خطف الأمير ويليام، ولي عهد بريطانيا، الأضواء خلال حضوره إلى ملعب "فيلا بارك" رفقة نجله الأمير جورج، لمؤازرة فريقه المحبوب أستون فيلا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وسط أجواء جماهيرية نارية وتاريخية عاشها جمهور النادي الإنجليزي. حضور ملكي في أمسية أوروبية مشحونة شهدت مدرجات "فيلا بارك" في مدينة برمنغهام حضورًا مميزًا تمثل في الأمير ويليام، البالغ من العمر 42 عامًا، الذي لم يأتِ وحيدًا، بل اصطحب نجله الأمير جورج (11 عامًا)، إضافة إلى صديقه المقرّب، دوق "وستمنستر" السابع هيو غروفينور وزوجته أوليفيا هينسون.ورغم الهزيمة التي تلقاها أستون فيلا ذهابًا في باريس بنتيجة 3-1، فإن المشجعين، وعلى رأسهم الأمير، لم يفقدوا الأمل، ليعيشوا ليلة كروية عصيبة ومليئة بالعواطف، خصوصًا بعد الأداء الملحمي من رجال المدرب الإسباني أوناي إيمري، الذين اقتربوا من تحقيق "ريمونتادا" تاريخية، بعد تقليص الفارق وتهديد آمال الفريق الفرنسي بالتأهل. وكانت عدسات الكاميرا قد التقطت لقطات مؤثرة للأمير ويليام ونجله جورج وهما يبدوان في غاية القلق أثناء سير المباراة، في وقت كان فيه الأمل لا يزال قائمًا لقلب النتيجة، قبل أن تنتهي المواجهة بإقصاء "الفيلانز" من البطولة. وفي لقاء الذهاب الذي أقيم الأسبوع الماضي في باريس، حضر ويليام وجورج أيضًا إلى ملعب "حديقة الأمراء"، حيث ظهر الأمير وهو يحتفل بعفوية بعد تسجيل هدف مبكر لأستون فيلا، بينما ارتدى جورج وشاحًا نصفه بشعار الفريق الإنجليزي والآخر بشعار سان جيرمان. وخلال تواجده في العاصمة الفرنسية، حلّ ويليام ضيفًا على قناة "TNT Sports"، حيث تحدث للإعلاميين ريو فرديناند وآلي مكويست عن أهمية هذه الرحلة بالنسبة له ولنجله، قائلاً: "لقد مر 43 عامًا منذ أن عاش جمهور فيلا لحظات كهذه. أردت أن يحظى جورج بليلة لا تُنسى في أوروبا. هذه الذكريات لا تُقدّر بثمن". ويملك أستون فيلا إرثًا أوروبيًا مميزًا، حيث سبق وأن تُوج بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 1981-1982، ولكنه غاب عن البطولة منذ عام 1983. وأضاف مازحًا: "أنا هنا على أفضل سلوك، خصوصًا أنني في باريس مع ابني، وأترك الخيار لأطفالي في دعم من يشاؤون، لكنهم يحضرون معي مباريات فيلا، لذا من المرجح أن يميلوا للفريق". لماذا أستون فيلا؟.. حكاية العشق الملكي علاقة الأمير ويليام بأستون فيلا ليست حديثة العهد، بل تعود إلى سنوات مراهقته. ففي تصريحات سابقة لقناة "بي بي سي" عام 2015، أوضح أنه اختار فيلا لأنه لا يريد الانضمام إلى "الركب التقليدي" من مشجعي مانشستر يونايتد أو تشيلسي، قائلًا: "كنت أبحث عن فريق يمنحني مشاعر متضاربة، فريق من منتصف الجدول يمكن أن يصعد بك إلى القمة أو يهبط بك إلى القاع". وأضاف حينها: "أول مباراة حضرتها في كأس إنجلترا كانت بين بولتون وأستون فيلا عام 2000. رغم أن فيلا خسر لاحقًا أمام تشيلسي، إلا أنني تأثرت بالأجواء والصخب الجماهيري. شعرت بأن ثمة رابطًا خاصًا بيني وبين هذا الفريق". وفي تصريحات أخرى عام 2020، أشار إلى أن ولادته عام 1982، نفس العام الذي تُوّج فيه أستون فيلا بكأس أوروبا، جعله يشعر بأن هناك "صلة تاريخية" تربطه بالنادي.كما أثنى على أسماء لاعبين تاريخيين مثل بول ميرسون، معتبرًا أن قدرتهم على التألق رغم التحديات ألهمته لتشجيع النادي. ويحرص الأمير على حضور مباريات فريقه بانتظام، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، حيث شوهد في مواجهات بارزة، مثل مباراة الفريق أمام بايرن ميونخ في وقت سابق من المسابقة القارية، وكذلك لقاء موناكو في يناير الماضي. كما لم ينسَ الجمهور ظهوره اللافت في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2015، حين جلس بجوار مالك النادي آنذاك، راندي ليرنر، في المنصة الملكية، رغم خسارة الفيلا يومها بنتيجة ثقيلة أمام أرسنال. دعم دائم وتقدير خاص للمدرب إيمري ولا يخفي الأمير إعجابه الشديد بمدرب الفريق الحالي أوناي إيمري، حيث وصفه خلال حديثه لـ"TNT Sports" بـ"الرجل المحترم" و"المدرب المحنك"، مشيرًا إلى أنه يحاول دومًا انتزاع بعض الأسرار التدريبية منه، لكنه يواجه صعوبة في ذلك بسبب تحفظ المدرب الإسباني. وتؤكد كل هذه المشاهد أن علاقة الأمير ويليام بأستون فيلا تتجاوز حدود الإعجاب العابر، فهي أقرب إلى ولاء عاطفي راسخ، تَشكّل عبر سنوات طويلة من التعلق والهوية والانتماء. قد يكون الأمير هو أكثر مشجعي أستون فيلا شهرة في العالم، لكنه بالتأكيد ليس الوحيد الذي يحلم كل موسم بعودة الأمجاد إلى ملعب "فيلا بارك".(ترجمات)