يعيش نادي برشلونة أزمة جديدة تهدد استقراره المالي، وذلك على خلفية تعثر تسجيل اللاعب الإسباني داني أولمو للمشاركة في النصف الثاني من موسم 2024-2025 الجاري. الأزمة بدأت بإعلان رابطة الدوري الإسباني عشية رأس السنة عن رفضها تسجيل أولمو، مشيرة إلى أن النادي لم يقدم حتى الآن أي حلول تتوافق مع لوائح الرقابة الاقتصادية للرابطة. وجاء في البيان الرسمي للرابطة: "حتى تاريخ اليوم، 31 ديسمبر، لم يقدم نادي برشلونة أي بديل يتوافق مع لوائح الرقابة الاقتصادية، مما يسمح بتسجيل أي لاعب اعتبارًا من 2 يناير." هذه الخطوة أثارت موجة من القلق بين جماهير برشلونة، حيث يحوم الشك حول قدرة الإدارة على تجاوز الأزمة في الوقت المحدد. تحديات مالية وتبعات قانونية ويواجه داني أولمو، الذي يعتبر من الركائز الأساسية للفريق، وضعًا غامضًا بعد أن أصبح لاعبًا حرًا بشكل تقني نتيجة الأزمة. ورغم تأكيد وكيله أندي بارا لمراسل الانتقالات الإيطالي فابريزيو رومانو أن "اللاعب يرغب في البقاء مع برشلونة ولا ينظر في أي خيارات أخرى"، فإن الضغط يتزايد على النادي لحسم الموقف سريعًا قبل الموعد النهائي في 3 يناير. ما مقدار خسائر برشلونة المُحتملة؟في حال فشل برشلونة في تسجيل أولمو، فإن النادي سيتكبد خسائر كبيرة على عدة مستويات، وفقا لما ذكرته صحيفة "سبورت" الكتالونية في تقرير لها، الأربعاء.أولاً، هناك التزام النادي بدفع 50 مليون دولار (ما يعادل 48 مليون يورو) لبقية عقد اللاعب الممتد حتى 2030، حتى إذا غادر الفريق. كما لا تزال مستحقات نادي لايبزيغ الألماني، النادي السابق لأولمو، قائمة بقيمة 57 مليون دولار (ما يعادل 55 مليون يورو). إلى جانب ذلك، فإن قيمة اللاعب السوقية الحالية، المقدرة بـ62 مليون دولار (60 مليون يورو) وفقًا لموقع "ترانفسير ماركت"، قد تُفقد في حال انتهى عقده دون تحقيق أي عائد مالي من انتقاله. خسائر إضافيةلم تتوقف الخسائر عند ملف أولمو فقط، بل إن إدارة برشلونة تواجه انتقادات بسبب استغلال غير مثالي لموارد النادي. على سبيل المثال، تم بيع مقاعد كبار الشخصيات في ملعب "سبوتيفاي كامب نو" الذي يخضع للتجديد، مقابل 104 ملايين دولار (100 مليون يورو)، رغم أن هذا الرقم كان يمكن أن يتضاعف ليصل إلى 208 ملايين دولار (200 مليون يورو). عند جمع هذه العوامل، يتضح أن برشلونة يواجه خسائر قد تصل إلى 273 مليون دولار (ما يعادل 263 مليون يورو)، وهو رقم يصعب على النادي تحمله في ظل أزماته المالية المتراكمة.مع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل أولمو، يبقى السؤال: هل تستطيع إدارة برشلونة إيجاد حلول سريعة لتجنب هذه الخسائر؟ الإجابة عن هذا السؤال قد تحدد مسار النادي في المرحلة المقبلة، وسط آمال جماهيرية بتحقيق اختراق ينقذ الموقف.(ترجمات)