استضافت مدينة بواكي الإيفوارية منافسات المجموعة الرابعة من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 الجارية حاليا في كوت ديفوار، كما تستضيف مباراة الدور ربع النهائي، مساء السبت، بين منتخب البلد المضيف ومنافسه المالي، ولكن قبل 22 عاما كان الوضع مختلفا في هذه المدينة.في سبتمبر 2002، كانت بواكي معقلا للحرب الأهلي، وشهدت العديد من المتغيرات، ولكن في مراحل عدة، كانت كرة القدم هي العامل الذي يساهم في تحويل المشهد إلى الأفضل.في وقت ما، توقف كل شيء عن العمل في المدينة، حيث يكتفي الأطفال والجنود بالجلوس في السيارات والقيام بالدوريات في الشوارع.كان من الممكن أن ترى الدبابات المدرعة في الأفق، وتسمع الطلقات النارية من حين لآخر في الليالي، خوفا من السيطرة على المدينة.ملعب "السلام"، الذي ساهم في تنظيم البطولة خلال نسخة عام 1984، وها هو يظهر من جديد بعد 40 عاما في نفس الحدث الكروي الذي يتجمع حوله أبناء القارة السمراء، كان معقلا تنفيذيا لضباط الشرطة والقوات العسكرية خلال الحرب الأهلية.دروغبا ونقطة التحولفي يونيو 2007، استضاف ملعب "السلام" مباراة بين منتخب كوت ديفوار ونظيره منتخب مدغشقر، وذلك في إطار تصفيات بطولة كأس أمم إفريقيا 2025.طالب قائد الفريق آنذاك والنجم الأسطوري ديديه دروغبا أن تُقام المباراة في هذه المدينة، وبعد أن سجل هدفا خلال انتصار فريقه بخماسية نظيفة، استجدى أهالي المدينة، أمام حضور بلغ 25 ألفا في الملعب، لكي يترك الجميع أسلحته ويعم السلام، وقد استجابوا.وقال أحد سكان المدينة الذين عاصروا تلك المباراة في حوار مع الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم: "كان الأمر ممتعا عندما لعبنا المباراة أمام مدغشقر. شعرنا جميعا بالتوتر عندما صدر الإعلان بسبب سير الأمور هنا، لكن بعد عقدين من الزمان، تغيرت القصة تماما".مدينة تنبض بالحياةبعد 17 عاما، تم تطوير هذا الملعب ليتسع إلى 40 ألف متفرج، وقد استضاف مباريات عدة في البطولة القارية المُقامة حاليا في البلاد.أصبحت المدينة التي كانت ذات يوم قاعدة للمتمردين، مركز استضافة لكرة القدم الإفريقية، تشهد الأيام الحالية، كل شيء في أبهى حلة.وبالإضافة إلى جمال كرة القدم التي يتم متابعتها، أصبحت المدينة تستفيد بشكل رئيسي من المنتجات الثانوية لكأس أمم إفريقيا.وشهدت بواكي جمال كرة القدم وقوتها الموحدة وهي شهادة على كيفية جمع هذه اللعبة بين الناس.ستُختتم كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار قريبا، ولكن الإرث الذي ستتركه سيدوم لفترة طويلة وسيولد مشاعر الفخر لدى سكان بواكي بشكل خاص والشعب الإيفواري بشكل عام، بعد التغيير الجذري الذي شهدته المدينة والدولة بأكملها عقب 22 عاما من تسيد مشاعر اليأس والخوف جراء الحرب الأهلية في البلاد.(المشهد - وكالات)