين كندا والمكسيك.كان الحدثُ مناسبةً رفع من خلالها منتخب الأرجنتين رصيده في البطولة إلى 16 لقباً، متصدراً القائمة أمام الأوروجواي (15)، بعدما تغلب في نهائي النسخة 48 على كولومبيا في "استاد هارد روك" (ولاية ميامي) بهدف لاوتارو مارتينيز عند الدقيقة 112 أمام 65 ألف متفرج. النقطة السلبية تمثلت في تأخر انطلاق النهائي لحوالي ساعة ونصف الساعة نتيجة تدافع جماهير الملعب في بطولة شملت 16 منتخباً للمرة الأولى وشهدت مشواراً رائعاً لـ "راقصي التانجو" حققوا فيه الفوز بـ 5 مباريات من أصل 6 دون أن تهتز شباكهم. وجاء اللقب الأميركي الجنوبي بعد تتويج الأرجنتين بكأس العالم 2022، وقبلها بـ"كوبا أميركا" بالذات في 2021.آمال كبيرةصورة جماهير منتخب ساحل العاج وهي تحتفل غير مصدّقة بلقب النسخة 34 من كأس أفريقيا لكرة القدم على أرضها.الفيلة" إلى النقطة الأعلى من منصة التتويج للمرة الثالثة، غير أن ذلك كان أشبه بـ"عودة من الموت". فقد تعرضوا خلال دور المجموعات لخسارة مذلّة أمام غينيا الاستوائية برباعية، بيد أنهم استفادوا من فوز المغرب على زامبيا لينتزعوا إحدى بطاقات التأهل من المركز الثالث، بعد إقالة المدرب الفرنسي جان-لوي جاسيه وتعيين مساعده المحلي إيمريس فاييه. استمرت الرواية مع إقصاء السنغال بركلات الترجيح من الدور الثاني بعد هدف تعادل متأخر. فصل خرافي آخر تحقق في ربع النهائي عندما انتزع العاجيّون التعادل من مالي في الدقيقة الأخيرة رغم أنهم لعبوا منقوصين منذ الدقيقة 43 قبل اقتناص الفوز في الوقت بدل من ضائع من الشوط الإضافي الثاني. في نصف النهائي، تغلبت ساحل العاج على الكونجو الديموقراطية، وحسم العائد إلى التشكيلة بعد تعافيه من الإصابة بمرض السرطان سيباستيان هالر، الأمور. وفي النهائي، حولت تأخرها أمام نيجيريا إلى فوز 2-1 لتصبح أول من يخسر بفارق 4 أهداف ثم تحرز اللقب، وأوّل مضيفة تتوّج منذ مصر في 2006.تشكيلة شابةصورة لامين جمال وهو يحتفل مع زملائه في منتخب إسبانيا بلقب كأس أوروبا 2024 لكرة القدم في ألمانيا. تشكيلة شابة حققت اللقب الرابع لـ"فوريا روخا"، فباتت إسبانيا الزعيمة المطلقة لـ"القارة العجوز" بعدما فكّت ارتباطها بألمانيا.تمكنت من تجاوز عقبات كبرى مثل إيطاليا حاملة اللقب، ألمانيا المضيفة، فرنسا بطلة العالم 2018 وإنجلترا في النهائي بهدف قاتل لميكيل أويارزابال في الدقيقة 86. قاد تشكيلة المدرب لويس دي لا فوينتي، النجم الشاب لامين جمال الذي أصبح في عمر 16 عاماً أصغر لاعب يسجّل في تاريخ المسابقة (فرنسا في نصف النهائي). إسبانيا قدمت العروض الأفضل إلا أن اعتراف الاتحاد الأوروبي للعبة بوجود خطأ تحكيمي بعدم احتساب ركلة جزاء لألمانيا إثر لمسة يد على الإسباني مارك كوكوريّا في ربع النهائي، يبقى نقطة سوداء في هذه النسخة. فقد أوضحت لجنة التحكيم في الاتحاد القاري أنه كان يجب احتساب ركلة جزاء لجمال موسيالا (في الوقت الإضافي عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1). وبعدما اعتبر الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور أنّ لمسة اليد مشروعة، لم يجد ضرورة في العودة إلى تقنية الحكم المساعد "VAR" ولم يُطلب منه ذلك أيضاً من الحكم المسؤول عن التقنية. .. بعد ذلك، سجل ميكل ميرينو هدف فوز إسبانيا.نهائي عربيصورة أكرم عفيف وهو يتغنّى بتسجيله هدفاً تلو الآخر أمام الأردن (1-3) في نهائي كأس آسيا لكرة القدم في 2024 والتي استضافتها قطر بعدما سبق لها تنظيم مونديال 2022.ونجح "العنابي" في الاحتفاظ باللقب على "استاد لوسيل" أمام 86 ألف متفرج، في ثالث نهائي يجمع منتخبين عربيين، بعد الأول في 1996 وشهد تتويج السعودية على حساب الإمارات المضيفة بنتيجة 2-4 بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، والثاني في 2007 وجمع بين العراق والسعودية (0-1) في إندونيسيا. تألق عفيف مسجلاً الأهداف الثلاثة من علامة الجزاء، ورافعاًَ رصيده إلى 8 أهداف في بطولة توّج هدافاً لها وأفضل لاعب، قبل أن ينتزع جائزة أفضل لاعب أيضاً في آسيا للمرة الثانية.اللقب السادسصورة الألماني توني كروس وهو يحتفل بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مع ريال مدريد الإسباني إثر الفوز على بوروسيا دورتموند الألماني بهدفين على "استاد ويمبلي" (لندن) في مباراته الأخيرة على مستوى الأندية قبل الاعتزال بعد نهاية كأس أوروبا.اللقب كان السادس لكروس في البطولة (واحد مع بايرن ميونيخ الألماني و5 مع ريال مدريد)، وهو السادس أيضاً لـ"الملكي" في آخر 11 موسماً، معززاً رقمه القياسي (15 لقباً).من جهته، عزز المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي رقمه القياسي بلقب خامس (2 مع ميلان الإيطالي في 2003 و2007 و3 مع "مدريد" في 2014 و2022 و2024). ولم يذق "ريال" طعم الهزيمة سوى مرتين في 55 مباراة خاضها في الموسم الماضي ضمن المسابقات كافة، محققاً ثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال.منافسة شرسةصورة نجم "ريد بول"، الهولندي ماكس فيرستابن، رافعاً قبضته من مقصورة سيارته احتفالاً باللقب الرابع في بطولة العالم لسباقات سيارات "فورمولا 1".جاء ذلك إثر موسم مليء بأحداث دراماتيكية وجدل بعد تكهنات حول إمكانية انتقاله إلى "مرسيدس" لتعويض البريطاني لويس هاميلتون المنتقل إلى "فيراري". رغم منافسة شرسة واجهها في موسم شهد تراجع أداء سيارة "ريد بول"، أثبت فيرستابن نفسه من خلال إحراز اللقب الذي بدا وكأنه حُسم فعلياً في بداية الموسم حين فاز بسبع من الجولات العشر الأولى، وفرض فارقاً عجز منافسوه عن تعويضه، قبل أن يعاني من فترة امتدت 10 سباقات متتالية دون تحقيق الفوز. كانت بطولة 2024 الأكثر احتداماً منذ فترة، مع صعود 7 سائقين مختلفين على الدرجة الأولى من منصة التتويج. وأصبح فيرستابن السائق الذي احتاج أقصر فترة بين حسم لقبيه الأول والرابع (1,077 يوماً)، ليتخطى الرقم القياسي للألماني سيباستيان فيتيل (1,078).لقب طال انتظارهصورة مشجعي بوسطن سلتيكس وهم يحتفلون كالمجانين بلقب الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة بعد انتظار دام منذ 2008. اللقب هو الـ 18 لبوسطن الذي انفرد بالرقم القياسي كأكثر الفرق تتويجاً أمام لوس أنجليس ليكرز (17).تحقق الإنجاز على حساب دالاس مافريكس في الدور النهائي الذي انتهى 1-4 لسلتيكس الذي حصل نجمه جايلين براون على جائزة اللاعب الأكثر قيمة في المسابقة، من دون أن ننسى دور جيسون تاتوم الذي بات أول لاعب في تاريخ بوسطن يسجل 30 نقطة على الأقل مع 10 تمريرات حاسمة على الأقل في مباراة نهائية. وكان سلتيكس قريباً من تحطيم الرقم القياسي في 2022، لكنه فشل بعد الخسارة أمام جولدن ستايت ووريورز 4-2 في النهائي. فارق كبيرصورة الإيطالي يانيك سينر وهو يحتفل بألقابه بالهدوء نفسه. تصدر تصنيف المحترفين لفترة طويلة بفضل أدائه المتماسك، خصوصاً في البطولات الكبرى حيث توّج في أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة بالإضافة إلى البطولة الختامية لرابطة اللاعبين المحترفين.ما يعكر صفو الصفحة الناصعة لسينر هو ارتكابه مخالفة تتعلّق بالمنشطات بعدما ثبتت إيجابية اختبارين في مارس الماضي. تمّ قبول الطعن الذي تقدّم به ضد إيقافه بشكل موقت، وتمت تبرئته من الخطأ والإهمال من الوكالة الدولية لنزاهة التنس، وأوضح أن المادة دخلت إلى نظامه عن طريق الخطأ من خلال منتج دون وصفة طبية استخدمه معالجه الطبيعي لعلاج جرح صغير في يده. وتستأنف الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) ضد هذا الحكم أمام محكمة التحكيم الرياضية (كاس)، سعياً لإيقافه لمدة عام أو عامين. معلوم أن الإسباني كارلوس ألكاراز توج بلقبي رولان جاروس وويمبلدون. ولدى السيدات، توجت البيلاروسية أرينا سابالينكا بلقبي أستراليا و"فلاشينج ميدوز"، البولندية إيجا شفيونتيك في رولان جاروس، والتشيكية باربورا كرجتشيكوفا في ويمبلدون.علامة فارقةصورة البرازيلي غابريال ميدينا وهو "يقف في الهواء" في لقطة خطفت الأضواء خلال مشاركته في مسابقة ركوب الأمواج خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.أولمبياد باريس 2024 شكل احتفالية بمرور 100 سنة على تنظيم العاصمة الفرنسية نفسها للحدث في 1924. احتلت الولايات المتحدة صدارة ترتيب الميداليات رغم تساويها مع الصين في "الذهبيات" (40 لكل منهما) إلا أنها تفوقت بالفضيات (44 مقابل 27) والبرونزيات (42 مقابل 24)، فيما حصدت فرنسا، التي استضافت الألعاب للمرة الثالثة في تاريخها، أكبر حصيلة لها منذ 1900 عندما نظمت باريس أيضاً "الألعاب الأولمبية". ورغم الملاحظات على ما شهده حفل الافتتاح الذي نُظم للمرة الأولى خارج الملعب، إلا أن الحدث الذي شمل28 لعبة وحضور 10,500 رياضي ورياضية، حقق نجاحاً منقطع النظير على المستويات كافة.