بعدما صنع التاريخ في أول ظهور تدريبي له مع ريال مدريد الإسباني، يستمر المدرب الفرنسي زين الدين في رفض العروض بعد مغادرته القلعة البيضاء، بينما بدأ طاقمه الفني في العمل ضمن الأطقم التقنية لأندية عديدة حول العالم.ويُثير النجم الفرنسي زين الدين زيدان، أحد أساطير كرة القدم والتدريب، تساؤلات واسعة حول ابتعاده الطويل عن عالم التدريب. فمنذ رحيله عن ريال مدريد في مايو 2021، لم يتول زيدان أي منصب تدريبي، مُفضلاً البقاء بعيداً عن الأضواء، في حالة فريدة من نوعها في عالم كرة القدم.تقاعد مبكرفي 27 مايو 2021، ودّع زين الدين زيدان ريال مدريد بينما كان لا يزال متبقياً عام في عقده، بدا عليه الإرهاق والانزعاج من الإدارة بسبب نقص الدعم، ليضع المدرب الفرنسي حداً لفترته الثانية كمدرب للفريق الأبيض، التي لم تكن ناجحة مثل الأولى، لكنها كانت أيضاً مليئة بالألقاب، وحتى اليوم، لم يجلس زيدان على مقاعد البدلاء مرة أخرى.ومنذ ذلك التاريخ، أي ما يزيد عن 1306 أيام حتى الآن، لم يشغل زيدان أي منصب تدريبي، في ظاهرة غريبة تُثير استغراب المُتابعين والمُحللين. وكأن زيدان قد اعتزل التدريب بصمت، رغم النجاحات الباهرة التي حققها مع ريال مدريد، حيث قاد الفريق للفوز بـ 11 لقباً في فترتين (2016-2018) و (2019-2021)، من بينها لقبان في الدوري الإسباني، ولقبان في كأس السوبر الإسباني، و3 ألقاب تاريخية متتالية في دوري أبطال أوروبا، ولقبان في كأس السوبر الأوروبي، ولقبان في كأس العالم للأندية. وقد جعلت منه هذه الإنجازات ثاني أكثر المدربين تتويجاً بالألقاب في تاريخ ريال مدريد، لكن زيدان اختفى، ولم يكن ذلك بسبب نقص العروض.ورغم هذا السجل الحافل، والعروض المغرية التي انهالت عليه من كبرى الأندية الأوروبية والمنتخبات العالمية، يُصر زيدان على البقاء بعيداً عن الملاعب. فقد تلقى عروضاً من أندية مثل مانشستر يونايتد، يوفنتوس، باريس سان جيرمان، وبايرن ميونيخ، إضافة إلى عروض لتدريب منتخبات وطنية مرموقة، لكنه رفضها جميعاً.ويجب أسطورة الساحرة المستدرة دائماً بنفس الجواب: "لا، شكراً"، حيث يستقر زيدان في مدريد ويهتم بمسيرة أبنائه، ولا يقطع روتينه إلا للسفر إلى باريس وإيكس أون بروفانس، جنوب فرنسا، بالقرب من مرسيليا، حيث يقع ناديه "زيدان فايف كلوب"، الذي يهدف في نهاية المطاف إلى دمج الشباب المعرضين لخطر الإقصاء من خلال الرياضة.هل اعتزل زيدان التدريب؟يبدو أن عودة زين الدين زيدان إلى عالم التدريب باتت مُرتبطة بوجهتين مُحدّدتين لا غير: ريال مدريد والمنتخب الفرنسي. فبحسب مصادر مُقرّبة من النجم الفرنسي، فإن زيدان يُفضّل عدم تدريب أي فريق آخر على مستوى الأندية غير النادي الملكي، فيما ينحصر طموحه على المستوى الدولي في قيادة منتخب بلاده.ويُعتبر هذا القرار نابعاً من "مسألة ولاء" بحسب المصادر، حيث يرى زيدان في ريال مدريد "فريق حياته"، فيما يُمثّل تدريب المنتخب الفرنسي حلماً وطنياً. ورغم العروض المُغرية التي تلقاها من كبرى الأندية الأوروبية، مثل بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد ويوفنتوس، إلا أنه رفضها جميعاً، مُفضّلاً الانتظار حتى تُتاح له الفرصة المناسبة مع أحد هذين المشروعين.وعلى الرغم من عودة العلاقات الجيدة بين زيدان ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، إلا أن عودته لتدريب الفريق الملكي تبدو مُستبعدة في الوقت الحالي، حيث يُدرك زيدان تماماً أن هذا المنصب يشغله حالياً كارلو أنشيلوتي، الذي يحظى بدعم الإدارة. كما أن زيدان لا يُعتبر من بين المُرشحين لخلافة أنشيلوتي في المستقبل القريب.(ترجمات)