يظهر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مشاركته القارية السادسة مع بلاده، وعلى الأرجح ستكون الأخيرة وفقًا لما أكّده بعد عبور سلوفينيا في دور الـ16 من بطولة يورو 2024، ولكنها أظهرت تحديًا أمنيًا لألمانيا بلا شك.فيما يتعلق بالسلطات في غيلسنكيرشن، تم اتخاذ جميع الاحتياطات، وقام حراس إضافيون بدوريات في محيط الملعب في ملعب "أرينا أوف شالكه".تجهيزات أمنية غير كافيةكان هناك أفراد أمن بملابس مدنية في المدرجات. ووقف حارسان أمنيان قويان عند حافة النفق الذي يؤدي إلى غرف الملابس، ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيًا.بينما كان لاعبو البرتغال يتوجهون إلى غرفة الملابس بعد هزيمتهم أمام جورجيا الأسبوع الماضي، تمكن مشجع من تجاوز طبقات الأمن الإضافية بالقفز فوق النفق مباشرة إلى طريق كريستيانو رونالدو. بدلاً من مواجهة بطله، أخفق المتسلل في هبوطه وسقط على مجموعة من السلالم، ولكن النقطة قد أوضحت أن جاذبية رونالدو قوية لدرجة أنه بغض النظر عن ما تفعله سلطات الملعب أو خدمات الأمن، فإنه في النهاية لا يمكن منع الناس من محاولة التقاط صورة "سيلفي" معه.النجم الأكثر شُهرةلا شك أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الأكثر شهرة في بطولة يورو 2024 الحالية، رغم تقدمه في العُمر ونقص تأثره فنيًا.شهرة رونالدو، في هذه المرحلة، لا يمكن المبالغة في تقديرها، فالآن يبلغ من العمر 39 عامًا، وكان على مدى 20 عامًا واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم في جيله، حيث حطّم العديد من الأرقام القياسية، كما أنه بطل متسلسل، وفائز بالكرة الذهبية 5 مرات كأفضل لاعب في العالم.لقد بدأت هذه المكانة تتراجع في السنوات الأخيرة مع تقدم مسيرته، لكنها لم تؤثر كثيرًا على أثره الأوسع.تم استخدام صورته لبيع منتجات متنوعة مثل الساعات الفاخرة، المكملات الغذائية وأجهزة تقوية عضلات الوجه اليابانية.تحاول السعودية حاليًا تنمية دوري كرة قدم من الدرجة الأولى بفضل نجوميته، فهو ليس مجرد علامة تجارية؛ إنه نوع معين من الطموح، ومزيج من الثروة، النجاح وروتين العناية بالبشرة الرائع، و"بودكاست" عالي الأداء يتمثل في جسد مثالي.بأحد المعايير التي تعتبرها الثقافة الحديثة الأكثر أهمية، يمكن لرونالدو أن يطالب بحق بأن يكون الإنسان الأكثر شهرة في الوجود، فلديه 633 مليون متابع، وهو ضعف عدد متابعي المُطربة بيونسيه.بعبارة أخرى، إذا كان حساب الـ"إنستغرام" الخاص بكريستيانو رونالدو عبارة عن دولة، لكان ثالث أكبر دولة في العالم.صداع أمنيفي الواقع، شهرة رونالدو كبيرة لدرجة أنه خلال الأسابيع الـ3 الأولى من يورو 2024، بدأت تُسبب صداعًا لكل من له علاقة به.المشكلة الأكثر إلحاحًا هي الأمنية، حيث أن كل مباراة من مباريات البرتغال الـ4 في البطولة تم اقتحامها من قبل مشجعين يحاولون دخول الملعب لالتقاط صورة مع قائد المنتخب البرتغالي.بعد أن دخل أول مشجعين الملعب في مباراة البرتغال الافتتاحية، اشتكى الاتحاد البرتغالي لكرة القدم إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".كانت الرسالة مهذبة، ومكتوبة بطريقة تبدو وكأنها تعترف بأن الجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي وشهرة رونالدو هو أرض جديدة لكرة القدم، لكنها طلبت اتخاذ تدابير أمنية إضافية.بعد مباراة البرتغال الثانية ضد تركيا، عندما دخل 7 مشجعين إلى الملعب، اعترف مدرب البرتغال، روبرتو مارتينيز، بأن الأمر أصبح "مقلقًا" بعد أن تم طرح أحد نجومه الآخرين على الأرض من قبل حارس يلاحق رجلاً يتجه نحو رونالدو.تمت مناقشة الأمر في اجتماعات العمليات اليومية للاتحاد الأوروبي، وتم تغريم ألمانيا، الدولة المضيفة للبطولة، أكثر من 21,000 دولار بالفعل لفشلها في تأمين ملاعبها.ما يمكن فعله أكثر من ذلك غير واضح، حيث أوضح مؤسس شركة "سوليوشنز" للأمن والسلامة، توم ريتشموند لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أعدت تقريرًا عن التهديدات الأمنية المُصاحبة لوجود رونالدو: "الأمر صعب جدًا بمجرد دخولهم الملعب".وتابع: "الحراس يحصلون على الحد الأدنى للأجور. إنهم ليسوا حقًا حاجزًا لأيّ شخص يريد دخول الملعب".عبء على بلاده؟ولكن هناك شعور متزايد بأن شهرة رونالدو قد تكون مشكلة رياضية أيضًا، فقد تكون البرتغال بلغت الدور ربع النهائي، لكن أدائها كان غير ملهم إلى حد كبير.فازت على جمهورية التشيك في المباراة الافتتاحية بفضل هدف في الوقت بدل الضائع، وخسرت مباراتها الأخيرة في المجموعة أمام جورجيا، الفريق الأدنى تصنيفا في البطولة، واحتاجت إلى ركلات الترجيح لتتجاوز سلوفينيا في دور الـ16.هناك خيط مشترك بين جميع تلك المباريات، وهو النجم المشهور ذو الجسم المتناسق والشعر المثالي الذي يتصدى لمحبي صور السيلفي.رونالدو هو اللاعب الوحيد الذي بدأ جميع مباريات البرتغال، ولم يسجل هدفًا بعد.كان أبرز مساهماته حتى الآن هو إضاعة ركلة جزاء في الوقت الإضافي ضد سلوفينيا، وهو إخفاق جعله يبكي.في نواح كثيرة، لم يكن مستوى أدائه مفاجأة كبيرة. قضى رونالدو معظم الموسمين الماضيين يلعب في دوري السعودية المُعاد تجديده، ولم يلعب في دوري أبطال أوروبا، أعلى شكل من أشكال كرة القدم للأندية، منذ عام 2022.بدت مسيرته الدولية وكأنها انتهت خلال كأس العالم، قبل 18 شهرًا، عندما تم استبعاده من التشكيلة الأساسية لمباراة ضد سويسرا.كان قد سجل هدفًا واحدًا فقط في البطولة حتى ذلك الحين، من ركلة جزاء، بينما سجل بديله، المهاجم غونسالو راموس، 3 مرات في أكثر من ساعة بقليل، ليبدو وكأن الصفحة قد قُلبت.لكن المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز، على ما يبدو، يشعر بشكل مختلف، بعد أن تم تعيينه بعد كأس العالم، ظل ثابتًا في دفاعه عن رونالدو خلال هذه البطولة.حضور القائد الهجومي، كما أوضح مارتينيز، أمر غير قابل للتفاوض و"على أساس الجدارة"، كما قال الشهر الماضي.حتى بعد مباراة سلوفينيا، كان مارتينيز سريعًا في إعلان مدى "فخره" بنجمه المتقدم في السن.يزداد الجدال حول أحقية رونالدو في التواجد أساسيًا في تشكيلة منتخب البرتغال، مباراة بعد الأخرى، ولكن ما هو واضح أن النجم البرتغالي مشهور لدرجة أن دولة مثل ألمانيا تجد صعوبة متزايدة في تنظيم مباريات كرة القدم معه، وهو مشهور لدرجة أن دولة أخرى مثل البرتغال، ليست مستعدة للنظر في لعب أيّ مباريات كرة قدم بدونه، وفي هذه الحالة يبقى القائد هو الأوحد الذي يستطيع أن يحسم ذلك القرار بنفسه.(ترجمات)