بات المنتخب السنغالي أحدث ضحايا "العلامة الكاملة" في بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بعدما ودع المسابقة مبكرا من دور الـ16، للنسخة الحالية بالبطولة الجارية في كوت ديفوار، بخسارته بركلات الترجيح أمام المنتخب الإيفواري أمس الاثنين.وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي من لقاء السنغال وكوت ديفوار بدور الـ16 بالتعادل الإيجابي 1-1، قبل أن تحسم ركلات الترجيح الأمور في النهاية لمصلحة "الأفيال" الإيفوارية المستضيفة للبطولة، ليخرج رفاق النجم ساديو ماني من المسابقة مبكرا للغاية، ويفقدوا فرصة الحفاظ على لقبهم.بداية شرسةوكان منتخب السنغال كشر عن أنيابه بقوة خلال مسيرته بمرحلة المجموعات، بعدما كان المنتخب الوحيد من بين المنتخبات المتأهلة للأدوار الإقصائية في البطولة، الذي فاز بجميع مبارياته في الدور الأول، ليحصد العلامة الكاملة، مما وضعه في صدارة قائمة المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب، الذي توج به في النسخة الماضية التي أقيمت بالكاميرون قبل عامين.وتصدر المنتخب السنغالي، الذي توج باللقب مرة وحيدة، ترتيب المجموعة الثالثة بالدور الأول برصيد 9 نقاط، حيث بدأ مشواره في البطولة بالفوز بثلاثية نظيفة على غامبيا، قبل أن يتغلب بنتيجة 3-1 على الكاميرون، المتوج باللقب 5 مرات، بالجولة الثانية، ثم اختتم لقاءاته بالمجموعة بالفوز بهدفين نظيفين على غينيا، لكن خسارته أمام منتخب الأفيال حالت دون تحقيق حلمه بالاحتفاظ بالبطولة للنسخة الثانية على التوالي.تاريخ مرحلة المجموعاتولم يتواجد ما يُسمى بـ"مرحلة المجموعات" في البطولة خلال نسخها الـ3 الأولى، قبل أن يظهر للمرة الأولى في نسخة المسابقة التي جرت بغانا عام 1963، مع زيادة عدد الدول المشاركة في البطولة إلى 6 منتخبات، حيث تم توزيعها على مجموعتين، على أن يصعد متصدر ووصيف كل مجموعة للدور قبل النهائي.ومع زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 12 منتخبا لأول مرة بنسخة البطولة عام 1992 بالسنغال، تم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى 4 مجموعات، ليتأهل المتصدر والوصيف أيضا من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي المكون من 8 منتخبات، والذي ظهر للمرة الأولى في المسابقة منذ ذلك الحين، حيث استمر أيضا مع زيادة عدد منتخبات البطولة إلى 16 منتخبا بدءا من نسخة 1996 بجنوب إفريقيا.ومع وصول المنتخبات المشاركة في أمم أفريقيا إلى 24 منتخبا منذ نسخة عام 2019 التي أقيمت بمصر، بدأت الأدوار الإقصائية للمسابقة بداية من دور الـ16.لعنة العلامة الكاملةولم يكن المنتخب الملقب بـ"أسود التيرانغا" هو الوحيد الذي عانى من لعنة "العلامة الكاملة" في البطولة، بوداعه للمسابقة القارية في الدور التالي مباشرة لمرحلة المجموعات، حيث سبقه العديد من المنتخبات.وكان منتخب إثيوبيا أول ضحايا العلامة الكاملة، بعدما تصدر مجموعته بمرحلة المجموعات لنسخة المسابقة عام 1968، التي استضافها على ملاعبه، عقب تغلبه على منتخبات كوت ديفوار والجزائر وأوغندا، لكنه خسر بنتيجة 2-3 أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، التي كانت تُسمى حينها "زائير"، بالدور نصف النهائي، لينهي البطولة في المركز الرابع، عقب خسارته بهدف نظيف أمام كوت ديفوار في المباراة الترتيبية.ينطبق الأمر ذاته على المنتخب المصري في نسخة عام 1974 التي قام بتنظيمها، حيث تربع على قمة مجموعته بالدور الأول، بعد فوزه في جميع لقاءاته على زامبيا وأوغندا وكوت ديفوار، لكنه خسر بنتيجة 2-3 أمام الكونغو الديمقراطية "زائير" بالدور نصف النهائي أيضا، ليحصل على المركز الثالث في البطولة، بفوزه على جمهورية الكونغو بـ4 أهداف نظيفة في المباراة الترتيبية.وفي نسخة البطولة التي جرت بتونس عام 1994، تأهل منتخب غانا للأدوار الإقصائية بالعلامة الكاملة، عقب تغلبه على منتخبي السنغال وغينيا، لكنه سرعان ما ودع المسابقة من ربع النهائي بعد الخسارة بنتيجة 1-2 أمام كوت ديفوار.وعاد المنتخب المصري ليعاني من تلك اللعنة مجددا في نسخة عام 2000، عندما استهل حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزه في النسخة السابقة عام 1998، بالفوز على زامبيا والسنغال وبوركينا فاسو بدور المجموعات، لكنه خسر بهدف نظيف أمام المنتخب التونسي في ربع النهائي، ليودع المسابقة.وشهدت نسخة البطولة عام 2006 بمصر الأمر ذاته مع منتخبي الكاميرون وغينيا، اللذين جذبا الأضواء إليهما بفوزهما في جميع مبارياتهما بمرحلة المجموعات، برفقة المنتخب النيجيري، لكنهما ودعا المسابقة مباشرة في ربع النهائي على يد كل من كوت ديفوار والسنغال على الترتيب.وخسر منتخب الكاميرون بركلات الترجيح أمام كوت ديفوار بدور الثمانية الذي شهد أيضا هزيمة غينيا بنتيجة 2-3 أمام السنغال، فيما خسر منتخب نيجيريا أمام كوت ديفوار بالدور نصف النهائي، لينال المركز الثالث في النهاية.ووقع منتخب الجابون فريسة لتلك اللعنة بنسخة عام 2012، عندما تواجد على قمة مجموعته بفوزه على تونس والمغرب والنيجر، ليحصد 9 نقاط، لكنه خرج من ربع النهائي بالخسارة أمام مالي بركلات الترجيح.أما نسخة 2019 للبطولة، فشهدت وداعا مبكرا للمنتخبين المصري والمغربي من دور الـ16 رغم تصدرهما لمجموعتيهما في مرحلة المجموعات بالعلامة الكاملة، حيث تغلب منتخب "الفراعنة" على زيمبابوي والكونغو الديمقراطية وأوغندا في الدور الأول، لكنه صدم جماهيره بوداعه المبكر إثر خسارته بهدف نظيف أمام منتخب جنوب إفريقيا.في المقابل، تأهل منتخب المغرب للأدوار الإقصائية بعد فوزه في لقاءاته بالدور الأول على كوت ديفوار وجنوب أفريقيا وناميبيا، غير أنه خسر بركلات الترجيح أمام منتخب بنين بدور الـ16 في مفاجأة من العيار الثقيل.وفي النسخة الماضية، لم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب النيجيري، الذي جاء تأهله لدور الـ16 عن جدارة، إثر فوزه في لقاءاته الثلاثة بمرحلة المجموعات، حيث فاز بهدف نظيف على نظيره المصري في الجولة الافتتاحية، قبل أن يتغلب بنتيجة 3-1 على السودان، وبهدفين نظيفين على غينيا بيساو، لكنه سرعان ما ودع المسابقة، إثر خسارته بهدف نظيف أمام المنتخب التونسي، ليفشل المنتخب المُلقّب بـ"النسور الخضراء المحلقة" آنذاك في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2013.(المشهد - وكالات)